هاييتي أرض مزدحمة بالجثث وسماء مكتظة بطائرات المساعدات 2024.

أكوام من الجثث تنتظر من يدفنها

بور أو برنس (هاييتي) – وكالات
في الوقت الذي دخل فيه العالم سباقا ضد الساعة والموت والجوع والاوبئة، واكتظت سماء العاصمة بطائرات المساعدات، كانت الفوضى تنتشر في "بور او برنس" رغم وصول اولى المساعدات فسجلت عمليات اطلاق نار ونهب فيما باشرت فرق الانقاذ العمل الخميس 14-1-2010 سعيا لانتشال الجثث التي تمدد على الأرض والناجين العالقين تحت الانقاض بعد 48 ساعة على الزلزال.

وتعكس المباني الرسمية التي دمرها الزلزال وبينها القصر الرئاسي والوزارات، عجز المؤسسات والسلطات الهايتية، فيما لا يزال العديد من اعضاء الحكومة في عداد المفقودين.

وانهار السجن الرئيسي في بور او برنس عند وقوع الزلزال الثلاثاء وفر السجناء منه.

العالم يهب للمساعدة
واعلنت التعبئة منذ وقوع الكارثة في صفوف الاسرة الدولية لرصد اموال والبحث عن ناجين وتوفير المياه والمواد الغذائية والملاجئ والعناية الطبية والادوية للهايتيين الذين يعانون من اوضاع يائسة في عاصمة مهدمة دمرت كل بناها التحتية.

ودخل العالم سباقا ضد الساعة والموت والجوع والاوبئة ودعا اوليفييه برنار رئيس منظمة اطباء بلا حدود الفرنسية غير الحكومية الى ارسال مساعدة انسانية "ضخمة .. اعتبارا من مساء" الخميس الى هايتي لانقاذ اقصى عدد ممكن من الاشخاص قبل ان تصبح الاوضاع "حرجة" بعد مرور 36 ساعة على الزلزال.

وطالبت المنظمة الدولية للهجرة بارسال "خيم باعداد هائلة .. ودعم مالي سريع" لاسعاف الاف الضحايا في هذا البلد المصنف الافقر في القارة الامريكية.

غير ان المجال الجوي الهايتي بات مكتظا ولا يحتمل وصول اي رحلات اضافية حاليا وطلبت الحكومة الهايتية من الولايات المتحدة وغيرها من البلدان عدم السماح بتوجه رحلات جديدة في الوقت الحاضر الى بور او برنس.

عمليات نهب وإطلاق النار في الشوارع
ومع انشغال القوات الدولية في التنقيب بين الانقاض وفي ظل الخسائر الفادحة التي تكبدتها هي نفسها، انتشرت عمليات النهب واطلاق النار في شوارع العاصمة المكتظة بالسكان.

وكتب فالمير فاشيني المتحدث باسم منظمة فيفا ريو البرازيلية غير الحكومية في رسالة الكترونية "نسمع طلقات نارية كثيرة بدون ان يكون في وسعنا تحديد مصدرها. بدأت عمليات النهب في المتاجر الكبرى التي انهارت جزئيا".

وتابع فاشيني الذي يعمل في حي بيلير "ان الطلقات النارية متواصلة ويخيل لنا انها عائلات تحاول ان تحمي نفسها من مهاجمين" يريدون سلب ما تبقى لها من مواد غذائية.

تعزيزات عسكرية جديدة من أمريكا
وسعيا منها لارساء الاستقرار، ارسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية جديدة بعدما كانت ارسلت قوات الاربعاء تولت فرض الامن في محيط المطار.

وامر البنتاغون بارسال اللواء 82 في سلاح البر وعديده 3500 عسكري سيصل منهم مئة قريبا، فيما يستعد الفان من عناصر مشاة البحرية (مارينز) للمغادرة على متن سفينة انزال.

وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما متوجها الى الشعب الهايتي في ثاني مداخلة رسمية له خلال 24 ساعة "لن نتخلى عنكم، لن ننساكم"، معلنا تخصيص مئة مليون دولار.

