الملك والوطن والأمة في مشهد مهيب: وداعاً سلطان الخير
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، الصلاة على ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض، عصر اليوم، بمشاركة جموع غفيرة من أصحاب السمو الملكي الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين، ورؤساء وقادة ووفود عشرات الدول الإسلامية والعربية والصديقة.
كما أديت صلاة الغائب على الفقيد في جميع جوامع ومساجد مدن ومحافظات ومراكز وقرى المملكة.
جثمان الفقيد ووري في مقبرة العود، في وداع أخير بعد الانتهاء من تشييع الفقيد والصلاة عليه، رحمه الله وطيب ثراه، في مشهد مهيب اتضح تأثيره الكبير على قادة البلاد، وأبكى أبناء الوطن.
..
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله سالم الشميلي ; 25 – 10 – 2024 الساعة 07:41 PM
الموت يختصر كل شيء ..سلمان أنت رمز الوفاء
شقران الرشيدي- سبق- الرياض :
الموت نهاية منطقية لكل كائن حي، فالخالق – سبحانه وتعالى – يقول في كتابه الكريم (كل مَن عليها فان)، (وما تدري نفس بأي أرض تموت).
وفجيعة الموت تختصر كل شيء في هذه الدنيا الفانية الحياة.. والحب.. والوفاء.. والمشاعر.. فعندما يقسو علينا الموت وينتزع من بين حنايانا قريباً أو عزيزاً أو حبيباً تتشكل تلقائياً التعابير، فترسم ملامح بالغة الحزن على الوجوه.. بل إنها قد تتمازج فتفتت الروح والجسد لتستقر في القلب مباشرة قاسية مؤلمة.. وموت الأخ فيه من الحزن الشيء الكثير، وربما يكون أقوى وأوضح وأكثر حسماً على قسمات الوجه والجسد والذهن؛ ليفيض قسراً خارج العين على شكل دمعةٍ سخية رغم محاولة منعها وإيقافها.
في هذه اللقطة النادرة الحزينة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، رجل المواقف والأحداث الجسيمة، يبدو التأثر واضحاً على محياه وهو يرى ويلامس ويرافق كفن جثمان أخيه الفقيد الغالي الأمير سلطان المسجى أمامه، فعضَّ شفته السفلى قبل أن تفرَّ من العين دمعةٌ ثم دمعتان تتلوهما دمعاتٌ صامتة حارقة.
وهذه الصورة المُعبِّرة التي وضعنا لها في "سبق" عنوان المحبة الصادقة بين الإخوة.. تُعيد أمامنا اكتشاف كل هذا الحب المبثوث بين الأمير الراحل الكبير سلطان (أبو خالد) وأخيه الأمير سلمان.. وهي علاقة طفولة، وصبا، وشباب، ورجولة، وصحة، ومرض وموت.. لتقول في النهاية: سلمان أنت رمز الوفاء.
من الجامع الكبير إلى مقبرة العود.. الآلاف في وداع "سلطان الخير"
لطفي عبداللطيف- سبق – الرياض:
في مشهد مهيب تَقدمه خادم الحرمين الشريفين وقادة وزعماء ورؤساء وفود وعلماء من دول عربية وإسلامية، احتشد الآلاف من المواطنين داخل جامع الأمير تركي بن عبد الله لأداء صلاة الميت على فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث اكتظ المسجد عن آخره وتم إغلاق أبوابه، وامتلأت الساحات المحيطة به بالمصلين، في حين توافد الآلاف من المواطنين إلى مقبرة العود انتظاراً لوصول الجثمان.
سماحة مفتي عام المملكة أم المصلين لصلاة العصر والصلاة على الفقيد، وقد ظهر تأثره الكبير وحزنه العميق على فقيد الأمة من صوته وهو يكبر للصلاة, وبعد الانتهاء من الصلاة حمل الجثمان عدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين ظهر عليهم أيضاً التأثر الشديد لفقدان "سلطان الخير".
وقد تلقى خادم الحرمين الشريفين وعدد من إخوانه، العزاء في الفقيد من القادة ورؤساء الوفود داخل جامع الإمام تركي بن عبد الله، وظهر الحزن العميق على وجوه الجميع لفقدان ولي العهد، وسالت الدموع من العيون لفراق فقيد الأمة.
وشوهد عدد من كبار العلماء من دول عربية وإسلامية في جامع الإمام تركي بن عبد الله، وظهر عليهم الحزن العميق لوفاة رجل عُرف عنه حبه للعلماء ودعمه اللامحدود للمشروعات الدعوية في معظم دول العالم، وقد حرص الكثيرون منهم على الذهاب إلى المقبرة.
وسارت جموع المواطنين والمقيمين من جامع الأمير تركي بن عبد الله إلى مقبرة العود، مخترقين شوارع المنطقة إلى شارع البطحاء، ثم جنوباً إلى مقبرة العود، حيث توافد الآلاف في المقبرة للمشاركة في وداع الفقيد.
وبعد أن غادرت حشود المشيعين جامع الإمام تركي بن عبد الله، أدى عدد كبير من رجال القوات المسلحة والأمن الذين شاركوا في عملية التنظيم وتأمين المكان، صلاة العصر والصلاة على الأمير سلطان بن عبد العزيز، حيث لم يتمكنوا من الصلاة مع المصلين.
في الوقت نفسه أدى المئات الصلاة على الأمير سلطان بن عبد العزيز داخل المقبرة، لعدم تمكنهم من أداء الصلاة مع جموع المصلين في الجامع الكبير.
وحرص الآلاف من الذين احتشدوا في المقبرة على الإكثار من الدعاء للفقيد، سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته, فيما توقفت حركة المركبات تماماً في جميع الشوارع المحيطة بمنطقة قصر الحكم ومقبرة العود، وبذلت الدوريات الأمنية والمرورية جهوداً كبيرة جداً لتنظيم الحركة المرورية، بتحويل مسارات السيارات بعيداً عن المنطقة.
سبق – الرياض:
أدى عشرات الآلاف من المصلين في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، صلاة الغائب على فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، بعد صلاة عصر هذا اليوم، مبتهلين بالدعاء أن يتغمد الله الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته.