300 مواطن "خارج الزمن" في شعبية سلحدآخر
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
“من يصدق أننا نعيش هذا الواقع المر”، يتساءل أبناء شعبية سلحد الصغيرة في رأس الخيمة، مؤكدين حجم الوجع بتوجيه رسالة مفادها أن “على من لا يصدقنا، من المسؤولين، أن يزورنا في شعبيتنا المنسية، التي أجهض الإهمال على تعاقب السنين أحلام أبنائها”، وبكلماتهم البسيطة المملوءة بالعتب والإحساس بالحرمان، وهي تنفذ إلى العقل والقلب معا، يعكس المواطنون من أهالي المنطقة وقع المعاناة عليهم .
“الخليج” زارت المنطقة بإلحاح أبنائها، لتشاركهم أحلامهم الغائبة، وتسجل مطالبهم المجمدة منذ عقود .
خميس محمد أحمد (63 عاماً)، متقاعد ورب أسرة مكونة من 16 فرداً، شرح أوضاع الشعبية المتهالكة، قائلاً: “إننا نعيش في جوف مساكن قديمة، آيلة للسقوط في أي لحظة، سقوفها متداعية، تلوح منها كتل إسمنتية متجهمة، تهددنا ليلا ونهارا” . وأشار إلى أن “الشعبية شيدت في العام 1978م، وتسلمنا مساكنها بعد ذلك بثلاثة أعوام، ما يعني أنه مضى على إنشائها ثلاثة عقود متصلة، ما أدى إلى تردي أوضاع المساكن، التي تقطنها الأسر المواطنة محدودة الدخل، في ظل حالة إنشائية متردية، وسقوف تنهار منها كتل إسمنتية ثقيلة، لا يقف في وجهها سوى عمليات ترقيع نجريها على حسابنا الخاص، بعد اللجوء إلى البنوك والوقوع في شرك قروضها، تكلفنا مئات الآلاف، ونتحمل بسببها أقساطاً شهرية، تثقل كاهلنا، وتقتطع من دخلنا الشهري المحدود، على حساب قوت عيالنا” .
ويمضي (الشيبة)، وهو متزوج بامرأتين ويعول أسرتين، في حديث المعاناة قائلاً: “أجريت صيانة للمسكن المتهالك 3 مرات من دون جدوى حتى الآن، آخرها تكلفتها 120 ألف درهم، يقتطعها البنك حاليا من أفواه أبنائي، وكل ذلك من أجل ألا يتداعى السقف فوق رؤوسنا، وبعد كل ذلك تعبت، ولم أعد قادرا على تحمل أعباء مادية إضافية، لإجراء صيانة أو ترميم، حتى لو انهار السقف علينا، لا ملجأ لنا إلا رحمة الله، لاسيما أن البنك يأخذ مني شهرياً 4 آلاف درهم” .
من وجوه القلق التي تنتظر المواطنين مع قرب الشتاء، ما يتسبب به تسلل المطر إلى جوف مساكنهم الآيلة للسقوط، عبر التشققات و”تجاعيد الزمن” المنتشرة في السقوف، وهو ما وصفه خليفة علي السلحدي بقوله إن “الصيانة المكلفة التي يتكبدها مواطنو الشعبية لم تمنع الأمطار من أن تقتحم مساكنهم، لتتحول فرحة الأمطار، التي يعيشها الآخرون، لدينا إلى نقمة” .
وأوضح أن “جميع مساكن الشعبية متهالكة، ترك الزمان مع عوامل الطقس والغش في البناء بصماته الواضحة على سقوفها وجدرانها، ولم تفلح معها عمليات الصيانة، وهي أشبه ما تكون بعمليات “ترقيع”، بسبب حالتها الفنية بالغة السوء، وهي غير صالحة للسكن، وبيئة غير آمنة لنا ولأبنائنا، ولا بد من حل شامل لها، هو الإحلال” .
ويعود خليفة للزمن، ليقدر حجم المعاناة بمقياسه، لافتاً إلى أن الأهالي عاشوا في الشعبية 3 عقود متواصلة، منها سنوات طويلة من المعاناة، ويقول: “شخصياً دأبت على صيانة مسكن الأسرة منذ 8 سنوات وحتى الآن، دون أن تفلح في ردع كتل الإسمنت من أن تكشر عن أنيابها الحادة، إذ سقطت بصورة متكررة خلال السنوات الماضية، الأمر الذي جعلنا في خوف مستمر” .
