بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاء في شهر الصيام
ومما ينبغي أن نعلمه في هذا المقام ما لشهر رمضان من خصوصيةٍ بالدعاء ؛ فهو شهرٌعظيمٌ حريٌّ فيه بإجابة دعاء الداعين وسؤال السائلين ، فإن الله – جل وعلا – قال فيسورة البقرة في أثناء آيات الصيام :"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُدَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِيلَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " ، فهذه الآية جاءت مسبوقةً بأحكام الصيام ومتبوعةًبأحكام الصيام وفي ذلكم إيماءٌ كما بيَّن أهل العلم في كتب التفسير إلى ما لرمضان – شهر الصيام – من خصوصية بالدعاء وأنه شهر مرجوَّةٌ فيه الإجابة ، شهرٌ حريٌّ بعبادالله المؤمنين أن يكثروا فيه من الدعاء ، فالآية الكريمة فيها حث على الإكثار منالدعاء والعناية به مطلقاً في كل وقت وحين ، وفي سياقها إشارةٌ إلى أهمية العنايةبالدعاء والإكثار منه في شهر رمضان المبارك لما له من خصوصية بالدعاء ولاسيمالياليه العشر الأخيرة لعظم أجرها وفخامة أمرها، ولأن فيها ليلة القدروهي ليلة عظيمة مباركة يُتحرى فيها الدعاء ولاسيما بالدعاء العظيم الذي أرشد إليهالنبي -صلى الله عليه وسلم- ألا وهو أن يقول الداعي: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّتُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي "
حري بالمؤمن أن يغتنم هذه الأوقات الفاضلة بالإقبال على الله تعالى فإننا فيأرجى أوقات الإجابة وأعظمها ؛ ولاسيما – عباد الله – إذا تحرى الداعي في دعائه وقتالسجود ، وأدبار الصلوات قبل أن يسلِّم ، وثلث الليل الآخر ، وغيرها من الأوقاتالتي يُتحرى فيها إجابة الدعاء ، وأن يقبِل في دعائه على الله مخلصاً بقلبٍ منيب ،موقنٍ بالإجابة لا أن يكون داعٍ بقلب غافل لاه ، وأن يمد يديه إلى الله مد الفقيرالذليل فإن الله حييٌ كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا ،وليتحرَّ في دعائه شروط الدعاء وآدابه ، وليكن طامعاً في نوال الله -تبارك وتعالى- وعطائه ، وليكن على ثقةٍ بأن الله -جل وعلا- لا يخيِّب من دعاه ولا يرد من ناداه ،كيف وهو القريب المجيب .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
مقتبس هذا الكلام من خطبة للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله