سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
العناية الإلهية تنقذ 4 أطفال من الغرق و3 شباب مواطنين يساهمون في انتشالهم من بحر الرمس برأس الخيمة
الطفلان محمد ربيع وعبدالله ثاني خلال علاجهما بالمستشفى (من الانستغرام)
خلال عملية الإنقاذ (الرمس.نت)
الرمس.نت/ خاص:
أنقذت العناية الإلهية مساء أمس الخميس، 4 أطفال من الغرق في مياه جزيرة الساحل الواقعة قرب منطقة الرمس برأس الخيمة، والمطلة على الخليج العربي، بعد أن ساهم وجود 3 شباب مواطنين في موقع الحادث دون وقوع أي مكروه بهم، في حادثة سادت فيها أجواء من القلق بين أهالي المنطقة حتى تم تأكيد سلامتهم جميعاً، تعافى اثنان منهم في موقع الحادث، فيما خرج الطفلان الآخران من المستشفى بسلامة بعد إجراء الإسعافات الأولية في نفس الليلة.
وكانت فصول الحادثة قد وقعت عصر يوم أمس الخميس الموافق، حينما اتجه مجموعة من الأطفال إلى جزيرة الساحل المتاخمة للرمس، والتي تضم شواطئ رملية تستقطب الناس إليها خاصة مع دخول فصل الصيف، حيث دخل 4 منهم إلى مياه البحر للسباحة بالقرب من الكاسر الأول للشاطئ، وهم عبدالله ثاني الدرمكي ومحمد عبدالله ربيع وعصام عمر الرمكوني وعبدالرحمن ثاني الدرمكي، وغامر اثنان منهم بالدخول إلى عمق البحر بالرغم من أمواج البحر، ما جعل الأمواج تجرفهم إلى عمق البحر، فيما كان الآخران بالقرب من الشاطئ، ولكن بدأت الأمواج في سحبهم أيضاً.
حينها بدأ الأطفال بالصراخ طلباً للنجدة، وشاءت عناية الله أن يسمع أصوات استغاتثهم عدد من المتواجدين قرب الساحل، لكن كان الأقرب إليهم ثلاثة شباب تصادف وجودهم قرب الحادثة، أحدهم كان بصحبة أطفاله على قارب مطاطي للترفيه، وهو السيد سامي محمد غردقة، فيما كان الآخران وهما السيدان سالم علي الخنزوري وزيد علي الشحي يسبحان في البحر، وقد تمكنوا جميعاً من إنقاذ الأطفال خلال عشر دقائق، حيث وصلت حينها سيارة الإسعاف الوطني إلى موقع الحادث لنقل طفلين إلى المستشفى.
"تفاصيل الحادثة"
الخنزوري والشحي: إرادة الله قادتنا إلى الشاطئ لإنقاذ الأطفال
سالم الخنزوري
"الرمس.نت" تواصلت مع الشباب المنقذين للوقوف على تفاصيل الحادثة، والبداية مع السيدين سالم علي الخنزوري وزيد علي الشحي، حيث أشارا إلى أن تواجدهما على شاطئ جزيرة الساحل بالرمس، كان غير مخطط، ولكنها إرادة الله التي قادتهم إلى الشاطئ لإنقاذ الأطفال.
حيث أشار الخنزوري إلى أنه خطط مع الشحي للمشاركة في مسابقة طواف رأس الخيمة للدراجات يوم أمس، لكنهما تأخرا في الحضور، ولم يحالفهما الحظ في المشاركة، فاتجها إلى أحد شواطئ الإمارة للسباحة، فقررا الذهاب إلى شاطئ المعيريض، لكنهما غيرا وجهتهما إلى جزيرة الساحل بالرمس.
يشير الخنزوري: بعد دقائق من سباحتنا في مياه البحر، سمعنا صوت استغاثة الأطفال، فوجهت زميلي الشحي لمحاولة إنقاذهما فوراً، وبدون تردد سبحنا باتجاههم، ولله الحمد فقد كان الطفل الأول قريباً من الشاطئ وساعدناه في الخروج سالماً وهو عبدالرحمن الدرمكي.
