إن من كرمِ الله علينا أن جعل لنا من الاعمال اليسيرة ما يكون بها الاجر و الثواب الكبير ، ورغم ذلك نرى التقصير فالله يتحبب إلينا ونحن عنه معرضون .
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة.
وقد جاء تفسير هذا الحديث في حديث عائشة أم المؤمنيين رضي الله عنها الذي أخرجه النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر.
وهي السنن الرواتب والتي كان رسول الله صلى الله عله وسلم يحافظ عليها وإن شغله شاغل عنها فخرجت عن وقتها قضاها لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد العصر ، فسئل عنها فقال : ( يَا بِنْتَ أَبِى أُمَيَّةَ ، سَأَلْتِ عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَإِنَّهُ أَتَانِي نَاسٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فَشَغَلُونِي عَنِ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ ، فَهُمَا هَاتَانِ ) رواه البخاري (1233) ومسلم (834).
يقول الإمام النووي رحمه الله :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
" الصحيح عندنا استحباب قضاء النوافل الراتبة ، وبه قال محمد ، والمزني ، وأحمد في رواية عنه ، وقال أبو حنيفة ومالك وأبو يوسف في أشهر الرواية عنهما لا يقضي ، دليلنا هذه الأحاديث الصحيحة " انتهى كلامه رحمه الله .
فلا تعجز وتعاجلك الدنيا وتصبح من محبيها.