عبدالله بن سالم بن علي (65 عاماً)، قال داخل مجلسه البسيط، المهدد بخطر قريب إنه “لا يجد حلاً آخر للراحة وقضاء معظم أوقاته واستقبال ضيوفه سوى في هذا المجلس المتداعي، بينما تتراءى الشقوق والكتل الإسمنتية رمادية اللون بارزة للعيان، ما يجعل زائره، هو الآخر، قلقاً”، وهو ما لا يأبه (الشيبة) بشأنه لغياب الحلول وقلة الحيلة . ويتذكر ما يذرفه الشتاء مرورا بشقوق السقف إلى قلب المجلس وبقية الحجر من مياه الأمطار، فيقول بمرارة: “سنضطر للاقتراض ثانية من البنوك، لإجراء صيانة جديدة للمسكن، نظرا لزوال أثر الصيانة السابقة، قبل أن نفرغ من سداد بقية أقساط القرض الأول، لنعيش في دوامة مستمرة، نكاد لا نعرف نهاية لفصولها المتعاقبة، ونبقى بين خيارين أحلاهما مر، إما الوقوع فريسة للقروض البنكية، أو تداعي كتل الإسمنت على رؤوس أبنائنا” .
ويستند أهالي شعبية سلحد إلى معطيات تؤكد معاناتهم، ويقولون “إن فرقا فنية وهندسية متخصصة، زارتهم خلال السنوات الماضية، وأكدت في تقاريرها عدم صلاحية مساكنهم للعيش فيها، وشددت على ضرورة إحلالها، وبقينا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، بعد الوعود التي تلقفناها بفرح من دون جدوى، بينما اضطر بعضنا لإجراء الصيانة لمسكن أسرته 16 مرة طيلة السنوات الماضية، وهو رقم قياسي، لحماية أبنائه وذويه من خطر متربص، بتكاليف تقدر بمئات الآلاف” .
شباب الشعبية ألقوا الضوء بدورهم على “الشوارع الفرعية الترابية غير المعبدة حتى الآن، وهي تفاقم معاناة الأسر، جراء هبوب موجات من الغبار مع حركة السيارات والرياح” . وتتكدس أسر شعبية سلحد في المساكن الضيقة والمتهالكة، ما يضطر الشباب المتزوجين حديثا إلى مشاركة آبائهم وأشقائهم تلك المساكن “ما يزيد الطين بلة”، وتبلغ معها المعاناة ذروتها، وتتحول معها إلى علب كبريت تلفظ قاطنيها وتضيق بهم، رغم ما لجأ إليه أرباب الأسر من بناء غرف إضافية لاستيعاب أبنائهم وأحفادهم معا .
ولا يتجاوز الدخل الشهري لأسر عديدة في شعبية سلحد حدودا متواضعة، لاسيما أن معيليها من كبار السن، من المتقاعدين ومستحقي معونة الشؤون الاجتماعية، فيما للهموم بقية باقية لدى الأهالي، تختصرها 6 بيوت هجرها أصحابها في المنطقة، وحمل ذلك بعضهم على استئجار مساكن خاصة، أو مشاركة أبنائهم وأقاربهم في المسكن، بسبب أوضاع الشعبية المتردية والخدمات “التي خرجت من هنا ولم تعد” .
جريدة الخليج
واتمنى من الله ثم منهم ان يتحركوا باسرع وقت لان الشتاء قادم
وشكرا على الخبر
يعني لازم العالم تنذل و لا تنفضح و لا تموت
عسب المسؤولين يحسون و يساعدونهم
الله يكون بعون العباد
والله ايفرج عليهم امورهم
كَـ جَبَلٍ هُوْ شُمُوخِي
مَهْمَا سُرِقَتْ مِنْ سُفُوْحِهِ الْكُنُوزِ سـَ
يَظَلُّ صَلْبا
فمن كل باقة هنا ورود ذابلة،،
لم تروى،،،!!
إلى متى هذا وبلادنا والحمد لله نحسد عليها..؟؟؟؟
شكرا للنقل،،
وشكرا للزميل في جريدة الخليج للتحقيق الحصري،،