سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
الخليج
تحقيق: عدنان عكاشة
بينما كان الدكتور حنيف حسن، وزير الصحة، يهم بمغادرة مستشفى صقر في رأس الخيمة في زيارته الأخيرة للمنطقة، فاجأه عدد من المواطنين بسيل من الشكاوى والمطالب، التي تدور جميعها في فلك تطوير الخدمات الصحية في الإمارة، وهو مشهد، وإن تكرر مع بعض المسؤولين في وزارة الصحة، الذين واجهوا خلال زياراتهم للإمارة المراجعين وجها لوجه، بما يفيض من وجدان الأهالي، إلا أنه يكفي لإلقاء بقعة ضوء واسعة على جانب من واقع الخدمات الصحية الحكومية.
أسئلة عديدة تراود المتابعين لواقع الخدمات الصحية في رأس الخيمة، يدور أبرزها حول سر غياب الثقة لدى المرضى والمراجعين، والذي يدفع أصحاب الحالات الحرجة وذويهم إلى طلب نقلهم إلى مستشفيات الإمارات الكبرى، ما يشكل منذ سنوات ظاهرة لافتة، على مشهد الخدمات الصحية في الإمارة.
في ظل شح الإحصائيات والبيانات، تبقى مشكلة العجز في الكوادر الطبية صداعا يؤرق القطاع الصحي في رأس الخيمة، وهي ليست وليدة الساعة، بل ترجع إلى سنوات مضت، وينسجم واقع منطقة رأس الخيمة في هذا الجانب الحيوي مع ما تعانيه نظيراتها من المناطق الطبية الأخرى في الإمارات الشمالية، في إطار ظاهرة تعرف بتسرب الأطباء وأعضاء الهيئات التمريضية والفنيين.
بينما كان الدكتور حنيف حسن، وزير الصحة، يهم بمغادرة مستشفى صقر في رأس الخيمة في زيارته الأخيرة للمنطقة، فاجأه عدد من المواطنين بسيل من الشكاوى والمطالب، التي تدور جميعها في فلك تطوير الخدمات الصحية في الإمارة، وهو مشهد، وإن تكرر مع بعض المسؤولين في وزارة الصحة، الذين واجهوا خلال زياراتهم للإمارة المراجعين وجها لوجه، بما يفيض من وجدان الأهالي، إلا أنه يكفي لإلقاء بقعة ضوء واسعة على جانب من واقع الخدمات الصحية الحكومية.
أسئلة عديدة تراود المتابعين لواقع الخدمات الصحية في رأس الخيمة، يدور أبرزها حول سر غياب الثقة لدى المرضى والمراجعين، والذي يدفع أصحاب الحالات الحرجة وذويهم إلى طلب نقلهم إلى مستشفيات الإمارات الكبرى، ما يشكل منذ سنوات ظاهرة لافتة، على مشهد الخدمات الصحية في الإمارة.
وفي ظل شح الإحصائيات والبيانات، تبقى مشكلة العجز في الكوادر الطبية صداعا يؤرق القطاع الصحي في رأس الخيمة، وهي ليست وليدة الساعة، بل ترجع إلى سنوات مضت، وينسجم واقع منطقة رأس الخيمة في هذا الجانب الحيوي مع ما تعانيه نظيراتها من المناطق الطبية الأخرى في الإمارات الشمالية، في إطار ظاهرة تعرف بتسرب الأطباء وأعضاء الهيئات التمريضية والفنيين.
ولعل العجز في الكوادر الطبية يحمل معه الأثر الأكبر على تردي مستوى الخدمات الصحية في الإمارة، وينعكس على الخدمات المقدمة للمرضى والمراجعين، وهو ما تصاعد خلال الأشهر القليلة الماضية مع استقالة 4 استشاريين ورؤساء أقسام جملة واحدة في أكبر مستشفيات المنطقة، وهو مستشفى صقر، دون أن تفلح الجهود المبذولة في تعويضهم حتى الآن، لأسباب يتعقبها هذا التحقيق.
ورغم المشروعات الجديدة التي ظهرت في طبية رأس الخيمة في فترات سابقة، وتبني رجال الأعمال إنشاء مرافق صحية كبرى على نفقاتهم الخاصة، إلا أن المرافق الصحية المتهالكة، التي تضم منشآت وخدمات صحية حساسة، ما زالت تنذر بالخطر، لتبعث القلق من تحولها من واحة للعلاج ومأوى للموجوعين إلى مصدر للخوف المتربص في السقوف.
في سياق قراءة واقع الخدمات الصحية في رأس الخيمة لا يمكن للذاكرة أن تتغاضى عن حوادث حريق مستشفى صقر في عام ،2008 وحادث الماس الكهربائي، وإن كان محدوداً، في مستشفى سيف بن غباش، وسقوط كتلة خرسانية من سقف مستشفى صقر مؤخراً، غير بعيد عن قسم الولادة، والاعتداء على بعض الكوادر الطبية، وهم قائمون على رأس أعمالهم، فضلاً عن الأخطاء الطبية التي أثارت جدلاً واسعاً في حينها، وهي في المحصلة تكشف عن خلل في منظومة الخدمات، التي تحتاج إلى وضع حلول جذرية لعلاجها.
