تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » سكان الإمارات الشمالية يعانون مع الروائح الكريهة وسحب الدخان والتلوث بسبب مكبات النفايات

سكان الإمارات الشمالية يعانون مع الروائح الكريهة وسحب الدخان والتلوث بسبب مكبات النفايات 2024.

شكاوى وعمليات الحرق العشوائي والبدائي للمخلفات يومياً
سكان الإمارات الشمالية يعانون مع الروائح الكريهة وسحب الدخان والتلوث بسبب مكبات النفايات
خليجية
(تصوير يوسف العدان)

الاتحاد – تحقيق: السيد حسن

هناك 44 مكباً تقليدياً للنفايات في الدولة، منها 40 مكباً في الإمارات الشمالية، وهي تشكل خطراً على صحة الإنسان والبيئة، وتسهم في تلوث الهواء نتيجة انتشار ثاني أكسيد الكربون الناجم عن عمليات الحرق العشوائي والبدائي للمخلفات يومياً، إضافة إلى تحلل المواد العضوية طبيعيا في الطبقات السفلى منها، ما ينتج عنه غاز الميثان الشديد الاشتعال، وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري 23 مرة مقارنة بالغازات الأخرى الموجودة في الأجواء.

تسعى البلديات بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه، لإيجاد حلول جذرية لتلك المكبات التقليدية المنتشرة في إمارات الفجيرة ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والشارقة، خاصة القريبة من المناطق والأحياء السكنية، لاسيما الجديدة منها. وبحسب إحصاءات وزارة البيئة والمياه والبلديات، فإن عدد مكبات النفايات التقليدية في جميع الإمارات ما عدا إمارتي أبوظبي ودبي، يبلغ 44 مكباً تقليدياً للنفايات المنزلية والصناعية، منها 8 مكبات للمخلفات المنزلية والصناعية في الفجيرة العام الماضي، بعد تراجعها عن العام 2024 حيث كانت 11 مكباً.
مشاكل صحية
وفي إمارة عجمان أكدت إدارة الصحة العامة بالبلدية أن هناك مكباً واحداً تقليدياً بالإمارة، وفي رأس الخيمة 3 مكبات تقليدية منتشرة في الجزيرة الحمراء، وجلفار، وثالث يسمى مكب الملا لمخلفات البناء والهدم. وأفادت دائرة الاشغال والخدمات العامة في أم القيوين بأن عدد المكبات التقليدية بها اثنان فقط.
ويقول سعيد علي الصريدي من منطقة ضدنا: «المكب موجود في منطقة رول ضدنا، وأحياناً تصل إلينا الروائح المنفرة والدخان إلى بيوتنا، مما يسبب بعض المشاكل الصحية لأبنائنا، خاصة الأطفال، وهي مشكلة تؤرقنا منذ سنوات».
ولفت إلى أن سكان ضدنا ورول ضدنا في بعض الأحيان لا يستطيعون الذهاب إلى البر مع أسرهم بسبب الدخان المتصاعد من المكب.
وطالب ضاوي راشد الطنيجي من منطقة الحنية بالفجيرة، إدارة الصحة العامة ببلدية عجمان بإعادة النظر في أحد مكبات النفايات الموجودة في منطقة المنامة التابعة لإمارة عجمان والمتاخمة لمنطقة الحنية على طريق المنامة الطويين رأس الخيمة.
وقال: «المكب صغير ولكنه ضار بالصحة العامة والبيئة، ويسبب لنا مضايقات، بسبب ما ينبعث منه من دخان، ولو غيرت البلدية طبيعة هذا المكب التقليدي إلى مكب لتدوير النفايات فسيكون ذلك مفيداً لجميع الأطراف».
أما علي ناصر اليماحي من منطقة غوب بدبا الفجيرة فقال: «مكب دبا الرئيسي يسبب لنا مشكلات عديدة، خاصة وقت الرياح، التي تنقل الدخان الكثيف إلى المنطقة، وهذا يؤدي إلى انتشار أمراض الربو والحساسية خاصة لدى الأطفال، وأخبرنا الاطباء بأن هناك نسب تلوث عالية في المناطق المجاورة لمكبات النفايات ومصانع الاسمنت غير الملتزمة بتركيب الفلاتر، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض، ويحدث هذا رغم أن الغوب تبعد عن مكب دبا 3 كيلومترات.
سحب الدخان
وقال محمد اليماحي من منطقة الغوب بدبا الفجيرة: «في معظم الأيام تطل علينا في أوقات الصباح الباكر سحب الدخان القادمة من مكب النفايات على الطريق العام، ورغم بعد المسافة بين المكب والغوب فإن الهواء عندما ينشط باتجاه الغوب يجلب إلينا سحب الدخان».
وقال محمد أحمد الخديم من منطقة الرفاع «2 كيلو متر جنوباً من المكب»، عندما يكون الهواء غربياً من المكب تأتينا الروائح الكريهة والمنفرة، كما يتكاثر في المنطقة بسبب التلوث نوع من الذباب الكبير الحجم، ولا نستطيع العيش في أجواء صحية غير سليمة مع وجود سحب الدخان، والمطلوب الاستعاضة عن تلك المكبات بأخرى حديثة ومتطورة، أو إنشاء مكبات إعادة تدوير النفايات.
وقال محمد المزروعي من منطقة وادي كوب برأس الخيمة: «منطقتنا تقع على طريق الطويين، وهي تبعد مسافة بعيدة عن مكبي دبا الفجيرة، ومع ذلك فوجئنا منذ أيام بسحب من الدخان الكثيف تغطي سماء الوادي، وكان أمراً غريباً لأن المكبين لا يشكلان خطراً علينا لبعدهما عنا، وإذا كانت السحب قد وصلت إلى وادي كوب 27 كيلو متراً من دبا، فما الوضع في الرفاع والغوب القريبة من المكبين؟!».
«وزارة البيئة»: مشروع متكامل لمعالجة النفايات
أعلن معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، اعتزام «الوزارة» تنفيذ أول مشروع للتخلص الأمن من النفايات الخطرة بحلول عام2020، وبموجب هذا المشروع سيتم تجميع كافة مكبات النفايات بالإمارات الشمالية، وعددها 40 مكباً في مجمع واحد للمكبات، سيتم اختيار مساحته ومكانه الذي يتوسط تلك الإمارات، وذلك ضمن مشروعها الطموح حول الإدارة المتكاملة للنفايات في الإمارات الشمالية، وكخطوة للتخلص من جميع مكبات النفايات التقليدية.

