الرؤية
لاشك أن من أكثر سلبيات الإنترنت عامة وشبكات التواصل الاجتماعي خاصة هي مساهمتها في انتشار الشائعات كانتشار النار في الهشيم،
إذ يتم تناقلها بسرعة كبيرة فتكتسح المواقع للدرجة التي تجعل الكثيرين يسلمون بمصداقيتها ولا يبذلون أقل القليل من الجهد ليتأكدوا من صحتها.
فكم من شائعات تبث وتنشر وأكاذيب تبعث وترسل، وهي شائعات لها خطر عظيم وشرر كبير، فكم دمرت من مجتمعات وهدمت من أسر، وفرقت بين أحبة، كم أهدرت من أموال، وضيعت من أوقات، وكم أحزنت من قلوب، وأولعت من أفئدة، فالشائعات ألغام تهدد المجتمع.
وعلى موقع التواصل الاجتماعي أنشأ مغردون وسماً يحمل اسم الشائعة، أوضحوا فيه خطورتها على الفرد والمجتمع، لافتين إلى أنها سلاح جيد للتخريب والإفساد بين المجتمعات وهي وصفة ناجحة للحرب خاصة.
وكتب المغرد أحمد سالم: الشائعة سبب رئيس للمشاكل، الخلافات، النزاعات، والخوف، يصدرها أناس يفتقرون لأساليب الصدق، وينقلها أناس يتكاسلون في البحث عن الحقيقة.
في حين أوضح طارق بن كريم للأسف مجتمعاتنا العربية من أكثر المجتمعات التي تشتهر بإطلاقها فهي تبثها على أكمل وجه، والغريب أنها تسعد بانتشارها بيننا حيث تمر مرور الكرام فتجد من يتكفل بإطلاقها ومن يمررها ويذيعها.
ويرى المغرد محمد أن الشائعات تجد فضاءً خصباً لها بين أوساط البسطاء نافياً وقوع المثقفين في براثنها «موقف غامض وحقيقة مغيبة وأفراد تدعي الفهم والمعرفة وتشيع الشائعات في أوساط الناس البسطاء».
وتنصح المغردة يسرا حارب: لا تصدق كل ما يقال أو كل ما تسمعه. فالشائعات في أوقات كثيرة تدل على أهميتك في المجتمع». ويعتقد ياسر أن مروجي الشائعات يتفقون في الأسلوب نفسه «أسلوب من يطلقها في مجتمعنا واحد خصوصاً في الواتس آب أتمنى أن نقبض عليهم ويودعوا السجن».
ووصفت المغردة رؤى إسماعيل مروج الشائعة بـ «التافه المريض»، «ناس مريضة، تحب البحث وراء أخبار الناس وتضيف أشياء لم تسمعها لكي يكون الخبر ملفتاً أكثر، من أجل أن تستمع بجلسات النميمة».
وكتبت المغردة هدى «علمنا القرآن كيف نتعامل مع الشائعة، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأعطت بنت الإمارات تعريفاً للشائعة قائلة «الشائعة يؤلفها الحاقد وينشرها الأحمق ويصدقها الغبي فحاول ألا تكون من هؤلاء الثلاثة».
وكتب فواز الهزاع «سريعة الانتشار، ازدادت سرعتها مع ظهور وتطور التقنية، نسبة الصدق فيها ضئيلة، دائماً تُستخدم للتشهير والتشوية».
أما المغردة موزة فلخصت قصتها مع الشائعات: «زمان بالمدرسة لما كنت في المرحلة المتوسطة قبل ثلاث سنوات محد يماشيني إلا بنتين فقط .. لأن بنت مطلعه عني إشاعة إن فيني سرطان».
وكتب سالم «أسلوب سيء يستخدمه ضعاف النفوس، لكن الواجب يحتم على كل عاقل أن يتأكد قبل نشرها لأنه لا يعلم ما الذي سيحدث فكر أولاً لترتقِ».
وعرفها المغرد عصام صالح «الشائعة خبر غير مضمون يتناقله المروجون.. فيتلقاه (البسيطون) .. وهو يُطلق لتداول الهم الذائع .. أو توجيه النقد اللاذع .. أو قياس نبض الشارع».
وتشبه المغردة الشائعة بالنار، «الأخبار الكاذبة، أشبه بحرارة النار عندما تجعل حبات الذرة الصغيرة تنتفخ وتكبر لتصبح حبات الفيشار «البوب كورن»، يتلذذ بأكله البعض». في حين ترى المغردة أحاسيس مرهفة أن «أكبر مسببات الشائعة هو الفراغ ودائماً تصدر في سن المراهقه لذا على الوالدين أن يشغلا أولادهما بما فيه منفعة لهم في دينهم ودنياهم».
وعن مروجي الشائعات أوضحت السعد المنهالي «من يصنعون الشائعة هم أناس لم يتمكنوا من لفت انتباه الآخرين سوى بالكذب والتلفيق. ومن يستمع إليهم فهو يشبههم».