ا ف ب
عندما اكتشف ساسا بيسيتش العاطل عن العمل في صربيا المترنحة اقتصاديا، سنة 2024 اربعة كلاب ضالة، تغير مجرى حياته فتحول الى ناشط في سبيل حماية الكلاب الشاردة وبات ملجأه في نيش جنوب البلاد يضم اكثر من 450 من هذه الحيوانات.
وتنتشر في شوارع صربيا عشرات الاف الكلاب الضالة، وهي مشكلة متفاقمة في هذا البلد الذي يشهد مرحلة انتقالية. تحديد العدد الحقيقي لهذه الحيوانات مهمة مستحيلة بحسب مديرية الطب البيطري في البلاد.
عندما يدخل ساسا الى ملجئه القائم على ارض شاسعة قرب وسط نيش على بعد 220 كلم جنوب شرق العاصمة بلغراد، تركض مئات الكلاب من كل الاحجام والالوان مطلقة العنان لنباحها تعبيرا عن فرحها وتحرك اذيالها لتحيته.
يقوم ساسا بمداعبتها طويلا. ويروي هذا الرجل الاسمر البالغ 45 عاما والذي يكرس حياته لهذه الحيوانات "اعلم تماما كيف وصل كل كلب لدي، اعرف اسماءها وطباعها".
المأوى الذي يديره مساحة كبيرة مسيجة تحيط باسطبل تابع لنادي فروسية قديم. وقد اعاد استصلاحه سنة 2024 بموافقة المالك السابق للنادي. وضمن هذه المساحة، تعيش الكلاب بحرية مطلقة في الخارج طوال النهار.
ولا يعاد ادخال هذه الحيوانات الى بيوتها الا عند هبوط الظلام كي تبقى سعيدة بحسب ساسا الذي يشدد على ان كل هذه الكلاب ملقحة ومطهرة ومزودة بشرائح الكترونية.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وعلى الرغم من مساعدة ستة متطوعين له، يخصص ساسا معظم وقته للكلاب "ولا وقت لدي للاكل بشكل مناسب ولا للتفكير بحياة خاصة، اذ يتعين العمل بجهد يوميا لتوفير الغذاء والعناية لكل هذه الحيوانات" على حد تعبيره.
وعند انطلاق مغامرته، كان ساسا يحصل على الاغذية الخاصة بالكلاب من الخبازين والمسالخ المحلية حيث كان يتزود بالخبز القديم وبقايا اللحوم غير المستخدمة. لكن سرعان ما اكتشف ان هذا المصدر غير كاف لتلبية متطلبات هذه الحيوانات من الطعام.
من هنا أطلق ساسا حملة كبيرة لجمع التبرعات خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. "وقد ابدى الناس خصوصا في الخارج ترحيبا كبيرا وكانوا داعمين لمشروعنا. يجب انفاق ما بين خمسة الى ستة الاف يورو شهريا للاهتمام بحوالى اربعمئة الى خمسمئة كلب" بحسب ساسا.
وفي البداية سنة 2024، كان ساسا يهتم بالكلاب التي يصادفها في غابة مجاورة لمنزله. لكن عدد الحيوانات التي بات يعتني بها تخطى سريعا الخمسين ما ارغمه على البحث عن حل دائم.