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

طمر النفايات
قال المهندس أحمد الحمادي مدير دائرة الأشغال والخدمات العامة في إمارة رأس الخيمة: «رأس الخيمة لا يتم فيها حرق النفايات، بل نقوم بعمليات طمر تلك النفايات، لذا لا وجود لأدخنة متصاعدة في جميع مناطق رأس الخيمة. ولدينا 3 مكبات تتعامل مع جميع المخلفات المنزلية وغيرها، وهي الجزيرة الحمراء وهو مكب مبطن لحماية الطبقات الجوفية، ومكب الملا المخصص لمخلفات البناء والهدم، ومكب منطقة جلفار وهو مغلق». وحول طريقة تجميع النفايات، قال إنه يتم جمع المخلفات يومياً من حاويات القمامة، ثم إرسالها إلى مصنع الفرز لفصل مخلفات الطعام والمواد العضوية عن المواد الممكن إعادة تدويرها، مثل الزجاج والكرتون والعلب المعدنية والبلاستيكية، ويتم طمر مخلفات الطعام والمواد العضوية في مكب الجزيرة الحمراء على شكل طبقات، ومع مرور الوقت تتحلل تلك المخلفات إلى غاز الميثان الذي قد يستخدم في توليد الكهرباء.وأكد أنه لا آثار سلبية على الصحة العامة من مكبات رأس الخيمة، خاصة مكب الجزيرة الحمراء الذي تم تبطينه، وهو من المكبات المتبعة لمعايير الجودة وسلامة البيئة.
تصنيع الأسمدة
أكد مصبح حميد بن سلومة مدير عام دائرة الأشغال والخدمات العامة في أم القيوين: أنه «لا توجد في إمارة أم القيوين مكبات حديثة ومتطورة، ولدينا في الوقت الحالي مكبان تقليديان إلا أنهما ليسا مضرين بالصحة العامة للسكان ولا بالبيئة. ويتم التخلص من النفايات بتحويل العضوية منها إلى مصنع الأسمدة الموجود في المكب، والمتبقي منها يحول إلى مصنع الفرز لإعادة تدويره، بينما المتبقي من العمليتين يتم دفنه بطرق آمنة».
وأكد أنه لا توجد أي أضرار سلبية على الصحة العامة والبيئة فيما يخص ملف مكبات النفايات في أم القيوين، لنستقبل أي مواد ضارة أو خطرة.
ولا نقوم بعمليات حرق النفايات، وما يحدث ربما يكون حرائق اشتعلت في موقع المكب نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتفاعلها مع غاز الميثان، ولا توجد بيوت بالقرب من مكبات النفايات.
خطط مستقبلية
قالت سونيا ناصر المدير الفني لدائرة الأشغال برأس الخيمة: «لدينا خطط مستقبلية بشأن مكبات النفايات، ونعتزم توسعة مكب الجزيرة الحمراء بإضافة خلية مبطنة لطمر المخلفات الصلبة، والسعي للتخلص منها بشكل آمن وصحي، ونسعى لإضافة محرقة للمكب تعمل بتقنية جديدة ومزودة بفلتر لمعالجة الأدخنة المتصاعدة لحرق المخلفات الطبية. كما نسعى إلى الاستفادة من تحويل غاز الميثان إلى وقود لتوليد الكهرباء مع توسيع مصنع فرز النفايات وإضافة تقنيات جديدة، ويعمل في قسم إدارة النفايات في رأس الخيمة 700 عامل و100 إداري وفرق، وجميعهم موزعون بين مكبي الجزيرة الحمراء والملا ومصنع فرز النفايات، وقسم تجميع النفايات من المناطق الشمالية والجنوبية لإمارة رأس الخيمة.
حرق النفايات الطبية
رغم امتداد مساحة عجمان فإن الإمارة تعتمد على مكب نفايات واحد فقط وهو مكب تقليدي، ويقول المهندس حميد المعلا مدير إدارة الصحة ببلدية عجمان، هو مكب واحد تقليدي يخدم الإمارة، حيث يتم تفريغ جزء من النفايات في محطة التدوير، والباقي يذهب مباشرة إلى المكب.
وأكد أن النفايات التي يتم التخلص منها بلا معالجة، تشكل خطراً على الهواء والتربة والمياه الجوفية، بفعل الانبعاثات الغازية والعصارة الناتجة عن النفايات العضوية، ونقوم في مكب عجمان بتحويل ما يقارب 25% من النفايات المنزلية إلى محطة تدوير النفايات، مشيراً إلى أن البلدية لا تعتمد أسلوب حرق النفايات المنزلية، وما يتم حرقه بالفعل النفايات الطبية في محارق متخصصة بهذا النوع من النفايات.

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.