تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تـأريخ لذكريات الأجداد توثقه أنامل طالبات " جلفار"

تـأريخ لذكريات الأجداد توثقه أنامل طالبات " جلفار" 2024.

  • بواسطة

«حكايات من التراث»..

تأريخ لذكريات الأجداد توثقه أنامل طالبات «جلفار»

المصدر:

  • رأس الخيمة ــ رباب جبارة

التاريخ: 03 أبريل 2024

خليجية
يحتل التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة رفيعة لكونه عنصراً مهماً من عناصر الهوية الوطنية التي تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام قيادة وشعب الإمارات، من خلال الحث على التمسك بها وتعميمها ونشرها بين المواطنين، وتضمينها المناهج الدراسية والمبادرات المجتمعية لمؤسسات الدولة المختلفة.
من هذا المنطلق سعت مدرسة جلفار للتعليم الأساسي لتحقيق هذا الأمر وتفعيل طرح وتعليم التراث بصور مبتكرة لطالبات المدرسة بشكل خاص وطلبة إمارة رأس الخيمة بشكل عام، عبر مشروع «حكايات من التراث» الذي تتبناه المعلمتان فاطمة خلفان وسمية المرهون، بالإضافة لفريق العمل الطلابي الذي يشمل خمس طالبات هن: نورة الحميدي، وعائشة أحمد الشحي، وخولة أحمد حسين، وعائشة عبدالناصر، ومريم عبدالعزيز.
تقول مريم السعدي مديرة مدرسة جلفار الثانوية للبنات في رأس الخيمة إن فكرة المشروع تقوم على جمع وتدوين الحكايات الشعبية من التراث الإماراتي، بهدف تعزيز الانتماء والولاء للتراث الحضاري لدولة الإمارات كجزء من الهوية الوطنية، وتشجيع الطالبات على البحث والتقصي حول الحكايات الشعبية في الإمارات.
وتضيف فاطمة أنه ومن أجل فائدة فاعلة من المشروع، فقد تم تبني قدرات الطالبات واستثمار مواهبهن الأدبية في الكتابة والتدوين للخروج بنتائج ملموسة من مقالات وقصص ومشاريع وغيرها، كما أن العمل في المشروع يحقق التواصل الفعال بين جيلي الأبناء والآباء، لكون الآباء هم أحد المصادر التي يتم استقاء المعلومات التاريخية منهم، ومن ضمن الأهداف أيضاً تعزيز دور الحكاية الشعبية في تربية الأجيال وغرس القيم النبيلة في نفوسهم.

