الإمارات اليوم
كنّ يعلمن أن الطريق الأسهل هو الانتظار حتى الحصول على وظائف في القطاع الحكومي أو الخاص، تؤمّن لهن ولأسرهن مستقبلاً أفضل وواقعاً معيشياً مناسباً، لكنهن ــ كما تقول حصة إحدى المشاركات في المشروع ــ رفضن الانتظار على أبواب شركات التوظيف ومؤسسات التوطين انتظاراً لهذه الوظيفة التي ربما تتأخر لسنوات، فبحثن عن وسيلة مبتكرة يحوّلن بها هواية تراثية من الموروث الإماراتي إلى مهنة تدرّ الربح وتساعدهن وتساعد غيرهن على الكسب.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
بدأت الفكرة باتفاق بين مواطنة لديها هواية تركيب مكونات الدخون والبخور وأنواع معينة من العطور، مع مجموعة من صديقاتها اللاتي لهن الهواية نفسها، وقررن إصدار مجموعة من هذه المنتجات، بعد تصنيعها في بيت إحداهن بأقل التكاليف الممكنة، مستخدمات مواد طبيعية خالصة، كالمسك والعود المطحون والعنبر وبعض الزيوت العربية والفرنسية، واستغل بعضهن المعرفة بوسائل الاتصال الحديثة للترويج للفكرة وتنميتها، عن طريق استغلال مواقع التواصل الاجتماعي وخدمات «واتس أب» و«إنستغرام» والمنتديات الإماراتية، وغيرها، للوصول إلى أكبر عدد ممكن. وتقول حصة، إحدى المنسقات في المشروع: «في البداية كان الأمر يحتاج إلى بعض الشجاعة والجرأة للاتصال مباشرة بكل من نعرفهم من الأهل والمعارف، ومن خلالهم بدأنا نضع قاعدة بيانات صغيرة يمكن من خلالها تسويق المنتجات، وبدأنا في جمع أرقام هواتف أخرى، ومع الوقت أصبح لدينا قاعدة بيانات كبيرة في مناطق الدولة كافة».
وأضافت حصة أن «عدد المجموعة نحو 12 مواطنة، بينهن متزوجات وطالبات ومتخرجات، وجميعهن لديهن هذه الهواية التراثية الفريدة، ولهذا قررنا عدم الاعتماد على الدعم الحكومي، والبدء الفوري بأقل الإمكانات، ومع الوقت استطعنا إثبات موهبتنا وحققنا الانتشار، وتعاقدنا مع مؤسسات عدة لتوصيل منتجاتنا إلى أكبر عدد من العملاء».
فيما قالت موزة، إحدى المشاركات في المشروع، إن «التجربة وإرادة الاستمرار والمنافسة وتشجيع الكثيرين لنا، ساعدتنا على مواجهة الصعوبات التي اعترضت طريقنا في البداية، ومنها صعوبة التسويق وحدّة المنافسة، لكننا استطعنا إخراج منتج متميز بأيدٍ إماراتية نسائية، من مواد طبيعية خالصة».