سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
على ضوء منهج أهل السنة والجماعة
( 12 )
من عقيدة أهل السنة الإيمان بعذاب القبر ونعيمه كما دل على ذلك كتاب الله وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : " وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَحَدَكمْ، إِذَا مَاتَ، عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؛ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؛ فَيُقَالُ هذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " أخرجه البخاري ومسلم
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :" استعيذوا بالله من عذاب القبر " أخرجه أحمد وصححه الألباني .
فائدة :
هل عذاب القبر يكون دائما مستمرا إلى قيام الساعة أم أنه منقطع ؟
الجواب : منه ما هو دائم ومنه ما هو منقطع يعذب فترة ثم يُعفى عنه
فعذاب القبر الدائم للكافر.وعذاب القبر المنقطع للمسلم العاصي
فيُعذب بحسب جرمه ثمَّ يُخفف, وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء، أو صدقة، أو استغفار، أو سبب حج يصل إليه من أقاربه أو غيرهم .
ومن عقيدة أهل السنة أيضاً الإيمان بفتنة القبر وهي سؤال الملكين الميت عن ربه وعن دينه وعن نبيه كما ثبت ذلك في الحديث الطويل الذي أخرجه أحمد في مسنده من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه
والله عز وجل يقول : "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء "
وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: " اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ " أخرجه أبو داود وصححه الألباني
وتسميت الملكين بمنكر ونكير وردة في السنة النبوية الصحيحة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ، أَوْ قَالَ: أَحَدُكُمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَلِلآخَرِ: النَّكِيرُ … " أخرجه الترمذي وصححه الألباني
فائدة : الأحاديث الواردة في فتنة القبر وعذابه ونعيمه نصَّ أهل السنة على أنها متواترة .
والله أعلم
من إعداد : صاحب القلم