علي المنصوري: فخور لخدمة وطني 32 عاما كأول متخصص في «الشيفرة»
البيان:
نعلم أن الحياة يمكن أن تبدأ مرة ثانية.. وربما ثالثة… عندما نقرر لها ذلك دون النظر إلى أي معوقات أخرى يمكن أن تقف أمام الانطلاقة نحو أفق جديد .. كيف نجد أنفسنا في علاقتنا مع الحياة الجديدة دون اعتبار إلى شهادات الميلاد؟
فكثير من الأشخاص لا يحب أن يقال عنه إنه وصل نهاية الطريق، لأن ذلك يعني جمود التفاعل والتجربة مع الحياة، لكن هذا الأمر عند الشعراء عكس ذلك لأنهم عشاق الآفاق المفتوحة والإبداع والسعي نحو التغيير دائما.
وبالواقع إذا كانت خبرة الحياة هي رصيد للوقار والأفكار، فهي تلاحقنا جميعا ، لذا علينا وإن غزا رؤوسنا الثلج الأبيض، أن نتعلم فن التعايش مع راحة البال، ونعطي كل ساعة فرحة خاصة، إذا التقينا بأحفادنا أصبحنا منهم، وإذا رأينا أصدقاءنا ضحكنا معهم على ذكريات قديمة.
ونموذج »حصاد العمر« الذي نعرضه اليوم هو دلالة على ربيع عمر متجدد، يدعو إلى الراحة بعد عناء طويل، وذلك من خلال لمعان ينعكس من عينين وروح عاشقة للحياة، …فمن قاعدة العطاء للوطن انطلق علي محمد المنصوري في العام 1975 للعمل في وزارة الخارجية بالدولة ليمضي 32 عاما من الجهد والانجاز فيها فكان أول مواطن يتخصص في علم الشيفرة، حيث عمل رئيسا لقسم الشيفرة في الخارجية لمدة 24 عاما ومن ثم انتقل إلى قسم الدراسات والبحوث الاقتصادية لمدة 8 سنوات قبل أن يتقاعد في العام 2024م كما كان أول مواطن يحمل حقيبة دبلوماسية في ذلك الوقت.
كيف بدأت حياتك العملية ؟
كانت بدايتي في العام 1975 م أي منذ 34 عاما وقد كنت أدرس الهندسة البحرية لأن بلادنا كانت في حاجة للتخصصات العلمية لنموها ونهضتها،وقد كانت القيادة العليا حريصة على تشجيع المواطنين على دراسة التخصصات العلمية واستقطابهم في مختلف الوظائف العملية مشيرا إلى أن العمل في الخارجية بالذات يتطلب أن تعمل به كوادر وطنية وفي تلك الفترة كان يعمل بها في قسم الشيفرة موظفون من غير المواطنين لذا تم تشجيعي وتوجيهي من قبل قيادة الدولة للعمل في هذا المجال نظرا لخصوصيته.
ما هي طبيعة عملك والوظائف التي تدرجت فيها؟
كنت معني بالمراسلات الخارجية للدولة أي بينها وبين سفاراتها في الخارج والتي يجب أن تكتب بطريقة سرية مشفرة، والحقيقة أن الدولة أنفقت الملايين في عمليات تدريبنا في مجال الشيفرة بدورات وورش عمل متخصصة من خلال الخبراء في هذا المجال للاطلاع على كل جديد في هذا العلم وأحدث تقنياته،ولم أكن أعلم شيء عن علم الشيفرة عندما التحقت بهذه الوظيفية ولكن رغبتي في خدمة بلدي جعلتني أحرص على التعلم والاهتمام بالتدريب.
