الثلاثاء 4/6/1431 هـ
القوات الحكومية تحاصر المحتجين في تجمعاتهم وسط العاصمة بانكوك (الأوروبية)
عرضت الأمم المتحدة وساطتها بين طرفي الصراع في تايلند شريطة أن يلتزما بدعوتها لهما لضبط النفس، وذلك في وقت قال فيه أحد قادة الاحتجاج من أصحاب القمصان الحمر إنهم وافقوا على المشاركة في محادثات يتوسط فيها رئيس مجلس الشيوخ للحيلولة دون إراقة مزيد من الدماء.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي طرفي الصراع إلى ضبط النفس، وقال إن من الممكن أن تقوم الأمم المتحدة بدور الوسيط لكن بشرط اتفاق الحكومة التايلندية والمتظاهرين على طلبها، وهو ما لم يحدث.
وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام كان على اتصال مع السلطات التايلندية للوقوف على مستجدات الموقف، وإنه أعرب عن قلقه إزاء الأزمة المتواصلة وحث على ضبط النفس، مشددا على ضرورة التوصل لتسوية سلمية عبر الحوار.
من ناحية ثانية، قال ناتاوت سايكوا وهو أحد قيادات القمصان الحمر الذين يقودون الاحتجاجات ضد الحكومة في مؤتمر صحفي في المخيم المحصن للمحتجين وسط العاصمة بانكوك "وافقنا على جولة جديدة من المحادثات التي اقترحها مجلس الشيوخ لأننا لو سمحنا باستمرار الأمور على هذا النحو فلا نعلم كم من الأرواح الأخرى ستزهق".
وكان المحتجون أعربوا الأحد عن استعدادهم لإجراء محادثات تشرف عليها الأمم المتحدة مع الحكومة إذا توقف الجيش عن إطلاق النار، ولكن الحكومة رفضت أية شروط لهذه المحادثات.
وقال الأمين العام لمجلس الوزراء كورباسك سابهافاسو "إذا كانوا يريدون حقا المحادثات فعليهم ألا يضعوا شروطا مثل مطالبتنا بسحب القوات، إنها إشارة إيجابية لكن يجب أن تكون هناك تفاصيل أكثر إذا كانت ستجرى محادثات لكن لا يمكنهم تقديم مطالب إذا أرادوا التفاوض".
وقال رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا في بيان نقله التلفزيون "لا يمكننا التراجع الآن".
ولكن الحكومة في المقابل، عادت وجددت عرضها النظر في إمكانية إجراء محادثات مع المحتجين لإنهاء الأزمة السياسية التي تغرق فيها البلاد حاليا إذا أبدوا جدية تجاه المصالحة وأوقفوا هجماتهم.
أحداث العنف أدت لسقوط عدد من الضحايا خلال الأيام الماضية (الأوروبية)
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
حصار وتمترس
واستمرت القوات الحكومية اليوم في محاصرة المواقع التي يتحصن فيها نحو 5000 من المحتجين الذين رفضوا الانصياع للمهلة التي حددتها الحكومة لهم لإخلاء الأماكن التي يحتلونها وسط العاصمة بحلول عصر أمس بالتوقيت المحلي.
واتسعت حالة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة لتشمل 22 إقليما بعد إعلانها في خمسة أقاليم أخرى الأحد، وذلك بهدف منع اتساع دائرة العنف في شمال وشمال شرق البلاد حيث معقل أنصار شيناواترا.
وشهدت العاصمة خلال الأيام الماضية المزيد من أعمال العنف التي شملت أحد الفنادق الفاخرة الواقعة ضمن مناطق الاحتجاجات.
يذكر أن آلاف المحتجين المناهضين للحكومة والمؤيدين لشيناواترا -بينهم العديد من الفقراء في الريف والحضر- يحتشدون وسط بانكوك منذ 3 أبريل/نيسان الماضي لمطالبة رئيس الوزراء بحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة جديدة، غير أن المظاهرات تحولت إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.