استقالات
مصادر في رأس الخيمة تكشف عن آلام حادة وأمراض مزمنة يعاني منها القطاع الصحي في الإمارة، وللمشكلة وجوه مختلفة، أبرزها العجز في الكوادر الطبية المختصة، من أطباء وأعضاء هيئات تمريضية وفنيين، والتي باتت ظاهرة للعيان، بعد أن تفاقمت مؤخراً مع استقالات تقدم بها رؤساء 4 أقسام حيوية بمستشفى صقر، هي أقسام الأطفال والأشعة والأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية.
وتحدد المصادر السبب الرئيسي لمعاناة المنطقة والمرضى فيها بعدم توفير وزارة الصحة لعدد من احتياجات المنطقة من الكوادر المتخصصة، خاصة من الاستشاريين، فضلاً عن عدم تلبية احتياجات ملحة أخرى للمنطقة، من بينها وحدة جديدة متكاملة للكلى، وعدم ترجمة مشاريع أخرى أعلن عنها سابقاً، مثل توسعة طوارئ مستشفى صقر، وتلقي المصادر بالمسؤولية على الإجراءات الإدارية والمالية البطيئة، التي يغلب عليها الروتين، ما يشكل عائقاً في وجه تلبية احتياجات المناطق من الكوادر والخدمات الصحية.
وتوضح أن وزارة الصحة ليست المسؤولة وحدها عن العجز في بعض الطواقم الطبية الضرورية، وتتحمل وزارة المالية جزءاً كبيراً من المسؤولية، لعدم مبادرتها إلى استحداث الوظائف المنشودة، التي تطلبها (الصحة)، سواء من الأطباء أوالفنيين، فيما تلمح مصادر أخرى، من وجهة نظر مختلفة، إلى أن وزارة الصحة أدت ما عليها في هذا الملف، وتم استكمال إجراءاتها، والكرة في ملعب (المالية)، والمطلوب منها تغطية الشواغر واستحداث الوظائف التي تطلبها وزارة الصحة سريعا، لتلبية احتياجات أهالي الإمارة، حفاظا على صحتهم.
ويرى مصدر أن مشكلة العجز في الكوادر الطبية في المنطقة ترتبط بغياب الوصف الوظيفي المحدد والدقيق للوظائف في إطار الهيكل الإداري العام لوزارة الصحة والمناطق الطبية، فيما تعاني المناطق من بطء الوزارة في إجراءات التعيين وتأخر تجاوبها مع احتياجات المناطق، خاصة ما يتصل بسد الشواغر.
وتلفت مصادر طبية إلى عزوف نسبة لا يستهان بها من الكوادر الطبية المتخصصة عن العمل في وزارة الصحة، ورفضها العمل أو التعيين في المناطق الطبية التابعة لها، بسبب تدني الرواتب والامتيازات، مقابل الإغراءات المادية المقدمة لتلك الكوادر في الهيئتين الصحيتين في أبوظبي ودبي والقطاع الخاص، والفرق الذي يمكن وصفه بالشاسع بين الامتيازات في الجانبين، ما يؤدي إلى هجرة جماعية للكوادر الصحية إلى تلك الجهات، أو إلى خارج الدولة، لاسيما في الدول المتقدمة، وبالتالي استمرار نزيف الكوادر الطبية المتميزة من الوزارة والمناطق.
كما يلقي متابعون لواقع القطاع الصحي الضوء على أن الحل لمشكلة العجز في بعض التخصصات الطبية يكمن في تحرير عملية تحديد الرواتب من قبضة القوانين الحالية المعمول بها، سواء من قبل وزارة المالية أو الهيئة الاتحادية للكوادر البشرية الحكومية. وتتحدث مصادر عن أن تعيين الاستشاريين وسد الشواغر منهم يعد المشكلة الأولى التي تواجه المنطقة، استعصى تذليلها حتى الآن، بسبب تدني سقف مخصصاتهم المالية وضعف امتيازاتهم.
حريق مستشفى صقر
الحريق الذي شب في قسم العناية المركزة للأطفال الخدج بالطابق الخامس من مستشفى صقر، في ساعة مبكرة من فجر يوم 27 مايو/أيار عام ،2008 ضاعف مخاوف الأهالي، وكشف الستار عن حالة سيئة لبعض المرافق الصحية في الإمارة، كما سلط الضوء على أنظمة السلامة العامة في المنشآت الصحية، بعد أن تبين أن جهاز الإنذار وكشف الحرائق كان معطلا عند وقوع الحريق. وتم فور اندلاع الحريق إخلاء المرضى من طوابق المستشفى الخمسة، وشملت عملية الإخلاء حينها 114 مريضاً، واقتصرت الخسائر على الأبعاد المادية، دون وقوع أي إصابات أوخسائر بشرية، ولولا العناية الإلهية لوقعت كارثة مروعة، إذ إن النيران اندلعت في القسم في وقت توافق مع موعد إخلاء القسم من الأطفال الصغار، لإجراءات داخلية في المستشفى.