وإضافة الى مساهمتهم في حفظ الامن، سيتولى الجنود الامريكيون اصلاح البنى التحتية الاساسية في العاصمة وفي طليعتها المنشآت الكهربائية ورافعات المرفأ الثلاث، حتى لا تعيق وصول المساعدات الهائلة التي تتوافد من جميع انحاء العالم.

وافادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة "سنواجه تحديا لوجستيا ضخما".

مشردون ينتظرون المساعدات
وخلف الزلزال الذي كان الاعنف في هذا البلد منذ اكثر من قرنين، اعدادا كبيرة من المشردين الذين وقفوا في صفوف متراصة يراقبون السماء على امل ظهور احدى طائرات المساعدة الانسانية.

وتم تحويل جادة شان دو مارس الشهيرة وسط بور او برنس الى مخيم عملاق لايواء عشرات آلاف ممن فقدوا منازلهم.

وقالت فرنشيسكا (14 عاما) "منزلي انهار وقضى شقيقاي باتريك وغريغوري ولم نعثر حتى الان على جثتيهما". واضافت "نأمل الآن في العثور على منزل للنوم. ليس لنا الا الله".

واعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان عدد قتلى الزلزال سيصل الى "عشرات الالاف"، بعدما اعرب جان ماكس بيلريف الاربعاء عن خشيته من ان تتجاوز الحصيلة "مئة الف قتيل".

مليوني طفل ضمن ضحاي الزلزال
وافادت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" البريطانية غير الحكومية ان بين ضحايا الزلزال ما لا يقل عن مليوني طفل وفتى اصيب عدد كبير منهم او تيتموا.

وفي شوارع هايتي تمدد الجثث التي تسحب من تحت الانقاض الواحدة بجانب الاخرى على الارض وتغطى في حين يحاول الناجون انتشال الجرحى بايديهم.

وفي مؤشر على حالة الهلع المسيطرة، حاول آلاف السكان ليلا الفرار باتجاه اعالي منطقة بيتيون فيل بسبب شائعات تنذر بوقوع تسونامي.

ووسط الانقاض بدت الجثث متسمرة في الوضع الذي كانت عليه لدى حصول الكارثة وظهر زوجان فاجأهما الزلزال عند القيلولة وفتيات غطى التراب جثثهن ونساء شبه عاريات. وفي حطام السيارات بدت جثث متفحمة.

ويفتقر السكان الى كل شيء.

دعوات للتبرع
وقال الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون المبعوث الخاص للامم المتحدة الى هايتي "بعض الاشخاص قد يموتون من البرد والجفاف او بسبب اصابات كان يمكن معالجتها بسهولة".

وضاعف كلينتون وزوجته هيلاري وزيرة الخارجية النداءات الخميس الى الامريكيين للتبرع من اجل ضحايا الزلزال. واعلنت كلينتون العائدة من جولة الغيت في اسيا عن رقم هاتفي للتبرع لجمع ثلاثة ملايين دولار للصليب الاحمر.

ودعا بيل كلينتون الى تقديم تبرعات من عشرة دولارات الى الامم المتحدة او مؤسسته في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

واشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان الزلزال يتطلب جهود اغاثة كبرى قد يحتاجها ثلاثة ملايين منكوب مضيفا انه سيزور منطقة الكارثة "في اسرع وقت ممكن".

ودفعت الامم المتحدة نفسها ثمنا فادحا لهذه الكارثة حيث دمر مقر بعثتها لارساء الاستقرار في هايتي. وقتل في الزلزال 36 من افرادها واصيب اكثر من 70 بجروح واعلن ان اكثر من مئتين منهم في عداد المفقودين.

وفيما كانت طائرات الشحن الضخمة تفرغ مساعدات دولية وفرق انقاذ، كانت الولايات المتحدة وفرنسا ترحلان رعاياهما.

شاهد اضغط هنا