وخلال 22 عاما كنت رئيسا لقسم الشيفرة المعني بالمراسلات الخارجية الخاصة بالدولة، كما كنت أستاذا في هذا العلم وأقوم بالتدريب والتدريس لكل من ينضم للعمل في القسم بالإضافة إلى أنني ألفت كتبا في علم الشيفرة، ويضيف أنه كان يعمل في هذا المجال طبقا للوسائل المستخدمة وقتها لأن أساليب المراسلة في الماضي كانت تعتمد على الأجهزة الميكانيكية والكهربائية ولكن الطفرة التكنولوجية أدخلتنا عالم التعامل مع الأجهزة الالكترونية الحديثة، وبالطبع التدريب كان يجعلنا نواكب كل جديد باستمرار، وعقب هذه الفترة من العمل في هذا المجال، تحولت في السنوات الثماني الأخيرة في الخارجية إلى رئاسة قسم الدراسات والبحوث الاقتصادية.
كيف تنظر لطبيعة عملك، وما وصلت إليه؟
أنا راض جدا عن كل ما قدمته وقد أحببت كثيرا مجال عملي الذي أضاف لي الكثير من الخبرات والاطلاع على أمور كثيرة تتعلق ببلادي وتزيد من حبي لها ووطنيتي، فكل من يخدم الوطن بضمير يكون راض بالتأكيد عن أدائه في أي مجال كان.
هل حققت الأهداف المرجوة من عملك؟
الحقيقة أنني حرصت على تطوير ذاتي وتنمية مهاراتي لتحقيق الأهداف والنتائج المرجوة من عملي وهذا ما كان خلال عملي، وحرصت أيضا على تقديم خبرتي لزملائي في العمل وقد أوصلت خبرتي لمجموعة كبيرة منهم ، وفي هذا الوقت كان لدي طموحات كبيرة سعيت لتحقيقها من خلال مشروع يهدف إلى تشجيع الشباب المواطن للانخراط في الدراسات العلمية المتخصصة وبالأخص علم الشيفرة، لأن قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة يعملون دائما على تشجيع المواطنين على بلوغ أعلى الدرجات العلمية ليكون لدينا علماء في العلوم المختلفة ويدعمون النهضة في مختلف القطاعات، ويشير علي إلى أن لم يتمكن من تحقيق طموحه هذا بسبب نقله إلى قسم الدراسات والبحوث الاقتصادية ليعطي في مجال آخر.
صف أول و آخر يوم في عملك؟
أول يوم دخلت فيه وزارة الخارجية كان لدي حماس لا يوصف للعمل وشعور بفرصة كبيرة للعطاء للوطن، فكنت فخورا باختياري وأنني أول مواطن سيعمل في مجال الشيفرة، أما في آخر يوم عمل لي بعد صدور مرسوم تقاعدي حمدت الله تعالى على كل شيء وأنهيت يوم عملي بالكامل، لأن التقاعد ليس النهاية ما دمت قادرا على العمل والعطاء فلن أتقاعس يوما عن خدمة بلدي.
بعد سنوات طويلة من العمل ما الحكمة التي خرجت بها؟
أن الإنسان يجب أن يستمر في العمل ما دام قادرا على ذلك، وأن يدرك أنه في أي مكان يعمل فانه جندي يخدم بلاده، فلا يتعلل بالتحديات والمضايقات والصراعات ويعتبرها سببا في التخاذل لأننا نعمل للوطن وليس لشخص.
هل تلخص لنا خبرة 32 عاما في جملة واحدة؟
ـ الرضا الدائم بما يكتبه الله تعالى والسير باستمرار نحو الأمام.
ما الفائدة الثقافية والاجتماعية التي خرجت بها؟
من الناحية الثقافية فإنني اطلعت على العديد من الأمور التي لم يطلع عليها الآخرون لطبيعة عملي الدبلوماسي، كما أنني سافرت لأكثر من 44 دولة والتي تربطها مع بلادنا علاقات دبلوماسية ، فاطلعت على ثقافات وحياة الشعوب الأخرى وعاداتهم وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم ، بالإضافة للمعارف التي اكتسبتها خاصة في المجال الاقتصادي خلال عملي في قسم الدراسات الاقتصادية، أما من الناحية الاجتماعية فدائما ومع كل سفر خارج الدولة كنت أشتاق لوطني وتتعمق ثقتي بأنه أفضل بقعة وأغلاها على وجه الأرض، وزرعت هذا الحس الوطني في أبنائي الأربعة لينمو لديهم ويحرصوا على خدمة بلادهم دائما.