العودة الضرورية
وتوضح فاطمة خلفان معلمة اللغة العربية في مدرسة جلفار الثانوية وإحدى المشرفات على المشروع، أن لكل أمة تراثها الذي تفخر به ويشكل ثروة حقيقية تسعى للمحافظة عليه، ومع تقدم الأجيال تصبح العودة لهذا التراث ضرورة ملحة ولا غنى عنها، والإمارات بلد عريق بتراثه وموروثه الشعبي، وتعد الحكاية الشعبية أكثر أنواع التراث تداولاً بين الناس، ولعل ذلك يرجع إلى اعتمادها على الخرافة أو الأحداث الخارقة للعادة وسرعة انتشارها كونها تعتمد على الرواية الشفهية وملامستها لرغبات العامة، فهم يرون من خلالها أحلامهم وآمالهم التي يمكن أن تتحقق باعتمادها على الصدفة أو وجود قوى خارجية تقوم بمساعدتهم لذلك فهي محط اهتمام الصغير والكبير.
وتضيف: «من واجبنا أن نعمل على غرس قيمة الاهتمام بالحكاية الشعبية في نفوس أبنائنا وأن نسعى جاهدين لبقاء هذه الحكاية في أذهانهم لأنها لا تعتبر مجرد كلمات مبعثرة أو حكايات تروى للصغار قبل نومهم، وإنما هي ميراث الأجداد للأبناء، منها نستطيع التعرف على خصائص مجتمعنا واستنباط الكثير من المعلومات التاريخية والثقافية والاجتماعية الخاصة بدولتنا، فبعض تلك الحقائق ربما يكون المؤرخون غفلوا عن توثيقها أو استنباطها».
فعاليات تراثية
وتبين سمية المرهون المشرفة الثانية عن المشروع التراثي «حكايات من التراث»، أن المشروع قد تضمن عدداً من الفعاليات التي تدور في فلك التراث وتوثيق التاريخ، وتمت مراعاة التدرج في الفعاليات بحيث يتم استهداف الطالبات وتقويتهن في مجال التراث والتوثيق والبحث عبر محاضرات وورش عمل من مختصين في مجال التراث، وعدد من الزيارات الخارجية، ومحاضرات وزيارات للمدارس الثانية لينطلقن بالمشروع ويعممنَ ثقافة التراث عبر المشروع.
وتشير المدهون إلى أنه قد تم تنظيم ورشة عمل لفريق عمل المشروع حول كيفية تدوين وكتابة الحكايات الشعبية، كما تشاركت الطالبات في زيارة ميدانية إلى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، إضافة إلى بعض الزيارات الميدانية بالنسبة للأمهات والجدات في المنازل لتوثيق الحكايات القديمة من خلالهن، كما تم اختيار فئة من الأمهات لسرد بعض الحكايات الشعبية لطالبات المدرسة، ونفذت بعض المحاضرات الإرشادية للطالبات حول دور الحكاية الشعبية في الإمارات في تربية النشء بالتعاون مع مجلس الأمهات، وقام فريق العمل بتحويل إحدى الحكايات الشعبية إلى مسرحية تراثية.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

وتؤكد الطالبة نورة الحميدي أن عملهن في المشروع قد فتح لهن آفاقاً واسعة في التراث الإماراتي من خلال المعلومات الغزيرة التي حصلوا عليها، عدا عن الخبرات التي اكتسبنها من خلال المشروع، كفنون التوثيق وجمع التراث وتحويله بأسلوب أدبي مشوّق إلى قصص ومسرحيات ومواقف، كما توسع خيالهن عبر ابتكار مجموعة من الأساليب لنقل القصص بطريقة فنية مشوقة منها الوسائل الجديدة من التقنيات الحديثة والبرامج، الأمر الذي ساعد في تقبل القصص ونشرها خاصة بين الطلبة الصغار.
وتضيف الطالبة عائشة أحمد الشحي ان سبب مشاركتها في المشروع يعود لحبها لفئة كبار السن من الآباء والأجداد، وقد استطاعت من خلال المشروع أن تزور فئات متعددة من الآباء والاستمتاع بقصصهم التراثية التي تروى بأساليب تقليدية وبلهجة إمارات أصلية.

مقترحات بناءة
وترى الطالبة خولة أحمد حسين أن تحويل بعض الحكايات الشعبية لدولة الإمارات، إلى رسوم متحركة لتكون أكثر قرباً من فئة الأطفال، سوف يساهم في توسيع نشر التراث القصصي، مبينة أنهن وبعد الانتهاء من جزء كبير في المشروع وصلن لمجموعة من المقترحات لتعزيز التراث من بينها ضرورة تدوين الحكايات التراثية قبل اندثارها، وتنفيذ دراسة مقارنة بين الحكايات في الإمارات والحكايات العربية والعالمية، مع إدراج بعض الحكايات الهادفة في مناهج الروضة.
وتقترح الطالبتان عائشة عبدالناصر ومريم عبدالعزيز استحداث متحف تُجسد فيه أشهر الشخصيات الواردة في الحكايات الشعبية في الإمارات، يكون متاحاً للمقيمين والسياح، وذلك يساهم في بقاء وترسيخ هذه الحكايات وشخصياتها، إضافة إلى أهمية استثمار التقنيات الحديثة في تسجيل هذه الحكايات، فالصور والأصوات وطريقة العرض لها أثر كبير في قبول المستمع لهذه الحكايات.

خليجية خليجية

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.