ويكمل الخنزوري.. حينها ساعدنا السيد سامي غردقة الذي اتجه لإنقاذ الطفل عبدالله، فيما اتجهت فوراً إلى أبعدهم نقطة في البحر، في حين تولى زميلي الشحي إنقاذ الطفل الثاني وهو عصام الرمكوني.
وقد استطعت الاقتراب من الطفل الرابع وهو محمد ربيع وكان منهكاً، ولله الحمد استجاب لتعليماتي في أن يمسك بطرف مني وليس رقبتي حتى لا نغرق سوياً، وبعد دقائق من السباحة تمكنت من إيصاله إلى كاسر الأمواج بسلامة.
وقد كانت الأهالي قد اجتمعوا عند الشاطئ، فيما باشر رجال الإسعاف الوطني إجراءاتهم لإسعاف الطفلين الأكثر إرهاقاً وشرباً لماء البحر جراء الإرهاق الذي أصابهما، وهما عبدالله ثاني ومحمد ربيع، حيث ثم نقلهما إلى مستشفى صقر لتلقي العلاج اللازم، قبل أن يسمح لهما الأطباء بالمغادرة في نفس الليلة بعد تعافيهما.
غردقة: أنزلت أطفالي من القارب المطاطي لإنقاذ الأطفال
حيث أشار السيد سامي غردقة إلى أنه كان بصحبة أبنائه على الشاطئ، مستخدماً قارباً مطاطياً للتنزه في مياه البحر، حيث سمع صوت استغاثة الأطفال بالقرب منه وهلعهم بعد أن بدأت أمواج البحر في سحبهم، فشاهد الشابين الآخرين يتجهان إليه لمساعدتهما في طلب المساعدة، فأنزل أطفاله من القارب على الشاطئ، طالباً منهم الابتعاد عن مياه البحر، واتجه مستخدماً القارب المطاطي للإنقاذ واقترب من أحدهم وهو الطفل عبدالله ربيع، فانتشله من المياه وأركبه القارب المطاطي حتى أنزله على الكاسر؛ نظراً لشدة الأمواج التي لم يكن من وسيلة فيها سوى الاتجاه إلى الكاسر وليس للشاطئ.
وأشار غردقة بأن تجاوب الطفل معه لإرشاداته، وعدم الهلع كان له دور في أن يتمكن من انتشاله وإنزاله إلى الكاسر في عملية استغرت 10 دقائق.
أهالي الأطفال يشكرون المنقذين
هذا وقد تقدم السيد ثاني الدرمكي والد الطفلين عبدالله وعبدالرحمن بالشكر لله على سلامة ابنيه والطفلين الآخرين، كما تقدم بالشكر إلى الشباب الثلاثة الذين ساهموا في عملية الإنقاذ، مشيراً إلى أن مثل هؤلاء قدموا تضحية كبيرة بأنفسهم في سبيل إنقاذ الأطفال وانتشالهم من مياه البحر.
3 أطفال ساهموا في إبلاغ الجهات الرسمية بالحادثة
خلال حادثة عملية إنقاذ الشباب الثلاثة للأطفال الأربعة، كان كل من الأطفال محمد جاسم مراح، وناصر أحمد الطنيجي وحمد محمد حسن يقفون على الشاطئ وشاركا في عملية الإنقاذ من خلال تفكيرهم بطلب النجدة من الطوارئ للمساعدة، فبادر محمد جاسم مراح بالاتصال بالطوارئ حيث قام بالإبلاغ عن الحادثة وتحديد موقعها، حيث قامت الجهات المختصة بالتنسيق وتوجيه قارب من سرب مجموعة حرس السواحل فضلاً عن سيارات الإسعاف الوطني التي تواجدت في الموقع بأقصى سرعة.
مطالبة بتكريم الشباب الـ3
إلى ذلك طالب أولياء الأطفال وأهالي إمارة رأس الخيمة الجهات المعنية بتكريم الشباب الثلاثة الذين بذلوا جهداً في سبيل إنقاذ الأطفال وانتشالهم من الغرق، حيث ضربوا مثالاً رائعاً في التضحية.