سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
* دار الخليج
وتقول وهي تشتري حذاء لطفلتها الصغرى هنادي ذات العامين، “لقد وعدت أولادي أن اشتري لهم ملابس العيد مثل رفاقهم هذه السنة . من حقهم أن يفرحوا مثل باقي الناس” .
وتتابع ابتسام وهي تحاول حبس دموعها “زوجي كان يعمل في البناء وامورنا كانت ممتازة . .لا عمل له الآن لأن البناء متوقف . صرفنا كل مدخراتنا إلا هاتين الأسورتين” .
ويقول عدنان ابو حسنة الناطق باسم وكالة غوث وتشغبل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن “80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الوكالة . نحن نقدم لأكثر من 800 الف فلسطيني مساعدات منتظمة” . ويبلغ سكان القطاع نحو مليون ونصف مليون نسمة .
وتكتظ أزقة سوق الزاوية العتيق وسط مدينة غزة بالمارة والمشترين وسط نداءات الباعة المتقاطعة لترويج بضائعهم وخصوصا من حاجيات ومستلزمات العيد . وقالت منى (33 عاما) وهي ام لخمسة أطفال اصطحبت أكبرهم حسن (12 عاما) إلى السوق “هذا العيد من الله، علينا أن نجتهد لإدخال السرور إلى قلوب أطفالنا وعائلاتنا رغم الوضع السيئ والإحباط” . وتضيف منى وهي موظفة في مدرسة حكومية، وهي تشير إلى شنطة في يدها “اشتريت للأولاد كل ما يلزم ملابس وأحذية وشوكولاتة العيد . . هذا اقل شيء نفعله لنقنع أنفسنا بأننا نعيش” .
ويشتكي امجد أبو عثمان (35 عاما) وهو صاحب محل لملابس الأطفال من قلة المشترين مقارنة بعيد الفطر . ويقول “الزبائن كثر . .يسألون عن الأسعار وفي الغالب لا يشترون” .
وعزا الشاب قلة الشراء في هذا العيد إلى “الوضع الاقتصادي السيئ وقلة ما في اليد وارتفاع نسبة البطالة عدا عن الالتزامات الكثيرة” .
وتصل نسبة البطالة إلى اكثر من 50% في القطاع، بحسب إحصائيات “أونروا” .
وعبرت آلاء (24 عاما) بعد ان اشترت ملابس جديدة لطفلتيها عن غضبها لأن “الأسعار مرتفعة وجنونية وليست بمتناول جميع فئات الشعب . .بالكاد دبرت نفسي . .رغم أن المحلات مليئة بالملابس ومستلزمات العيد أفضل من الأعوام السابقة” .
وان كان عيد الأضحى يتميز بكثرة الذبائح والأضاحي، إلا أن إقبال الناس هذا العام خفيف على شراء الأضاحي . ويؤكد أبو الأمين بربخ (53 عاما) وهو من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة بهلجة محبطة أن سوق بيع الخراف “اقل من المقبول” هذا العام، مؤكدا انه لم يبع سوى عشرة خراف يومي الخميس والجمعة، وهو عدد ضئيل نسبيا إذا ما قورن بحركة البيع الطبيعية قبيل العيد في كل عام . وارجع تجار المواشي قلة بيع الخراف والأبقار إلى ارتفاع أسعارها . وتستعد العديد من الجمعيات الخيرية المحلية وخصوصا الاسلامية لتوزيع لحوم الأضاحي على عشرات آلاف الأسر الفقيرة والمعدمة في حارات ومخيمات القطاع .