المصدر:
- سليمان الماحي – رأسالخيمة
التاريخ: 05 أبريل 2024
صيادون يؤكّدون أن غلاء الوقود يمنعهم من التحرّك مسافات طويلة في البحر. الإمارات اليوم
شكا صيادون في إمارة رأس الخيمة من ارتفاع كلفة الوقود المستخدم في رحلات الصيد، معتبرين ذلك سببا مباشرا في إضعاف الانتاج في الأسواق، كونه يحول دون السفر لمسافات بعيدة في البحر بحثا عن الأسماك. وقالوا إن ارتفاع أثمان الديزل والبترول، يشكل استنزافاً لعائداتهم المالية التي لم تعد تغطي مصروفاتهم.
في المقابل، ذكر عبدالله الحداد، من ادارة القروض السمكية في وزارة البيئة والمياه، أن مؤسسة الشيخ محمد بن راشد الخيرية، تعكف على إنجاز مشروع لدعم الصيادين في الدولة، ويركز على توفير وقود «الطرادات»، مشيرا إلى أن هذا المشروع قطع شوطا كبيرا، إذ من المتوقع أن يكون جاهزا في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وتفصيلا، قال الصياد سعيد الشحي، أن أسعار الوقود «باتت باهظة جدا وتستنزف جزءا كبيرا من المردود المالي للانتاج السمكي»، وتابع «ابتعد بعض الصيادين عن البحر واتجهوا لممارسة مهن أخرى، بينما لجأ آخرون إلى تقليص حركة طراداتهم الى أدنى مساحة بحرية ممكنة، حيث باتوا يمارسون المهنة في مساحة لا تبتعد عن الشاطئ كثيرا، تجنبا لصرف الوقود».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ووفقا لمحمد علي سعيد، فإن الوقود المستخدم يتفاوت بين صياد وآخر، تبعا لنوع المحرك المستخدم وحجم الطراد والمسافة التي يقطعها بحثا عن الصيد، وأحيانا حالة الطقس، ففي موسم الصيف مثلا تهرب الاسماك الى الأعماق بحثا عن المياه الباردة، فيجبر الصياد على الابحار في الأعماق، ما يستلزم استخدام كمية من الوقود. وأفاد سعيد، وهو من المواطنين الذين امتهنوا الصيد لسنوات عدة، بأن الصيادين عند خروجهم الى البحر ينقسمون الى فئتين، الاولى تفضل التوجه الى الأماكن البعيدة، وتقيم في عرض البحر مدة لا تقل عن اسبوع، وتلك الرحلة البعيدة تكلفهم مبلغا من المال لا يقل عن 30 ألف درهم يخصص جزء كبير منه للوقود، أما الفئة الثانية فتختار المساحات القريبة من الشاطئ، لذا يحتاجون إلى كميات من الوقود تتراوح بين 800 و1000 درهم. وبالنسبة للصياد خالد حسن، فإن غلاء الوقود ليس هو العامل الوحيد الذي يرهق عائدات الصيادين، بل إن «الغلاء الذي طال جميع معدات الصيد مثل القراقير والألياخ والحبال والدوبات بات عاملا طارداً للمواطنين عن هذه المهنة». وتابع إن «كل شيء خاص بمهنة الصيد صار باهظ التكاليف الى الحد الذي جعل العديد من الصيادين يقفون عاجزين عن الوفاء بالتزامات المهنة كما ينبغي».
وطالب سالم المنصوري بدعم يخصص لوقود طرادات الصيد، مشيرا الى انه في حال تحقق ذلك فإن الكثير من النتائج الايجابية ستنعكس على المهنة أولها مضاعفة الانتاج، ما سيسهم في خفض أسعار الأسماك.
وأكد عبدالله الحداد من إدارة الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه، أن مشكلة معاناة الصيادين نتيجة ارتفاع أسعار الوقود في طريقها الى الحل عبر مؤسسة الشيخ محمد بن راشد الخيرية، التي تعكف على إعداد مشروع خيري، يهدف إلى تقديم دعم مالي للصيادين في جميع مناطق الدولة، يخصص لشراء الوقود، وقال: وفرنا المعلومات والبطاقات الخاصة بالصيادين المشمولين بالدعم، وبحسب علمي فإن المؤسسة تبذل جهودا حثيثة لإنجاز المشروع في أسرع وقت.