سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
بسم الله الرحمن الرحيم
كما أن الحسنات يذهبن السيئات فإن السيئات يذهبن الحسنات ، لذا يحذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من أشد الأمور السيئة وهي
إفساد ذات البين
نص الحديث :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا : بلى
قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة )) (1)
تناول الحديث الشريف مسائل في العلم والغيمان والأخلاق والآداب منها :
1- التعلم عن طريق السؤال :
يعتبر أسلوب الحوار من خلال طرح الاسئلة من الأسس التربوية الهامة
فهو يعتمد على المشاركة في الحديث بين المعلم والمتعلم ويحرك
فاعلية المتعلم مما يثير اهتمامه ويبعث فيه التفكير والانتباه والاستعداد
للنتائج ، لذلك بدأ هذا الحديث بمحاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه حول ما هو أفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة.
2- التفاضل بين الأخلاق :
إن الالتزام بأحكام الدين يكسب الإنسان الثواب العظيم والأجر الكبير ، وهنا
أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن هناك تفاوتا في هذا الأجر .
وذلك كي يحرص المسلم على الأفضل ويزرع فيه روح المنافسة لقوله تعالى :
( وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) ( المطففين / 26 )
3- فضل الإصلاح بين الناس :
الأخوة مطلب إيماني ولها لوازم وحقوق ولعل من أبرزها حق الإصلاح بين الإخوة. قال تعالى :
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) ( الحجرات / 10 )
وقال تعالى :
( فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ ) ( الأنفال / 1 )
4- خطر الإفساد بين الناس :
وكما أن الإصلاح بين الناس مهم ، وأن المصلح له الثواب الذي يفوق ثواب العبادات فإن المفسد بين الناس
والذي يزرع بينهم الخلل والاضطراب في دينهم ومعايشهم يحبط عمله ويبطل سعيه ويهلك.
بالغا ما بلغ رصيده من الحسنات لقوله تعالى :
( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ) ( الفرقان / 23 )
وانشاء الله استفدتم
(1) أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود