تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصة شاب ومحافظتة على الصلاة في هذا الزمان

قصة شاب ومحافظتة على الصلاة في هذا الزمان 2024.

استأذنكم بذكر تجربة رائعة رائدة مفيدة … لصاحب لي اسمه ( سعيد ) … وأرجو أن يكون في ذكرها النفع لمن كتبها ، وقرأها ، ونقلها .

( سعيد ) مضى من عمره 37 سنة تقريبا … أي أنه شاب في عنفوان شبابه – كما يقال – .

يمكن أن يقال عن ( سعيد ) بأنه شاب عادي جدا … في مظهره وهيئته !!.

( سعيد ) يصلي في مسجد يبعد قليلا عن مسجد حينا .

ذهبت قبل قرابة الشهر للصلاة في مسجد ( سعيد ) فرأيته في الصف الأول بجوار المؤذن !!.

ثم صليت في مسجدهم قبل أسبوعين … فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!.

ثم صليت قبل أيام فرأيت ( سعيد ) بجوار المؤذن !!.

فأعجبني حرصه … وتعحبت من اجتهاده ومبادرته إلى الصلاة … خاصة أن مثله غالبا لايفعل مثل فعله في المبادرة إلى الصلاة .

تكلمت مع أحد جماعة مسجده … فسألته عن ( سعيد ) فتبسم ثم قال : ( سعيد ) هذا … نسميه في حينا ( حمامة المسجد ) !!.

فقلت : سبحان الله … كيف ؟!.

فقال : لاتكاد تدخل المسجد في أي فرض من فروض الصلاة إلا وتجد ( سعيد ) قد دخل قبلك … بل إنه يدخل قبل المؤذن بدقائق … وفي جميع الصلوات … دون استثناء .
( قبل الأذان وليس قبل الإقامة ).

فتعجبتُ منه … وسألتُ نفسي :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

كيف استطاع ( سعيد ) أن ينتصر على نفسه … ويجاهدها ، ويغلبها على المبادرة إلى الصلوات … ؟!.

فعزمت على سؤاله بطريقة غير مباشرة لأستفيد منه … وأذكر طريقته لمن أراد أن يفعل مثل فعله .

صليت مع ( سعيد ) يوم السبت الماضي 26 / 2 / 1445هـ … فوجدته كما عهدته … بجوار المؤذن !!.

وبعد الصلاة أمسكت به … ودار بيننا الحوار التالي :

خليجية
تتمة :

بعد الصلاة أمسكت بالأخ ( سعيد ) وقلت له :
ما شاء الله عليك … صليت في مسجدكم مرارا … وأراك بجوار المؤذن … كيف استطعت أن تتغلب على شيطانك ، وهواك ، ونفسك الأمارة ؟!.

فقال – على حرج – : الحمد لله … منذ عقلتُ الصلاة … وأنا على هذه الطريقة .

قلت له : كيف تفعل … وماذا تفعل ؟!.

قال : أنا ولله الحمد ؛ تعودت على أن أكون في المسجد قبل الأذان … فأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 10 ) دقائق … بحيث أتمكن من الوضوء ، واللباس ، والخروج إلى المسجد … وقد نظمت وقتي على أن أدخل المسجد قبل الأذان … وإن تأخرت فمع المؤذن !!.

قلت له : كيف تستطيع أن تترك مافي يديك قبل الصلاة ؟!.

فقال : كما قلت لك … يجب أن أخرج من البيت بوقت يكفيني لأن أكون في المسجد قبل الأذان … فإن كنت مع أولادي … فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان … وإن كنت مع أصحابي فيعرفون أني سأقوم قبل الأذان .

فقلت له : ألا يثنونك عن المبادرة ؟!.

فقال : بلى … ولكني عاهدت نفسي أن لا أستكين لأحد … وأنا ولله الحمد مستمر على ذلك … ولم يحصل أني تقاعست لأحد … والفضل لله وحده .

فقلت له : ماذا تفعل إذا فاتتك الصلاة ؟!.

فقال : ماذا تقصد ؟!. ( لم يستوعب السؤال !!) .

فقلت له : كيف تكون نفسيتك إذا تخلفت عن الصلاة ؟.

فقال : أسأل الله أن لايأتي ذلك اليوم !! … لكن إن حصل … فستكون نفسيتي سيئة جدا ذلك اليوم !!.

فقلت له : إذن …كم تختم القرآن في الشهر الواحد ؟!.

فقال – على حرج – : أختم ولله الحمد … كل أسبوعين ( 3 ) ختمات … أي ( 6 ) ختمات في الشهر الواحد … تزيد أو تنقص !!.

فقلت له : كيف تفعل في صلاة الفجر ؟.

فقال : قبل أن أنام … أصلي ماتيسر !! … ثم أنام … وألبس الجوارب ، وأضع المنبه قبل الأذان بـ ( 15 ) دقيقة … لأتمكن من الاستعداد للصلاة … ثم أخرج إلى المسجد … ثم تبسم ، وقال : وأحيانا أنتظر المؤذن في البرد القارس على هذه العتبة – وأشار إلى دَرَج المسجد – .

قلت : لماذ الجوارب ؟!.

فقال : المسح على الجوارب أقل وقتا من غسل القدمين … وهذا يعطيني وقتا كافيا للخروج قبل الأذان !!.

قلت له : وكيف تفعل عندما تسهر ؟.

فقال : الحمد لله … أنا لا أسهر … وإن تأخرت في النوم … فيكون نومي الساعة ( 11 )مساءا .

قلت له : والعلاقات الاجتماعية … كيف تفعل بها ؟.

