وداعاً طارق الدرة
في ( روح الاتحاد ) فاضت ( روحه ) إلى بارئها
كتب : وليد الشحي
لم يتبادر إلى أذهاننا بأن تلك الابتسامة العفوية النابعة من القلب التي تصبحنا بها يوم الأربعاء 30 نوفمبر 2024 هي آخر ابتسامة نراها لطارق الدرة قبل أن يلقى وجه ربه صباح اليوم التالي الخميس 1 ديسمبر إثر حادث مروري أليم ، فقد كنا ننتظره ظهر الأربعاء ليتقاسم معنا كعكة اليوم الوطني الأربعين وأن يكون هو من البادئين بفرحة الوطن لكنه كان في مهمة عمل لنبدأ في تقاسم الكعكة على أن نعوضه عنها بأخرى في وقت لاحق ، ولكن الوقت لم يعود وطارق لم يأتي.
الدرة كان يحتفل باليوم الوطني على طريقته فقد كانت فرحته مضاعفة بعد تزامنها مع نبأ مكرمة رئيس الدولة حفظه الله بزيادة رواتب موظفي الحكومة الاتحادية مطلع العام الجديد لكن إرادة رب العالمين شاءت بأن يفارقنا الدرة في اليوم التالي قبل أن يرى ما يتمناه على أرض الواقع لتفيض ( روحه ) إلى بارئها في أيام ( روح الاتحاد ).
فترة قصيرة عاصرتُ فيها طارق الدرة ( المخرج الفني بمجلة العين الساهرة ) بحكم انضمامي للمجلة مطلع أكتوبر الماضي لكن رحيله ترك أثراً عميقاً لدي ولدى زملائي الذين عاصروه منذ عام 96 وهي بداية انطلاقة ( العين الساهرة ) والدرة معاً ، فمن يلتقي به ولو للحظة عابرة يشعر بأنه يعرفه منذ سنوات طويلة لأنه يتسلل إلى القلوب منذ الوهلة الأولى ، فالابتسامة لا تفارق محياه حتى باتت علامته الفارقة وسمة من صفاته وأخلاقه الحميدة .. طارق الدرة برحيله غابت ابتسامة الصباح والمساء.
لقد كان الدرة يرحمه الله محبوباً طيب القلب حسن الأخلاق بشوش الوجه، يتمتع بعلاقات وصداقات جيدة مع الجميع فكما أحب الناس أحبوه وبادلوه نفس الود والمعزة والشعور.
رحل الدرة وترك خلفه أماً ثكلى بآلام فقدانه فقد كان يرحمه الله باراً بها وحريصاً على رعايتها وتأمين احتياجاتها.. رحل الدرة مُخلفاً صغيرتين بعذوبة الطفولة هما ( جنين ) و ( جنى ) اللتان لا تزالان تبحثان عن إجابة لسؤالهما المتكرر: ( وين راح بابا ؟ ) ، ولكن ما مِنْ إجابة أو إفادة.
( العين الساهرة ) ذرفت الدموع لفراقه فكل ما فيها يحن إليه حتى زوايا مكتبه تشكو من فراغه وهمساته وابتساماته ، وفي الحقيقة لم أجد بداخلي ووجداني بعد الترحم عليه ودعوة الخالق المنان له بالمغفرة ودار الجنان أبلغ من المُعلقة الرثائية لأخي وصديقي الشاعر الأستاذ عبد الله الهدية ( أينَ أنتَ ) لنعبر بها على لسان محبي طارق الدرة كي نرثيه ونتذكره في كل وقت وحين .. هذه القصيدة التي تعبر عن كل إنسان فقد شخصاً عزيزاً عليه .. ( لله درك يالدرة ) .. إليك مقتطفات منها علّها تواسينا وتواسي محبيك فيك:
لي مقلةٌ لا تستريحُ من البُكا تبكي على فقدِ الحبيبِ وتنْحِبُ
عبراتُها تنهلُ فوقَ محاجري كالسيلِ إلا أنها تتلهبُ
إنْ جف ينبوعٌ تفجر غيرُهُ فكأن نبعَ دموعها لا ينضبُ
ما حيلتي ضاقت علي النفسُ مِنْ هَوْلِ الفجيعةِ والفجيعةُ تُرْعِبُ
هل حق قَوْلُ الناسِ إنكَ ميتٌ وبأنّ مَنْ تحت الثرى لا يُرقبُ
قد كنتَ فيهم مخلصاً ومسانداً تُبدي المحبةَ مِنْهُمُ تتقربُ
شوقٌ وخلُ غاب عن وجهِ الدُنى قد كان في بذلِ المحبةِ يُسهِبُ
عذبٌ كنبعِ الماءِ إلا أنهُ بصفائه المعهودِ حتماً أعذبُ
هذي أحاسيسي تضجُ بجرحها ليت الحياة لمن بقبرٍ تُوهبُ
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
لكنها الدنيا رحيلٌ دائمٌ كلٌ يودعُ والليالي مركبُ
إن أمهلتنا في هناها مُدةً من مُرها لا بُد يوماً نشربُ
التعديل الأخير تم بواسطة Bo 3@bdallah ; 2 – 1 – 2024 الساعة 03:41 PM





اللهم اغفر له ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة
اللهم آمين
آذآ غـرتكـ اآلد نـياآأإبـزخــأآإرفهاآإفجعـل شَعاركـ "||ياآآدنياآ|| أإآعذريني فاآألجنة
تنآأإديني~


وعافه واعف عنه
واكرم نزله
ووسع مدخله
ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى
الثوب الابيض
اللهم جازه بالحسنات احسانا
وبالسيئات عفواً وغفراناً
اللهم انزل عليه بردا وسلاما
اللهم انقله برحمتك من عمته القبور
الى تور وسعه الدور والقصور ومن ضيق اللحون
اللي جناتك جنات الخلوود
في سدر مخضود وطلح منضود
وفاكهة كثيره لا مقطوعه ولا ممنوعه
وفرش مرفوعه
اللهم اجعل قبره روضه من رياض الجنة
اللهم بيض وجهه ويمن كتابه
ويسر حسابه
ولين ترابه وطيب ثـراه
وثبته على الصراط
اللهم اظله تحت ظل عرشك
يوم لا ظل الا ظلك ولا باقٍ الا وجهـك
ولا تحرمه النظـر إلى وجهـك الكريم
اللهـم آآميييين