باريس – قبل شهر من حلول موعد امتحانات البكالوريا (الشهادة الثانوية) عمدت مدرّسة لمواد اللغة والتاريخ والجغرافيا في مدرسة تقع في مدينة لاروشيل، بجنوب غربي فرنسا، إلى مساعدة تلاميذها على مراجعة المواد المقررة عبر موقع (تويتر) الاجتماعي على شبكة الإنترنت.
الفكرة أتاحت لنحو 30 تلميذا يدرسون في ثانوية «بيار دوريول» في المدينة الساحلية، أن يتلقوا أسئلة معلمتهم وإرشاداتها خارج أوقات الدوام، بفضل الكومبيوترات والهواتف الجوالة المتطورة. وفتح التلاميذ صفحة مشتركة بينهم على موقع «تويتر» أطلقوا عليها اسم «السنة النهائية»، في إشارة إلى أنها سنتهم الأخيرة قبل الانتقال إلى الجامعة أو الحياة العملية. وبفضل هذه الطريقة، صار بإمكانهم طرح الأسئلة على المعلمة وتلقي إجاباتها بشكل يفيد جميع زملائهم المشتركين في الصفحة ذاتها. ونظرا لطرافة الفكرة وفاعليتها تلقت المعلمة تنويها خاصا على الموقع الرسمي لوزارة التربية الوطنية، تحت باب «مشاريع مبتكرة».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وكمثال على الملاحظات التي وجهتها المعلمة لتلاميذها، تحذيرها إياهم من الرد على أسئلة الامتحان باستعمال اللغة الموجزة التي اعتادوا استخدامها في الرسائل النصية. ونبهتهم لضرورة الاعتناء بقواعد اللغة في الإجابة، كما لفتت انتباههم إلى احتمال أن يأتي سؤال حول بقعة البترول التي تسربت من منصة قبالة السواحل الأميركية، بهدف اختبار ملاحقتهم الأحداث وثقافتهم العامة.
وأوضحت لورنس جوان، المدرسة البالغة من العمر 36 سنة، أنها وافقت في السنة الدراسية الماضية على الاشتراك في موقع «فيسبوك» كي تتمكن من التواصل مع تلاميذها. لكنها، كما قالت، لم ترتح للموقع لأنه يخلط كثيرا بين الحياة الخاصة والعامة للمشتركين فيه. وأضافت: «سأبقى مدرّسة وسيبقون تلاميذي ولا أسعى لأن نكون أصدقاء». أما «تويتر» فكان أنسب لها، وهي ترسل لهم، من خلاله، اختبارات قصيرة يومية وتتلقى إجاباتهم وتصححها لهم. كما تتبادل معهم الحوار حول الأفلام التاريخية والمسرحيات التي ترى أن الاطلاع عليها يفيدهم في دراستهم ويقترب من المادة المقررة.
وعدا عن سهولة هذا الأسلوب وطابعه العملي والسريع الذي يخفف من حمل الكتب والمصادر الثقيلة، أسهم هذا الأسلوب في تشجيع عدد من التلاميذ الذين يخجلون من طرح الأسئلة أمام الصف، على توجيهها كتابة إلى المعلمة عبر الإنترنت.