عشق أحد شباب الجبل العيش وحده في احد المنازل الصخريه في شمال رأس الخيمة واعاد يوميات الحياة الماضية بتقليد حياة أجداده الجبلية الذين كانوا يقطنون في منازل صخرية تسمى “القفل”، خاصمته اسرته لفترة وجيزة بسبب ذلك الاختيار خوفاً عليه إلا أنها تركته يمضي في عشقه بعد ان اقتنعت بمدى جديته بالاهتمام بالمنازل الجبلية والحياة فيها .
محمد عبدالله البايض “22 عاما” يترك سريره الوثير في منزله في منطقة شمل في شعبية البايض ليتوسد الأرض ويلتحف الدفء في غرفة صخرية في منطقة “حقيل” على سفوح الجبال . يقول: جهزت “القفل” بإعادة إصلاح سقفه وصبغ جدرانه منذ عامين تقريبا، بعد ان كاد الزمان يثقل كاهنه ويسقط أحجاره الصخرية، إلا أنني أشفقت على حاله وأصلحت ما أفسده الزمن فيه، واتخذته منزلا خاصا بي، كانت ردة فعل اسرتي أنها فوجئت بقراري الذي طبقته في اليوم الذين انتهيت فيه من إصلاح “القفل” فرفضت أسرتي وعلى رأسها والداي نومي وحدي في ذلك المكان المهجور إلا أني صممت على ألا أتنازل عن اتخاذ “القفل” مكانا لنومي، وان أعيد الحياة فيه .
ويضيف: أسكن القفل في وقت الشتاء فقط في الأيام التي أكون خلالها في رأس الخيمة في إجازات العمل الدورية حيث أعمل في الشارقة حيث أجهز عدتي المكونة من ثياب وأكل والبندقية التي أستخدمها للحماية، وأذهب الى “القفل”إذ يزورني أصدقائي حين أكون هناك مساءً ونعمل القهوة على الحطب الذي أجمعه من الجبل صباحاً وحين يحين موعد نومي، أغلق الباب على نفسي وأضيء “الفنر” إلى ان يؤذن الفجر اذ اصلي في “القفل” أو في المسجد الصغير القريب من منزلي.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
بعد ذلك أصعد الجبال لأبحث عن العسل، الذي أجده متواريا خلف صخرة أو في مكان ما في أحد الكهوف الصغيرة في الجبال، ويقول “البايض”:إن استخلاص العسل من خلية النحل يحتاج الى مهارة خاصة اذ انفخ في الخلية بأقصى ما أستطيع من قوة ولا ارتعد خوفا من لدغات النحل، فإذا وجدك النحل خائفا يهاجمك أما إذا اظهرت القوة فسيذهب لحاله،
كما أذهب الى الجبال القريبة لأقطع بعض الأعشاب الطبية التي يوصيني بجلبها أصدقائي أو أفراد الحي، لأعود بعدها لمنزل الأسرة أو أذهب الى منزل جدتي التي تعيش في شعبيتنا وتملك حوالي 200رأس من الغنم في وادي البيح، أساعدها في الذهاب الى حظيرتها التي تبعد عن منزلها حوالي كيلو متر واحد مشياً على الأقدام للاهتمام بالأغنام .