مواطنة تتحدى المرض والفقر 35 عاماً
الامارات اليوم
حصلت المواطنة رجاء عبدالرحمن بدوي، (51 عاماً)، من سكان منطقة الظيت الجنوبـي في إمارة رأس الخيمـة، على لقب «الأم المثالية الأولى»، ضمن جائـزة رأس الخيمة للأم المتميّزة للعام الجاري، التي ينظمها مجلس أمهات منطقة رأس الخيمة التعليمية.
بدوي بطلة قصة كفاح طويلة من أجل تربية وتنشئة أبنائها، تحدّت فيها المرض والفقر، بعد وفاة زوجها قبل نحو 10 سنوات متأثراً بمرض في الكُلى، أصابه في السنة الثانية من زواجهما.
تقول لـ«الإمارات اليوم» لقد «كانت رحلة معاناتي شاقة ومتعبة على مدى 35 عاماً أعقبت مرض زوجي، وفيها كثير من الأذى النفسي، من أجل تأمين العيش لأبنائي الخمسة، ودفع إيجار المنزل، وتوفير تكاليف الدراسة».
عملت بدوي بعد مرض زوجها ببعض الأنشطة المنزلية لتساعدها على توفير نفقات أسرتها، وتلبية احتياجات أبنائها المدرسية، من بينها العمل في تصفيف الشعر وتطريز الملابس ورسم اللوحات الفنية، خلال فترة الليل، لتتمكّن من تدريس أبنائها خلال فترة النهار.
وقالت إنها «مع ذلك لم تكن تتمكن من توفير جميع النفقات المنزلية، فقررت مواصلة دراستها الجامعية، علّها تجد عملاً بدخل أعلى لتوفير حياة أفضل لأبنائها، وبالفعل انتظمت في كلية تقنية الطالبات في الإمارة، وحصلت على شهادة في إدارة الأعمال، وعملت بها أمينة مخزن في وزارة التربية والتعليم».
في تلك الأثناء، وعلى الرغم من أن بدوي حصلت على راتب ثابت، فإن حلماً راودها لدراسة التاريخ، لتصبح مدرسة له، ولم يأخذ منها التفكير طويلاً، فسجلت في إحدى جامعات القاهرة لمواصلة الدراسة خلال فترة الصيف بالتزامن مع إجازة أبنائها المدرسية، وتمكّنت بعد سنوات من إكمال دراستها والحصول على شهادة البكالوريوس في التاريخ.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وتشير بدوي إلى أن «سنوات الدراسة لم تكن سهلة، إذ واجهت معاناة شديدة في التوفيق بين دراستها والقيام بواجباتها المنزلية تجاه أبنائها»، لكن ما فاقم معاناتها وفاة ابنها في تلك الفترة بحادث مروري، ما جعلها أمام خيارين، إما الاستسلام والتراجع عن مشروعها الأكاديمي والتعامل مع الاحتياجات المنزلية وفقاً لما هو متاح، أو مواصلة مشروعها علّه ينهض بأسرتها. فقررت الاستمرار في الدراسة ووصلت إلى هدفها، فأصبحت مدرسة للتاريخ وتمكنت من تعليم أبنائها جيداً.
تفخر بدوي بعد رحلتها المضنية في الحياة بأبنائها، وتعتبر أنها نجحت في تربيتهم، فسالم يعمل مهندس كمبيوتر في القوات المسلحة في أبوظبي، وهو يتكلم اللغة اليابانية بطلاقة، وخليفة يعمل مسؤولاً في مطار دبي، وأسماء موظفة في قسم مسرح الجريمة في شرطة أبوظبي، فيما تعمل فاطمة محاضرة جامعية في مجال مسرح الجريمة.
وتضيف أن «جميع أبنائها حصلوا على المراكز الأولى، سواء في الدراسة أو مكان العمل»، وتؤكد أن «نجاح أبنائها في أماكن عملهم كان حصاد زرعها طوال السنوات الماضية».
وشاركت بدوي في جائزة «الأم المثالية» بعدما كتبت قصة حياتها في 1000 كلمة، سردت فيها معاناتها لتعـريف جميـع الأمهات بالظروف الصعبة التي مرت بها، من أجل تربية أبنائها والحفاظ عليهم من الضياع، مطالبة النساء بالصمود دائماً في وجه التحديات.