بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بما أنه تم إصدار الأمر السامي من رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان
حفظه الله ورعاه
بإقامة صلاة الاستسقاء يوم الجمعة 31 / 12
فقد تقرر إقامتها في الساعة 8 صباحا في مصليات ومساجد الدولة .
|
أُحب أن أبين جملة مختصرة من أحكام صلاة الاستسقاء لنشر الخير وتبصير الناس بهذه الصلاة
فأقول :
ما المراد بصلاة الاستسقاء ؟
الجواب : هو طلب السقي من الله تعالى عند حاجة العباد إليه، على صفة مخصوصة .
ما حكمها ؟
الجواب : أنها سنة مؤكدة , عند أكثر أهل العلم
ودليل ذلك :
حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال : " خرج رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يستسقي فتوجَّه إلى القبلة يدعو, وحَوَّل رداءه ، وصلى ركعتين ، جهر فيهما بالقراءة "
أخرجه البخاري ومسلم
ما سبب صلاة الاستسقاء ؟
الجواب : سببها القحط، وهو انحباس المطر .
ماذا يُستحب للإمام تذكيره للناس قبل الخروج إليها ؟
الجواب : أن يعظهم , ويأمرهم بالتوبة , ورد المظالم , وترك التباغض والتشاحن ؛
لأنَّ المعاصي سبب القحط والتقوى سبب البركات. قال تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "
هل يُستحب خروج النساء إلى صلاة الاستسقاء ؟
الجواب : نعم ؛ لعموم النصوص الواردة في صلاة الاستسقاء .
ما هي صفة صلاة الاستسقاء ؟
الجواب : ذهبت طائفة من أهل العلم على أنها مثل صلاة العيد , يُكبر الإمام في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام ستة تكبيرات , وفي الركعة الثانية بعد تكبيرة الانتقال خمسة تكبيرات .
وذهب آخرون من أهل العلم على أنها ركعتين من غير التكبيرات الزوائد
والراجح :
أنها مثل صلاة العيد بدليل قول ابن عباس رضي الله عنهما : " صلى النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ركعتين كما يصلي في العيدين"
أخرجه الترمذي وحسنه الألباني
هل لصلاة الاستسقاء خطبة ومتى ؟
الجواب : نعم لصلاة الاستسقاء خطبة بعد الصلاة , وقيل: خطبتين .
ويٌستحب أن تكون الخطبة جامعة وشاملة، يأمر فيها بالتوبة، وكثرة الصدقة، والرجوع إلى الله، وترك المعاصي, وينبغي أن يكثر فيها من الاستغفار، وقراءة الآيات التي تأمر به، ويكثر من الدعاء بطلب الغيث من الله تعالى كقوله: (اللهم أغثنا) ، وقوله: (اللهم أسقنا غيثاً مغيثاً، مَرِيئاً مَرِيعاً، عاجلاً غير آجل، نافعاً غير ضار) ومعنى مريئاً: سهلاً طيباً، ومريعاً: مخصباً. وقوله: (اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين ) ونحو ذلك، ويرفع يديه؛ لأن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كان يفعل ذلك، حتى كان يرى بياض إبطه، ويرفع الناس أيديهم .
ما يُستحب فعله في صلاة الاستسقاء :
أولا : أن يخرج متواضعاً، متخشعاً، متذللاً، متضرعاً؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما : " خرج النبيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – للاستسقاء متذللاً، متواضعاً، متخشعاً، متضرعاً "
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
رواه الترمذي وحسنه الألباني
ثانيا :يُستحب للخطيب أن يستقبل القبلة في آخر الدعاء، ويحوِّل رداءه، فيجعل اليمين على الشمال والشمال على اليمين، وكذلك ما شابه الرداء كالعباءة ونحوها.
فقد ثبت أن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – " حَوَّل إلى الناس ظهره، واستقبل القبلة يدعو، ثم حوَّل رداءه "أخرجه البخاري ومسلم
وكذا يُستحب للمصلين أن يحولوا أرديتهم ـ إن تيسر ذلك ـ
الحكمة من تحويل الرداء التفاؤل بتحويل الحال عما هي عليه.
ثالثا : يستحب عند نزول المطر أن يقف في أوله ليصيبه منه ويقول: (اللهم صَيِّباً نافعاً) . والصيِّب: المنهمر المتدفق. ويقول: (مُطرنا بفضل الله ورحمته) .
هذا ما تيسر جمعه من بعض الكتب الفقهية على سبيل الإيجاز والاختصار
والله أعلم
جمع وإعداد :
صاحب القلم