ماذا تنصح الموظفين الجدد؟
بالحرص على الاجتهاد في العمل والتطوير الذاتي لأننا في عالم ينمو بشكل متسارع، والاهتمام بالدراسات العلمية والأبحاث في مجالات تخصصهم و تنمية مهارات العملية وليست المعرفية فقط، وإدراك أن الشهادة ليست كل شيء بل هي مدخل للعمل والنجاح والاهتمام بالتخصصات الفنية التي تحتاجها بلادنا، لأنه اقل ما يمكن أن نقدمه للوطن فأنا فخور بقيادتنا وأتحدى أن يكون هناك بلد يحظى بمثلها فهي نعمة حبانا بها الله تعالى.
ما هو أصعب قرار اتخذته في حياتك العملية؟
عندما أجبرت على الانتقال من قسم الشيفرة إلى قسم الدراسات والبحوث الاقتصادية ووافقت لقناعتي بأن الخيرة فيما اختاره الله، وربما كان في ذلك خير فرغم حبي للعمل في الشيفرة وخبرتي الكبيرة حيث كنت أعمل نحو 14 ساعة يوميا في ذلك القسم ، إلا أنني حرصت على العمل في القسم الجديد وتطوير ثقافتي ومعلوماتي واكتسبت خبرة اقتصادية جيدة.
لو عاد بك الزمن للوراء هل تختار الوظيفة ذاتها؟ وماذا تتمنى أن يتغير؟
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
بالتأكيد كنت سأختار المجال ذاته لأنني أحببته كثيرا وهو علم يتماشى مع ميولي،وكل ما أتمناه عامة هو أن يدرك كل إنسان مسؤول يعينه ولي الأمر وتعطيه القيادة الرشيدة الثقة لتولي منصب ما أن يتقي الله في كل صغيرة وكبيرة ويدرك أن عمله أمانة سيحاسب عليها.
كيف ينظر أبناؤك لطبيعة عملك؟
هم فخورون بعملي لأنه يرتبط بخدمة الوطن كما أنه أضاف الكثير من المعرفة والخبرة، ومن منطلق الحس الوطني لديهم توجهوا للعمل في عدة مجالات لخدمة الوطن فلدي أربعة أولاد وابنة وهم خالد نقيب في وزارة الداخلية، وأحمد نقيب في وزارة الدفاع، وماجد دبلوماسي في الخارجية ، وعمر باحث قانوني في القوات المسلحة، اما الابنة الوحيدة خلود فتعمل مدققة مالية في جهاز أبوظبي للمحاسبة.
ما هي خططك المستقبلية للعمل؟
منذ التقاعد بدأت بالعمل في عدة مجالات حيث نفذت في البداية مشروعا وطنيا سياحيا ترفيهيا وهو « استراحة قلعة ضاية التاريخية» وهي آخر قلعة عسكرية في رأس الخيمة ، وتمكنت من خلالها من تشغيل عدد من أبناء وبنات الوطن، وحرصت على أن يحمل الطابع الوطني في كل جوانبه والعادات والتقاليد الإماراتية، كما أسست مصنعا للتمور، هذا بالإضافة إلى أن تم اختياري للعمل في قطاع الصيد حيث أتولى حاليا منصب مدير عام جمعية أبوظبي التعاونية لصيادي الأسماك، وحرصت من خلالها على العمل بجد لخدمة هذا القطاع والأخذ بيد إخواني المواطنين الذين يعملون في هذا المجال وكانوا بحاجة لمن يوجههم لكيفية الاستثمار فيه وحل مشاكلهم والصعوبات التي تواجههم، فتمكنت في الجمعية بمعاونة زملائي من تأمين دخل جيد للصيادين وتجاوز العديد من الصعوبات و تحقيق أرباح تفوق 300% وحققوا زيادة ربحية هذا العام بلغت 40 % عن السنوات الماضية .
