الخليج/ عدنان عكاشة:
تصوير: نجيب بسيسو
أطلقت قبيلة بني شميلي في رأس الخيمة حملة مجتمعية بين أبنائها في منطقة شمل، 8 كيلومترات شمال شرق مدينة رأس الخيمة، لتوعية الشباب المقبلين على الزواج منهم بغايات وأبعاد مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للتخفيف من الأعباء المادية لحفلات الزفاف، التي تثقل كاهل شريحة كبيرة من شباب الوطن، وحثهم على الاقتداء بالمنهج، الذي أرساه سموه في مواجهة ظاهرة المبالغة في الولائم، ما يكبل العرسان الجدد وأسرهم بقيود الديون والقروض البنكية لسنوات طويلة، ويهدد استقرار فئة من الأسر الإماراتية الناشئة .
ناشدت قبيلة بني شميلي، خلال مجلس محمد الكيزي الشميلي، الذي احتضن حشداً من أبناء القبيلة من مختلف المواقع الوظيفية والأعمار، بحضور “الخليج”، المواطنين في جميع مناطق الدولة بالتجاوب مع مبادرة سموه والاقتداء بها، تحت ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله .
هدف المجلس إلى تأكيد حرص القبيلة على الاقتداء بمبادرة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتشجيع شبابها المقبلين على الزواج على الالتزام بها، ومناقشة الآثار الإيجابية للمبادرة الاجتماعية لسموه، وكيفية تعزيز توجه الشباب إلى الحد من مظاهر الإسراف والمبالغة في حفلات الزفاف وتكاليف الزواج إجمالاً .
وأكد محمد الكيزي الشميلي (70 عاماً)، (مسؤول) منطقة شمل في رأس الخيمة، خلال المجلس أن قبيلة بني الشميلي، كسائر قبائل هذا الوطن، تسير خلف ركب قيادة الوطن، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لافتاً إلى أن سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وضع هدفاً سامياً نصب عينيه، هو تخفيف الأعباء المادية الثقيلة الوطأة عن كاهل المواطنين وأسرهم، وراحة شباب الوطن، عبر التخفيف من حدة تكاليف الزواج، وتوفير سبل الدعم للشباب الباحث عن إكمال نصف دينه، لتأسيس أسر متماسكة ومجتمع مستقر وآمن .
وقال: إن قبيلة بني شميلي في رأس الخيمة تتشرف بحمل أمانة تشجيع أبنائها، من الشباب المقبلين على الزواج، على الاقتداء بمبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعدم إقامة ولائم في الأعراس، لرفع الحرج عن جميع الفئات الاجتماعية غير القادرة ذات الدخل المحدود .
وأضاف محمد الكيزي أن سمو ولي عهد أبوظبي أثبت أن مشاغله العديدة ومسؤولياته الجسيمة لا تشغله عن الاهتمام بقضايا المواطنين ومشاكل الأهالي جميعا، والبحث عن الحلول والمخارج العملية والواقعية لمعاناتهم، لافتاً إلى أن حملة القبيلة لحث أبنائها على أخذ القدوة الحسنة من سموه تنسجم مع القيم التي تربينا عليها وحرص عليها آباؤنا، وأبرزها تجنب الإسراف والحفاظ على النعم، مؤكداً أن مبادرة سموه تصب في مصلحة أبنائنا والمواطنين جميعاً، وهي مصلحة عامة للوطن .
ورأى محمد بن كشح الشميلي، (48 عاماً)، متقاعد، أن مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محل تقدير واسع بين أبناء الإمارات، وهي تصب في مصلحة المواطن الذي تضعه الدولة أولا وعلى رأس أولوياتها، معربا عن شكره لحرص سموه على الحياة الهانئة والمستقرة لأبناء الوطن، وهو ليس غريبا على قياداتنا وشيوخنا .