فقال : احضر المناسبات والحفلات … لكن لا أحرص على الجلوس بعد الساعة العاشرة … لأتمكن من الاستمرار في برنامجي اليومي .

قلت له : ألا تواجه تخذيلا من أحد ؟!.

فقال – متبسما – : كثير … لكن ؛ ولله الحمد … لم ألتفت لهم .

قلت له : كيف أنت مع المسجد ؟.

فقال : ولله الحمد ، أقوم على شؤونه ، أرتب المصاحف ، وأقوم بتطييبه ، وأنظف دورات المياه – أحيانا – ، وأحضر المناديل ، وأتابع صيانته – إن احتاج إلى ذلك – !!.

قلت له : هل حفظت شيئا من القرآن بجلوسك الطويل في المسجد ؟.

فقال : الحمد لله ، حفظت سورة الكهف ، ويوسف ، وهود ، والإسراء ، ومريم ، وطه … جزء عم … وجزء من تبارك ، وجزء كبير من سورة البقرة ، وأقوم بالفتح على الإمام أحيانا … وأنا لا أعلم أين تكون الآية ، وفي أي سورة ؟… وهذا من فضل الله .

ثم قال لي :
الأمر كله يتعلق بتوفيق الله تعالى أولا … ثم العزيمة الصادقة الجازمة ..

قلت له : صدقت … أصلح الله أحوالنا .

أسأل الله أن يوفقك الأخ ( سعيد ) ويحفظه ، ويعينه ، وييسر أمره ، ويزيدنا وإياه من فضله .

ولعلي أكمل مايتعلق بصلاة الجمعة … وهو من أعجب العجب … والله المستعان .

خليجية
وللحديث بقية

خليجية
خليجية

خليجية
يسلمو ع القصه الرائعه ^^

خليجية
منذ حدثني ( سعيد ) عن قصته … واسمه ورسمه لا يغادر فكري عند اقتراب موعد الصلاة … أتذكره ، وأتذكره كلماته عند أذان المؤذن ، وعند المشي إلى الصلاة ، وعند النوم والاستعداد لصلاة الفجر !!… كلماته لاتزال في أذني … حرصه ومبادرته لازالت تؤنبني … وتوبخني … لماذا لا أكون مثله ؟!.

يوم الثلاثاء الماضي 6 / 3 / 1445هـ … ذهبت إليه مرة أخرى … لأكمل بقية التحقيق خليجية وأسأله عن حاله مع صلاة الجمعة ، وتدبره للقرآن … فحرصت على التبكير إلى مسجده ، فدخلت بعد المؤذن فوجدته في المسجد كالعادة !!. ( ماشاء الله ) .

أمسكت به بعد الصلاة ، وتحادثنا عند العتبة إياها … خليجية.

قلت له – بعد تمهيد – : كيف أنت مع صلاة الجمعة ، ومتى تذهب إليها ؟.

قال : أذهب إلى صلاة الجمعة الساعة ( 9.45 ) دقيقة تقريبا !!… والحمدلله .

قلت له : كيف ؟!.

قال : أستعد للصلاة من الساعة ( 9 ) تقريبا … ثم أذهب إلى الجامع من الساعة ( 9.30 ) إلى ( 9.45 ) … أهم شيء أكون في المسجد قبل الساعة ( 10 ) .

قلت له : والأهل ، هل يقولون شيئا ؟!.

قال : نعم ؛ يقولون لماذا تذهب الآن ؟ … لازال الوقت مبكرا !! … لكن كما قلت لك : حددت الوقت والتزمت بما عاهدت نفسي عليه .

قلت : هل هناك أحد غيرك ؟.

قال : نعم يأتي بعدي رجلان … قبل الساعة ( 10.30 ) .

قلت له : كم تقرأ ؟.

قال : أقرأ ( 3 ) إلى ( 4 ) أجزاء … ولله الحمد .

قلت له : ألا يأتيك الشيطان ، ويقول لك : لماذا تبكر ؟!.

فتبسم وقال : إن أتاني الشيطان … قدّمتُ الوقت إرغاما له … حتى أني أذهب أحيانا الساعة ( 9 ) … أي قبل الوقت الذي حددته … " وقال لي قاعدة جميلة بهذا الخصوص … سأذكرها في وقتها بإذن الله" .

بعد هذا اللقاء … قلت لنفسي … ولم أقل له : ( مالت على حالنا … أصلح الله حالنا ) .

" فمن منا ينافس الأخ ( سعيد ) لصلاة الجمعة
خليجية
يقول الأخ ( سعيد ) وفقه الله … معلقا على فعله تجاه تخذيل الشيطان ؛ ويمكن اعتبارها قاعدة في هذا الباب ؛ يقول :
إذا جاء الشيطان وخذّلني تجاه طاعة معينة … فأول شيء أفعله : ( زيادة المخالفة ) …

فإذا قال لي : لماذا تذهب الساعة (10 ) ؟! …
فأرد عليه بلسان الحال والفعل المباشر … ثم أرغمه وأشدّد عليها بالمخالفة … فأذهب قبلها بنصف ساعة أو قريب منها .

وإذا قال لي : لماذا تذهب إلى الصلاة مع الأذان ؟!.
فسيجد أني أخالفة مباشرة … وأقوم قبل الوقت الذي حددته من قبل … وهكذا .

ثم قال : هذا ليس دائما … فأنا ضعيف … لكن هذا ما أحرص على فعله .

فلو طبقنا قاعدة ( سعيد )* … في مخالفة الشيطان … فسنسعد ونجد خيرا كثيرا – بإذن الله – .

(*) يمكن أن يأتي اليوم الذي أكتب فيه قاعدة ؛ وأسميها قاعدة ( سعيد ) …. ( ابتسامة

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.