هل تعتقد أنك تلقى التقدير الذي تستحقه من المجتمع وأصدقائك؟
لا أحد لا يحب أن يشعر بالتقدير من مجتمعه وأصدقائه ولكني لم ابحث عن هذا الأمر فالتقدير الحقيقي هو عندما تشعر بأنك خدمت وطنك بالشكل الحقيقي ، وخاصة في مجال هام كالذي كنت أعمل فيه والذي كنت أشعر بحاجة بلادي لأبنائها ليخدموا فيه، فأنا سعيد بما حققت وفخور بأنني طوال فترة عملي لم أحصل على إنذار واحد وكافة تقاريري كانت امتياز وما فوق ولم يكن لدي أي خلافات مع مسؤولين أو زملاء، وأكرر بأن من يعمل يجب أن يعمل لوطنه، وقيادتنا تستحق منا أن نستمر في العطاء وبتميز مادمنا قادرين على ذلك.
علي المنصوري في سطور
ــ علي محمد منصور المنصوري من مواليد العام 1953 بمنطقة الرمس برأس الخيمة.
ــ حصل على الثانوية العامة العام 1970 من ثانوية عبد الله السالم بالكويت.
ــ درس الهندسة البحرية في جمهورية مصر العربية وتخرج منها في العام 1974م ليبدأ عمله في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية في العام 1975م
ــ حصل على العديد من الشهادات الدراسية والتدريبية في علم الشيفرة.
ــ لديه خمسة ابناء ذكور وابنه وحيدة.
ما بال بعض الناس صاروا أبحرًا
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين
يخفون تحت الحب حقد الحاقدين
يتقابلون بأذرع مفتوحة
والكره فيهم قد أطل من العيون
يا ليت بين يدي مرآة ترى
ما في قلوب الناس من أمر دفين
يا رب إن ضاقت الناس عما فيا من خير
فـ عفوك لا يضيق
(((( راشد ))))
التعديل الأخير تم بواسطة بو ناصر ; 8 – 3 – 2024 الساعة 01:36 AM
الله يعطيه العافيه وهذا نموذج للعطاء اللامحدود والعمل الطيب
الله يوفقك يا ابو خالد في باقي حياتك
مشكورين ع الخبر
مشكورين ع الخبر
يسلموا على الطرح
الله يعطيه العافية ويحفظه لدولتنا الحبيبة
ربي يوفقه بحياته
تسلم أخوي ع المقابله
~ْ×|[ تسلميـن إمرآهـ لـآ تُنسـى ع التوقيـع النـآاإاأايـس ]|ْ~
.
ربي يوفقه بحياته
تسلم أخوي ع المقابله
عسا عمرك طويل
وتسلم على الطرح
{الله}{الوطن}{رئيس الدولة}
ان اكون مخلصا لدوله الامارات العربيه المتحده و رئيسها. مطيعا لجميع الاوامر التي تصدر لي من رؤوسائي. منفذا لها في البر و البحر و الجو داخل البلاد و خارجها و ان احمي شرفي و سلاحي لا افقده قط حتى اذوق الموت و الله على ما اقول شهيد.
اقسم بالله العظيم ، اقسم بالله العظيم ، اقسم بالله العظيم
ان اكون مخلصا لدوله الامارات العربيه المتحده و رئيسها. مطيعا لجميع الاوامر التي تصدر لي من رؤوسائي. منفذا لها في البر و البحر و الجو داخل البلاد و خارجها و ان احمي شرفي و سلاحي لا افقده قط حتى اذوق الموت و الله على ما اقول شهيد.