وجوه من الإمارات … علي الدباني: علاقتي بالناس مصدر قوتي
من ستينات القرن الماضي ولد جيل تربى على القومية والوطنية وتعايش مع الأحداث التاريخية التي وقعت آنذاك وكبر بالهموم التي اجتاحت الوطن العربي إلى ان حصل على الاستقلال، من بين ذلك الجيل علي عبد الله الدباني رجل القومية والوطنية الذي أمضى حياته في العمل التطوعي وضرب مثال الأبوة القدوة حين زوج بناته الخمس بمهور رمزية بدأت من الدرهم ولم تتعد الألف.
لم يمتلك المؤهلات العلمية، ورأسماله حب القراءة والاطلاع والعمل التطوعي ورغم ذلك حصد العديد من الجوائز وشهادات التقدير التي زين فيها مجلسه وملأت جدرانه حيث اكسبه العمل التطوعي شهرة وشعبية في المجتمع فيما كان انتخابه رئيساً للعديد من القلاع الرياضية والثقافية ليس على صعيد الدولة، إنما امتد إلى الوطن العربي ما يعد دليلا على ان من يملك الإصرار والعزيمة يصل ولو كان بدون مؤهلات علمية موثقة إلى غايته.
علي الدباني “بو احمد” فتح مجلسه الذي ضم شهادات التقدير وصور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وصوره بين المثقفين وصوراً عن إمارة رأس الخيمة والكتب التاريخية التي تناثرت بين المقاعد لحث زائريه على قراءتها فيما تحدث عن سيرته في هذا الحوار.
رأس الخيمة – حصة سيف:
أهم المحطات في حياتك؟
ولدت عام 1940 كما هو مدون في السجلات الرسمية ولم ادخل قط في التعليم النظامي انما كمثل معظم الجيل الذي انتمي إليه تتلمذنا على يد المطوع سلطان بن حميد السويدي حيث كنا في مدرسة تدعى “أم الشنكو” وكان سقفها مغطى بقطع براميل الديزل وكان المطوع يعلمنا القرآن والحساب والقراءة وتبدأ الدراسة من الصباح إلى أذان الظهر ليأتي الوفد الآخر من بعد صلاة الظهر إلى العصر.
من تتذكر من أقرانك الذين كانوا في الفصل ذاته؟
كان يدرس معنا الكثير من الشخصيات منهم من وصلوا لمناصب عليا في الدولة مثل الشيخ خالد بن صقر القاسمي، والشيخ عبد العزيز بن حميد القاسمي، وسيف الجروان ومحمد البكر، وسالم السامان، والشيخ عبد الملك بن كايد القاسمي، والشيخ الدكتور سعود بن كايد القاسمي، وعبد الله علي الشرهان وسالم ابراهيم اليعقوبي ومجموعة من رجالات الإمارة جميعنا تتلمذنا على يد المطوع سلطان بن حميد السويدي الذي أدين له شخصيا بالكثير لاستفادتي من طريقة تعليمه لشتى آداب الحياة والأخلاق والعادات الطيبة والخط الجميل وكل ما تعلمته يعود فضله إلى المطوع الذي كان يحرص على جمال الخط، كما درست على يد المطوع محمد سليمان وتركت الدراسة بعدها ولم أكمل في المدارس النظامية.
كيف كان أسلوب التدريس في ذاك الوقت؟
كان نافعا ولا مجال للتساهل فيه فكل من يخطئ أو يشاغب نصيبه العصا، كما كان يستخدم نظام “الفلقة” حيث توضع إحدى أرجل الطلاب في خشبة عليها قطعة حديد مقفولة حتى لا يعيدوا الخطأ الذي اقترفوه.
وكيف كانت الحياة قديما؟
كان جدي رحمه الله يعمل تاجرا للحطب مع عبد الله راشد العاجل، ويتجمع البدو بحطبهم ويضعونه في باحة منزلنا وفي الغالب يأتون ليلا لرأس الخيمة القديمة التي كان فيها منزلنا ويستضيفهم جدي في المجلس الذي كان من سعف النخيل إلى الصباح وكان والدي يعمل في الكويت حيث كان يسافر الأهالي قديما إلى الهند والبصرة والحبشة بحثا عن الرزق وبقيت في الكويت 13 عاما تقريبا بعد دراستي وعملت عاملا ب 200 روبية حيث كانت تكفي لإعالة الأسرة وتزيد.
كيف كانت حياتك في الكويت؟
كنا في عهد عبد الله السالم الصباح الذي أعطى شعبه أحقية في الحكم بإنشاء أول برلمان كما اصدر بعهده أول دستور للكويت وكانت الشعوب العربية متلاحمة الا انها كانت تحت وطأة الاستعمار، وكنا في الإمارات من أول المشاركين في المظاهرات التي عمت الكويت وناهضت عبد الكريم قاسم حاكم العراق حين أعلن عن نيته بضم الكويت كما ان في عهد جمال عبد الناصر تحمست الشعوب العربية وتلاحمت في المظاهرات المساندة ودائما كنت أقول لو ان الله تعالى أراد للأمة العربية والإسلامية العزة والكرامة لاجتمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بأفكاره وعفويته وطبيعته وجمال عبد الناصر بقوميته وحسه الوطني رحمهما الله لالتحمت الصفوف ولكن قدر الله وما شاء فعل إذ توفي القائد جمال عبد الناصر وبعده جاء الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهما الله.
