منذ تعرّف العالم " ليوكانر " ( LEO KANNER ) عام 1943 م على إعاقة التوّحُد وتصنيفها كَ
إعاقة مُختلفة عن التخلّف العقلِي أو الشيزُوفرِينيا وغيرُها وحتّى وقتً قريب لم يحصُل المصابين بِها على خدماتٍ
مُتكاملةٍ تُحقّق لهُم الإندمَاج الطبيعِي فِي مُجتمعاتهِم أسوةُ بِ أقرانهِم من أصحاب ذوي الإحتياجَات الخاصَة ..
وخاصةً في وطنِنا العربِي .. وهو الباعِث الأساسِي لِ هذه الدراسَة ,
ولِ التعرُف على هذه الإحتياجات لا بُد من الإشتراك في فهْم التعرِيف العلمِي لِ هذه الفئَة .
يُعتبَر التوَحُد مِن الإعاقات الصعبةِ التي تُعرف علمياً بِ أنها ( خلل وظيفي في المخ لم يصل العلم بعد لتحديد
أسبابه ، يظهر خلال السنوات الأولى من عمر الطفل ، ويمتاز بقصور وتأخر في النمو الاجتماعي و
الإدراكي والتواصل مع الآخرين ) ,
ويُلاحَظ أن الطفْل المُصاب بِ التوحُد فقط يكُون طبيعياً عند الولادَة وليس لدَيه أيّةُ إعاقةً جسديّةً أو خُلقيّة وتبدأ
المُشكلة بِ مُلاحظة الضِعف في التواصُل لدى الطفل ثُم يتجدد لاحقاً بِ عدم القُدرة على تكوِين العلاقات
الإجتماعيّة وميلِه لِ العُزلة مع ظهُور مشاكِل في اللُغة ( إن وجدت ) ومحدُوديّة في فهْم الأفكَار ولكنّه يختلفُ عن
الأطفال المتخلفّين عقلياً بِ أن البعض من المُصابين لديهُم قُدراتْ ومهاراتْ فائقَة قد تَبرز فِي المسائِل الرياضيّة
والمُوسيقى والمهارَات الدقيقَة ويتفوّق عليْه الطفل المتخلّف عقلياً في الناحيَة الإجتماعيَة .
• التوحُد التقليدِي " الكلاسيكي " .
• اضطراب الإسبرجَر .
• مُتلازمة رات .
• إضطرابات الإنتكاس الطفُولي .
• الإضطراب النمائِي الغير مُحدد .
كان من المُعتقد أن نسبَة إنتشَار التوحُد هِي اثنين إلى خمسَة في العشرَة آلافْ ممّن هُم دُون الخامسَة عشرَة من العُمر ,
و وفْق آخر التقديرَات تبيّن أن نسبَة إنتشَار أكثَر مِن و تتزايَد وهِي واحِد إلى اثنِين بِ الألف وفْق إحصاءَات
مُرتكزَة على تعدَاد السُكان , تعُود تلك الزيادة إلى العدِيد من الأمُور كَ إزدياد الوعِي لدى النَاس وتكشُف
تفاصِيل أكثَر لِ المعايِير التشخيصيّة , وميلاً لِ وضْع هكذا تشخِيص مِن قِبَل المُختصّين النفسانيّين والأطبّاء إلى مَ هُنا
لِك من أسباب بيئيّة أو تزايُد التلوّث والإصابات وإنتشار الأوبئِة .
القصُور والتأخُر في التفاعِل الإجتماعِي والنمُو الإدراكِي والتواصُل وضعْف الإهتمامات والتخيُل ، و يُعتبر ثالِث
إعاقَة تطوّريّة في نسبَة الإصابَة , ويُعتبَر التوحُد مِن الإضطرابَات السلُوكيّة و خُصوصاً الإضطرابات الإنفعاليَة التِي
يُصاحبها سُوء التوافُق بَين الأفراد الذين يصابُون بِه ,
ليس لِ التوحُد أيّة عوارِض بدنيّة مُميزة أو أيّة تغيُرات نسيجيّة مخبريّة من شأنها أن تُشير حصرياً إلى الإصابَة بِ
التوحُد , مَع العلْم أنّه قَد طُرحت العديد من الآرَاء حَول السبَب المرضِي كَ إصابَة الجنِين بِ الحُميراء خِلال أشهُر
التكوِين الأولى أو إصابَة دماغيّة جَارحَة أو إصابَة الجنِين بِ Tuberous Sclerosis أو إستسقَاء
الدِماغ , أو فِينيِلكيتُونيريا Phenylketonuria أو أفصابّية بِ التشنُجات الصرعيَة الوليديَة , أو
الإصابًة بِ الحُبيبات المُخيّة الفيرُوسية البسيطَة أو Herpes Simplex Encephalitis ,
وعلى العمُوم لا تبدُو على المُصابِين بِ التوحُد أيّة عوارِض مرضيّة أو بيُولُوجيّة مُلفتَة .
