تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مواطنة تشتري مركزاً لتأهيل المعاقين وتعليمهم، بعد معاناتها في علاج ابنتها ودمجها

مواطنة تشتري مركزاً لتأهيل المعاقين وتعليمهم، بعد معاناتها في علاج ابنتها ودمجها 2024.

  • بواسطة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر







بعد معاناتها في علاج ابنتها ودمجها
مواطنة تشتري مركزاً لتأهيل المعاقين وتعليمهم

*جريدة الخليج

خليجية

رأس الخيمة – حصة سيف:

حققت أم مواطنة ما كان يبدو للبعض مستحيلاً، حين نجحت عبر سنوات من العمل المضني والمتواصل، في دمج ابنتها المصابة ب"ضمور في خلايا المخ"، في المدارس الحكومية، فيما امتد طموحها لتعميم تجربتها على أبناء وبنات وطنها، من المصابين بإعاقات مختلفة، قبل أن تعرقل طموحها الإنساني والاجتماعي تحديات عدة.


قدمت الأم المواطنة نموذجاً لتضحية الأم وحنانها الجارف، حين اجتهدت في تعليم ابنتها بنفسها داخل المنزل، بجانب اصطحابها إلى مراكز التأهيل والرعاية المتخصصة طيلة سنوات، قبل أن يتكلل هذا العطاء بنجاح عملية الدمج.


لم تتصور فاطمة محمد أحمد، 31 عاماً، أن شراءها مركز معاقين سيكبدها الكثير من التكاليف المادية، حين وضعت نصب عينيها هدف مساعدة الآخرين، خاصة الأمهات، في انتشال أبنائهم المعاقين من وحدتهم وإعاقتهم ودمجهم مع أقرانهم الأسوياء، بعد أن نجحت في دمج ابنتها، التي كانت تعاني ضموراً في خلايا المخ، في المدارس الحكومية.

* * *


عرقلة الحلم

تقول فاطمة، أم لخمس بنات، أكبرهن لديها ضمور في خلايا المخ منذ أن ولدت: كابدت العناء حتى نجحت في دمج ابنتي في المدارس الحكومية بمجهودي الخاص، إذ بدأت الاهتمام بها منذ أعوامها الأولى وأنا اتنقل من مركز لتأهيل المعاقين ومراكز صحية لأخرى، إلى أن سنحت لي الفرصة بعد مرور عدة سنوات في التعامل مع المعاقين لشراء مركز معاقين حين كنت أعالج فيه ابنتي، ووضعت نصب عيني هدفي الانساني، في تطوير المركز وجعله أكثر فعالية في العلاج لتعم الاستفادة ولأضع خبرتي التي تعدت 10 سنوات في كيفية التعامل مع المعاقين، وكل جهدي في تطوير المركز، لكن ظروف المركز الأصلية كانت أكبر من طموحي، وأثرت في اندفاعي، ما عرقل تحقيق حلمي في تطوير المركز وتوسعته، لكنني ما زلت متشبثة بالأمل، طالما لم يتغير الهدف في النهوض بأبناء الإعاقات المختلفة.

* * *


اكتشاف الإعاقة

تبدأ قصة فاطمة، خريجة إنجاز إدارة أعمال من كليات التقنية العليا، حين اكتشفت أن طفلتها متأخرة في نموها عن أقرانها، إذ بدأت المشي وهي في الثالثة والنصف من عمرها، وغيرها من الاختلافات الكثير، وراجعت فيها مختلف المراكز المتخصصة لعلاج تلك الاعاقة، وسجلتها في مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين إلا أن سياسة المركز التي كانت تجمع بين مختلف الاعاقات في فصل واحد لكثرة أعدادهم، جعلتها تخرج طفلتها وتبحث لها عن مركز آخر ولو كان خاصاً بشرط التعامل مع حالة ابنتها بشكل خاص ولا يجمعها بالمعاقين شديدي التأخر، ولم تترك مركزاً ولا مستشفى إلا وراجعته، واضطرت في بداية تعليمها لابنتها أن تعلمها بنفسها إلى أن نجحت في أن تدمجها مع الأطفال وهي حالياً في الصف الخامس بينما من كان في عمرها في الصف السادس.


تقول فاطمة: كنت أراجع مع صغيرتي في عام 2024م مركزاً خاصاً لعلاج المعاقين، حيث سمعت حين كنت أنتظر طفلتي، أن المركز سيعرض للبيع، وكان لدي مشروع بسيط عبارة عن محل طباعة، لأفكر بشراء المركز بدافع إنساني بحت، ومن مدخراتي البسيطة، لأشرف فيه على المعاقين وأطور المنهج التدريسي وأكثف ورش العمل التدريبية، وأركز فيه على الرعاية والتأهيل لتطوير مهارات المعاقين.

* * *


مشكلات ميدانية

تضيف: كان تفكيري بسيطاً جداً، ولم أحسب للمشروع تكلفته الحقيقية، وغطى حماسي واندفاعي على تلك الأمور، إلا أنني بعد أن وقعت عقد شراء الرخصة، اكتشفت ان المركز عليه ديون والعاملون فيه ليس لديهم بطاقات عمل والرخصة غير مجددة منذ سنوات، من غير تكلفة ايجار المركز، وحافلات المركز كثيراً ما تتعرض للأعطال، وغيرها من التحديات والالتزامات التي أثرت في حماسي، إلا أنني استطعت توفير تكلفتها بالتقسيط، وبدخولي بالجمعيات مع أصدقائي والمقربين، وتعاون طاقم الهيئة الإدارية والتدريسية في المركز معي، وصبرهم وتفهمهم لظروفي، ساعدني في تخطي الأزمة، إذ يبلغ عدد معلمات المركز 5 معلمات، عدد بسيط منهن مؤهل للحالات الخاصة، والأغلبية يمتلكن فقط خبرة في هذا المجال.


لم أجد من يقف بجانبي، فكل من أنشدهم المساعدة، يؤكدون أن المركز تجاري خاص، إلا هيئة الهلال الأحمر التي تسدد للطلبة المعاقين من ذوي الدخل المحدود تكلفة تعليمهم، رغم أن تكلفة التدريب والتأهيل تعتبر رمزية على مدار العام.


ومع تلك الظروف والتحديات، بفضل من الله استطعنا أن نؤهل عدداً غير بسيط من المعاقين، وحالياً منتظم فيه حوالي 35 طالباً وطالبة، ساعدنا الكثير منهم على التخرج من المدارس خاصة المعاقين من المكفوفين والبكم، وقطعنا شوطاً كبيراً في تأهيلهم، رغم أني أكملت عامين فقط من عملي في المركز، ويصعب علي تركه أو بيعه طالما دخلت المجال بهدف انساني، وأحاول حالياً أن أقف على رجلي وأنهض به من جديد.

خليجية

خليجية


التعديل الأخير تم بواسطة مختفي ; 22 – 6 – 2024 الساعة 03:58 AM
خليجية
ماشاء الله عليج يابنت زايد صدق انه عمل انساني يفتخربه

وان شاء الله ربج يوفقج ويوفق بنات الوطن يارب لخدمة الوطن ..الى فعل الخير والسداد,,
وان شاءالله ربي يرزقج كل امنياتج وتتحقق لج بفضل الله تعالى …

خليجية لا تحاصر نفسك بالسلبيات ولا تحطم روحك بالحزن والاسى ..
استفد من فشلك وعزز به تجربتك ..
توقع دوما الخير ولو صادفت الفشل ..


التعديل الأخير تم بواسطة الأميرة الحسناء ; 22 – 6 – 2024 الساعة 11:32 AM
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.