ماذا عن حياتك الأسرية؟
تزوجت عام 1960 ومضت 7 سنوات على الزواج ولم أنجب إلى ان رزقني الله ب10 أبناء توفي اثنان منهم فيما أعطيت أبنائي وبناتي أسماء قومية ووطنية لأغرس فيهم تلك المعاني السامية فأولى بناتي حملت اسم “كفاح” والأخرى “جهاد” والصغرى “انتصار” واسم ولدي الراحل نجيب سميته على الرئيس المصري محمد نجيب رحمه الله ومريم وفاطمة ومحمد وحمد من الأسماء الوطنية التي توجد في كل أسرة.
زوجت بناتك بأقل المهور لماذا؟
زوجت ابنتي الأولى عام 1990 بدرهم وليس المعنى بالدرهم ولكن ما قصدته ان من المبدأ ألا يغالي الأب في مهور بناته، ويختار لهن من يسعدهن بغض النظر عن مقدرته وإمكانياته المادية المهم ان يسعدها زوجها بوسع وحدود طاقته، واستثمرت تلك المبادرة بحسن العلاقة بيني وبين أزواج بناتي الخمس وسعادتهن التي هي أغلى من كل المهور وانصح كل أب ان يراعي تلك المسألة ويسهل زواج بناته لأن مكسب الاحترام والتقدير سيظل الى الابد بين العوائل.
كيف تدعم الحس القومي والوطني في أبنائك وأحفادك؟
أشجعهم على العطاء لدعم القضايا الوطنية والقومية والاهتمام بكل ما يهم المسلمين حيث اقرأ لهم كل الأخبار وأشاركهم في النقاش واعطيهم حرية التحدث بكل ديمقراطية واكتسبت العائلة ذلك الحس القومي والوطني في الاهتمام والمتابعة فيما درجت العادة ان تتجمع العائلة بجميع افرادها يوم الجمعة واحرص على ان اكون متواجدا في المنزل لتلك المناسبة التي تعمق الصلات وتربط الأجيال مع بعضها في حين تؤكد ان المبادئ والقيم التي يتحلى بها أفراد المجتمع تتأصل في تلك الاجتماعات العائلية.
تطوعت سنين طويلة ومازلت، ما دافعك للمشاركة تجاه العمل التطوعي وما اهم محطاته؟
المأساة التي عشناها إبان الاستعمار والبحث عن لقمة العيش في فترة ماضية تجعل الشخص قوي الشكيمة والإرادة ويحرص على أن يكون معطاء ويحاول التغيير أو الاشتراك في كل ما يمثل قيمه ومبادئه التي تربى عليها حيث قمت مع مجموعة من شباب الدولة من أبناء رأس الخيمة في فترة مكوثي بالكويت بتأسيس النادي البحري الثقافي الرياضي ليهتم بأنشطة الشباب الرياضية ومن ثم تغير الاسم إلى نادي الشعب وانتخبت رئيسا له لمدة عامين وبعد مجيئي للإمارات وجدت في الإمارة ناديين بالإضافة إلى نادي الشعب فدمجت كل الاندية في ناد واحد بدعم من حكومة رأس الخيمة وتم إطلاق اسم نادي عمان الثقافي الرياضي على ذلك التجمع عام 1972وتشرفت برئاسة مجلس الادارة لمدة سبع سنين بالانتخاب ومن خلال نادي عمان تم ترشيحي لاتحاد كرة القدم وتمكنت من الحصول على أصوات مكنتني من دخول مجلس إدارة الاتحاد برئاسة سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك ومنه تم ترشيحي لعضوية اللجنة الاولمبية الوطنية لمده عامين.
هل جمعت تلك المناصب بالانتخاب؟
نعم أنا لا أتولى أية مهمة إلا بالانتخاب مع استمرار جهود التطوع وجميع تلك المناصب لم أحصل منها على مقابل مادي انما كانت بجانب عملي الحر حيث قمت مع مجموعة من شباب رأس الخيمة من المثقفين والأكاديميين بتأسيس نادي بن ظاهر للثقافة والشطرنج وتم انتخابي رئيسا لمجلس الإدارة لمدة عامين ترشحت بعدها لعضوية إدارة اتحاد الإمارات للشطرنج وخضت انتخابات الاتحاد وحصلت على منصب نائب الرئيس فيما كان الدكتور محمد عبيد غباش رئيسا كما تم انتخابي من قبل الاتحادات العربية والخليجية من خلال انتخابات الجمعية العمومية كرئيس للمنطقة العربية الأولى من الاتحاد العربي.