ولفت إلى أن المغفور له بإذن الله، تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، هو أول من بادر ودعا إلى التخفيف من غلاء المهور وعدم المغالاة في تكاليف الزواج، معتبراً أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، كعهدنا به، يسير على نهج مؤسس دولة الاتحاد، ويقتدي بسيرة “زايد الخير”، في إطار عمله على تحقيق مصالح أبناء الدولة .
وقال العقيد سليمان الكيزي الشميلي، رئيس مركز شرطة الرمس برأس الخيمة: إن مبادرة سموه تعكس صورة من التكافل الاجتماعي في الإمارات، الذي يبدأ من رأس الهرم في الدولة، ممثلا بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حتى أصغر المواطنين وأبسطهم، وهي خطوة متميزة يسعى فيها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد على طريق الخير والعطاء، نحو التخفيف عن كاهل شباب الوطن، مؤكداً أن التخفيف من الأعباء المادية للزواج يصب في مصلحة جميع القبائل، والمستفيد الأول منها هم أبناء الإمارات، لكونها تعزز الأمن المجتمعي .
وأكد العقيد سليمان الكيزي أن قبيلة بني الشميلي تؤيد مبادرة سموه، موضحاً أن القبيلة تسعى، من خلال أصحاب الخبرة والثقافة والمؤهلات والمواقع القيادية من أبنائها، إلى توعية شبابها وأسرهم، بالجلوس معهم والحديث إليهم، حول أبعاد رؤية سموه ومراميها السامية، الأمر الذي حصد تجاوباً لافتاً من قبل شباب القبيلة وآبائهم، لاسيما أن هذه المبادرة صدرت من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأن هذا هو نهج قيادتنا وتوجه دولتنا .
وأضاف أن القبيلة تسعى إلى تشجيع أبنائها على الحد من النفقات الباهظة التي تخصص لولائم الأعراس .
وتناول العقيد الدكتور محمد الحميدي الشميلي، 48 عاماً، موقف الإسلام من الإسراف، الذي دعا بشدة إلى تجنبه، وهو ما تجسد في قوله تعالى “وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين”، وهو ما يقودنا إلى التأكيد أن رؤية سمو ولي عهد أبوظبي ثاقبة وطيبة وتستحق الشكر والتقدير، وتضع مصلحة الوطن في المقام الأول، وتقدم دليلاً جديداً ومثالاً حياً على أن مصلحة المواطن وراحته الشغل الشاغل للقيادة ومصدر اهتمام الدولة التي وفرت الكثير للمواطن، من سكن معاصر ونموذجي إلى فرص العمل والطرق والبنى التحتية والتكفل بمنح الزواج وسواها من خدمات تعكس مفهوم دولة الرفاه الاجتماعي في الإمارات في أصدق صورها .
وبين أن تعثر نسبة عالية من المواطنين، من العرسان الجدد، في تسديد القروض البنكية المستحقة عليهم، ملحوظ ويشكل ظاهرة يعاني منها الكثير، وينعكس ذلك على الأسر الناشئة وهم شباب في مقتبل العمر وفي بداية حياتهم الزوجية، ويطال أيضاً أبناءهم مستقبلاً .
وناشد الدكتور الشميلي الشباب المقبلين على الزواج وآباءهم بقياس الأمور بمنطقية وعقلانية، وعدم الجري وراء المظاهر الزائفة، والتقيد بتعاليم ديننا الحنيف، الذي حارب الإسراف، وأن يسعى كل إلى إكرام ضيوفه وأهله حسب مقدرته، بعيدا عن المبالغة والهدر المؤسف، مؤكداً أن أبناء القبيلة، من أصحاب الرأي والمكانة الاجتماعية، يحثون شبابهم وأبناءهم وأشقاءهم على الحذو حذو سمو الشيخ محمد بن زايد الذي ضرب مثالاً حياً وعملياً بنفسه لأبناء الوطن جميعاً .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وقال راشد الزمهري الشميلي (80 عاماً)،: إن المبادرة طيبة ونتقبلها بصدر رحب، متطرقاً إلى عظة يستقيها من الماضي الذي عايشه بنفسه مع الآباء، حين كانوا يقيمون ولائم الأعراس والمناسبات على قدر الحاجة، في ضوء عدد الحضور من الأهل والمدعوين، بما يكفيهم دون تبذير، لكن ما نشهده حالياً هو مبالغة وإسراف لا يقبله الله سبحانه، ولا رسوله، صلى الله عليه وسلم، موضحاً على سبيل المثال يكتفون ب5 ذبائح وقدرين من الأرز، لإقامة وليمة في عرس، تكريماً لضيوفهم واحتفاء بالمناسبة، وهي كمية بسيطة من اللحوم والأرز بالمقارنة مع ما نشهده من كميات ضخمة في أفراحنا اليوم وإسراف مرفوض لا مبرر له، لكنها كانت في الوقت ذاته خيراً كبيراً وكمية كافية، لمحدودية عدد الناس آنذاك .