قد لا يحُب الطفل التوحدُي الحضْن ولا الحمْل وهُو صغِير ولا يتجَاوب مع أغانِي الأطفال التي تُصدرها الأُم أو
الإبتسامات أو المناغاة .
وبعض هؤلاء الأطفال لديهُم حركات إستثارة داخليّة كَ رفرفةِ اليَد أو التحدِيق في الأصابِع وهي تتحرّك لِ ساعات
طويلة .
وكُل حالة تختلِف عن الأُخرى فَ ليس هُناك قاعدة لِ الجمِيع ولكِن أغلبهُم يشتركُون في القصُور في ثلاث مناطِق
تطوريّة بِ النسبَة لِ الطفل وهِي :
1- القُدرة على التواصل .
2- تكوِين العلاقَات الإجتماعيّة .
3- التعلُم مِن خلال إكتشَاف البيئَة مِن حولِه كَ الطفْل الطبيعِي ، ولِ هذا تكُون شخصيّة الطفْل مُختلفَة ،
ومُتأخرّة وبِ التالِي تُوجِد حوافِز وعوائِق لِ النمُو الطبيعِي ولِ الذكَاء والقُدرة الإجتماعيّة والعاطفيّة .
إن التوحُد ليس :
1- نتيجَة ضغْط عاطفِي .
2- إنسحَاب نحوَ حياةْ خياليّة .
3- عدَم الرغبَة لِ أي قُرب إجتماعي .
4- نتيجَة رفْض الوالِدين لَه أو لِ عواطفهُما البارِدة .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
5- مُحدد بِ الظهُور عند الطبقَة الفقِيرة أو الطبقَة الوُسطى .
6- مَرض عقلِي .
7- كُلهُم عباقرة ولديهُم مهارات خاصَة .
8- ظاهِرة جديدَة .
لِ سنواتٍ عدّة كان الإعتقَاد السائِد أن التوحُد سببُه خطأ في العلاقة مَ بَين الأُم والطفْل حتّى سُميت الأم بِ
الثلاجة ؛ لِ برُودة عواطفهَا أو لِ أنهّا عديمَة الإحساس , أمّا الآن فقَد بدأ واضِحاً مِن الأبحاث بِ أن إضطراب
التوحُد أسبابُه مُشكلةً بيولُوجيّة وليست نفسيّة .
قد تكُون الحصبَة الألمانيّة أو الحرارة العاليَة المُؤثِرة أثنَاء الحمِل ، أو تكوّناً غير طبيعِي لِ كرُومُوسُومَات تحمِل جِينات
مُعينّة أو تلفاً بِ الدماغ إمّا أثناء الحمِل أو أثناء الولادة . . لِ أي سبب مثْل نقْص الأُكسُجين ( الولادة
المتُعسرة ) ممّا يُؤثِر علَى الجسْم والدِماغ وتظهَر عوارِض التوحُد واللُغز مَ زال غير محلُول بِ النسبة لِ أصل
التوحًد .
لم تتوصَل الأبحاث حتّى الآن إلى عِلاج مُحدد لِ التوحد , ولكِن هُناك بعض طُرق العلاج مِنها :
• برامِج التدخُل المبكِر .
• العلاج بِ التكامُل الحسّي .
• العلاج بِ التضامُن السمعِي .
• التواصُل .
• العلاج بِ التدرِيب السلُوكي ( يُعتبر من أنجَح الطُرق إلى الآن ) .
• العلاج الدوائِي مثِل " الريتَالِين … وغيره " الذي يُساعِد فِي تحسِين أعراض مُعينَة من ( نشَاط زائِد ونقص
إنتباه – أعراض وسواسيّة – تهيُج – صُراخ ) .
• العِلاج بِ الحميَات الغذائيّة مثل " الحميَة الخاليَة من الجلُوتِين و الكازين " وغيرِها .
" اللهم أشف مرضانا و مرضى المسلمين "