أما بالنسبة للتعيين الوحيد فهو الصادر من احمد حميد الطاير رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في ذاك الوقت وكان تعييني رئيسا لاتحاد الإمارات للشطرنج عام 1987 ومنها تم انتخابي كرئيس للاتحاد العربي للشطرنج لمدة سبع سنوات متتالية.
بعد كل تلك المناصب الرياضية ما نصائحك للشباب واقتراحاتك لإدارات الأندية؟
أهم اقتراح لي في الإدارة فتح المجال للشباب من خلال الانتخابات لإدارة مجلس إدارة النوادي فمنها يمكن ان تنشط الفعاليات والاهتمامات ويستطيع الشباب إثبات قدراته وللشباب أقول: عليهم الاهتمام بالقضايا الوطنية والقومية وعدم الانجرار وراء المظاهر وعدم التركيز على الاهتمامات الرياضية دون الثقافية التي تزيد من وعي الشباب.
ما المجالات الأخرى التي تطوعت بها؟
كنت رئيسا للجنة الإماراتية لمقاومة التطبيع مع العدو “الإسرائيلي” لمدة أربع سنوات خلت ومازلت عضوا فيها وانتسبت لجمعية حقوق الإنسان ولي أعمال تطوعية متفرقة في إلقاء وتقديم محاضرات عن العمل التطوعي وحصلت على جائزة الشارقة للعمل التطوعي وكنت الشخصية الثانية في تلك الجائزة آنذاك.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
دعمك واضح للشباب فما انطباعك عنهم؟
شباب اليوم بحاجة إلى دعم والمنتديات الالكترونية أتاحت لهم الفرصة للظهور والتجمع كل حسب اهتماماته ودعمي كامن في المسابقات الثقافية التي تحث الشباب على الاطلاع والقراءة والبحث عن المعلومة.
ما نقاط ضعفك وقوتك؟
لا تهفو نفسي للمال وجمعه ولم اسع اليه يوماً لذا لم ألتحق طوال حياتي بوظيفة حكومية واعتمد على نفسي عن طريق التجارة الحرة وامتلك حاليا مصنعا، وحكمتي في الحياه “اتق شر من احسنت اليه” وقوتي تكمن في شعبيتي ومعرفتي بالكثير من الناس حيث صاحبت الكثير من الاكاديميين والجميع يتعامل معي وكأني حاصل على الدكتوراه الا ان مصاحبتهم لي واشتراكهم معي بالافكار التي احملها جعلتني اشعر معهم بالفخر والدافع للعمل الوطني.
ما اصعب موقف مررت به؟
وفاة والدي وابني حيث تصادف وفاة والدي في يوم تخرج ابنتي من الجامعة حيث اخفينا عنها يومها خبر وفاة جدها وحملت مشاعر الفرح لتخرج ابنتي وحزني لوفاة والدي اما وفاة ابني نجيب وكان عمره 29 عاماً سنة 1998 فقد آلمتني كثيرا خاصة اني لم احضر ساعة وفاته وكان في ابوظبي ساعتها مع أخواته وأتذكر اني لم ابك يومها حتى لا تتأثر أسرتي أكثر ويشتد حزنها.
ما أفضل كتاب قرأته؟
“الحلال والحرام في الإسلام” للداعية يوسف القرضاوي أما في الجانب السياسي ف “حرب الخليج أوهام القوة والنصر” لمحمد حسنين هيكل حيث كشف لي الكثير من الأمور التي كانت مبهمة آنذاك.
ما العمل الذي تتمنى ان تقوم به؟
تمثيلي للشعب في المجلس الوطني بالانتخابات حيث لم تتح لي الفرصة في الانتخابات التي نظمت قبل عام لعدم ادراج اسمي مع العينة التي سمح لها بالترشح والانتخاب.
كيف تقوى قومية الشباب ووطنيتهم وسط التغريب والخلل في التركيبة السكانية؟
عن طريق الاهتمام بالقضايا الوطنية وتركيز الإعلام على الشباب واهتماماتهم ودعمهم في مختلف الهوايات والتخصصات التي تخدم المجتمع.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة بو ناصر ; 6 – 3 – 2024 الساعة 11:19 PM
فعلا هذا خير مثال للاب الناجح..
تسلم يا قصاقيص
[CENTER][U][url=http://www.arab-x.com/][img]http://up.arab-x.com/uploads/images/arab-x_com_dc08f753f6.gif[/img][/url][/U][URL="http://www.pc4up.com/"][/URL][/CENTER]
ومشكوؤ اخوي عالموضوع
مشكوره اختي wahj elgmar عالتوقيع الغاوي
[flash=http://www.pc4up.com/2009/swf-2009/ap525573.swf]WIDTH=500 HEIGHT=200[/flash]
مشكووووور اخوي على الموضوع ..