ودعا أحمد الكيزي الشميلي (26 عاماً)، إلى تضافر جهود جميع أبناء الإمارات للاقتداء بمبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتطبيقها على أرض الواقع، من خلال العمل الصادق الجاد على محاربة المغالاة في نفقات الزواج، ووقف هدر النعم، والتصدي لبعض الصور المؤسفة، التي نشاهدها في العديد من أعراسنا ومناسباتنا الاجتماعية، كإلقاء كميات كبيرة من الطعام، موضحا أن قيم وعادات أبناء الإمارات المتوارثة عن الآباء والأجداد بعيدة عن الإسراف وإهدار النعمة كل البعد .
ويقول أحمد سعيد الشميلي (22 عاماً): إن مبادرة سمو ولي عهد أبوظبي زايد تصب في مصلحتنا، كشباب إماراتي، يشكل مستقبل الوطن وصمام أمانه واستمرار ازدهاره ونموه، مؤكداً أن الواقع، الذي نعيشه في مجتمعنا، يدعونا إلى المطالبة بوقف الإسراف والخسائر غير المنطقية في كل شيء، إذ إن المغالاة في التكاليف تطال المهور وتجهيزات العروس، التي ترهق إجمالاً المواطنين المقبلين على الزواج، وهو ما يضر بالتالي الزوجة نفسها لاحقا، ويؤثر سلبا في بنيان الأسر، الذي قد يتداعى في أي لحظة .
رؤية قائد وأب
بين طالب سليمان الشميلي، من شباب المنطقة المقبلين على الزواج (22 عاماً)، وهو موظف حكومي، أن مبادرة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أثارت حالة من السعادة لديه شخصياً، كونه يبحث عن الارتباط والاستقرار، مشيراً إلى أن رؤية سموه في هذا الاتجاه تؤكد اهتمام القيادة الرشيدة بشعبها، وتحديداً فئة الشباب، وهي تهدف إلى بناء مستقبل الأسر المواطنة بلا ديون أو منغصات، عبر إبعاد الشباب عن شبح الديون والقروض البنكية غير المبررة، نحو حياة زوجية هانئة .
إحساس قائد بمعاناة أبنائه
قال راشد الدحي الشميلي (45 عاماً)، أن القدوة، التي غرسها سمو ولي عهد أبوظبي في مجتمعنا، تمثل امتداداً لجهود ومواقف سموه ومساعيه، ومنها زياراته للمواطنين في مناطقهم وجولاته بين ربوع الوطن، للوقوف على أحوال الأهالي ورصد احتياجاتهم، وتشكل دليلاً على إحساس قائد بمعاناة أبنائه، وحرصه الصادق على تخليصهم من أعباء ثقيلة يحملونها على ظهورهم، وهم في غنى عنها .
وقال الدحي: إن المبادرة جاءت في محلها، وأصابت وترا حساسا في واقعنا الاجتماعي والمعيشي والمادي، ونأمل من أبناء الإمارات الاقتداء بها، وحذو الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لاسيما أنها صدرت من قائد بحجم سموه وقيمته وطنياً .