تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الاحسان مقابل الاساءة

الاحسان مقابل الاساءة 2024.

  • بواسطة

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أحسن إلى من أساء إليك).
لقد أكّد الباري على هذه المسألة كثيراً في سورة يوسف التي عدّها أحسن القصص، وحقاًّ إنها سورة مليئة بالدروس الأخلاقية والاجتماعية العريقة، وإذا ما قرأها الإنسان وعمل بها جاهداً سيضحى إنساناً كاملاً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.

إن هذه السورة تحمل في سطورها نقاطاً عجيبة، ومواقف مهمة ينبغي أن نقف عندها وقفاً خاصاً.
يقول القرآن المجيد: إن زليخا أساءت كثيراً ليوسف، وألقت به في غياهب السجن ولكنه لم يتمكن من الخروج لا بعد أن ألهمه الباري كيفية إيصال السؤال التالي إلى الملك:
(ما بالُ النسوة اللاّتي قطعن أيديهن) (يوسف/50).
عندها قالت زليخا لزوجها:
(الآن حصص الحق، أنا راودته عن نفسه، وإنّه لمن الصادقين) (يوسف(51).
وبعد أن خرج يوسف من السجن قال:
(ذلك ليعلم أنِّي لم أخنه بالغيب) (يوسف/52).
أي هل تعلمون لماذا خططت لإقرار تلك النساء، واعترافهن بخطئهن؟ لقد فعلت ذلك من أجل كسب البراءة لنفسي، كوني علمت بأن الأمر سيؤول لي وأضحى عزيز مصر، وهذا يتناقض مع ما عليّ من اتهام، فتحملت سنين عشراً في السجن، ولم أفكر بفضح تلك النساء أبداً، إلا بعد أن اضطرني الأمر الأهم على ذلك، وإلا لن يتأتى لي، ولن أسمح لنفسي كشف أفعال زليخا، وصاحباتها اللواتي قطعن أيديهن، وهذه العبارة تعد صفحاً من جانب يوسف جميلاً، لا يمكن أن يكون أو يليق إلاّ به، ولمثله من المؤمنين والخيّرين.
أما بالنسبة للصفح الثاني الذي أبداه يوسف سلام الله عليه، فهو ذاك الذي أظهره لإخوانه بعد أن ألقوا به في غيابت الجبّ، ليُباع ويُشترى ويحدث له ما حدث، لقد قال يوسف لإخوته بعد أن استتب له الأمر:
(لا تثريب عليكم، اليوم يغفر الله لكم) (يوسف/92).
يقال إن يوسف كان يعاني كثيراً حينما يجلس إلى مادة الطعام، ومعه إخوانه، وكانت أفكاره تتداعى ويتذكر جريمة إخوانه القبيحة وكيفية إلقائه في غيابت الجبّ، لذا لم يهنأ له عيش، ولم يطبْ له طعام، وعندها شعر بأن إخوانه قد يكونون خجلين منه، فتحدث لهم قائلاً: إنكم لو لم تلقوا بي في تلك البئر لما تمكنت من الوصول إلى هذا المكان، إذن أنتم السبب في سعادتي وعزّتي، وأنتم من أوصلني إلى هذا المقام.
(قال ادخلوا مصر إنشاء الله آمنين)(يوسف/99).

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

أما المرتبة الثالثة من صفح يوسف عليه السلام فكانت أسمى من تلك المرتبتين الأوليين حيث يُفهم منها بأن يوسف"ع" كان كاملاً.
يقال إن يوسف"ع" وبعد أن رفع أباه على العرش قال:
(يا أبتِ هذا تأويل رؤياي من قبلُ قد جعلها ربّي حقاًّ، وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن، وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي) (يوسف/100).
لقد أراد يوسف أن يقول لأبيه، إن الشيطان هو السبب في اختلافاتنا وإن إخوتي لا ذنب لهم، فلا تلومّنهم أو تعنّفهم وإن بلوغي هذا المقام السامي كان بسببهم.
إن القران ليس كتاب قصص وحكايات ترفيّة، إنه كتاب قانون واجتماع ودين وسياسة، لذا يريد أن يقول لنا من خلال هذه الحكاية: أيها المسلمون! اصفحوا، اعفوا، وأحسنوا للمسيء ما استطعتم كي يتأدب ويرتدع، ويعلم أن الباري تعالت أسماؤه أقسم على نفسه أن يُجري ما يشاء وانهم لعاجزون….

خليجية لا تحاصر نفسك بالسلبيات ولا تحطم روحك بالحزن والاسى ..
استفد من فشلك وعزز به تجربتك ..
توقع دوما الخير ولو صادفت الفشل ..

خليجية
تسلمي اختي الاميرة الحسناء على الموضوع الطيب
وربي يعطيج الصحة والعافيه
وينور دربج ويسعدج يارب

دمتم بود وصحة وسعادة

خليجية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلو الاطباعي خليجية
تسلمي اختي الاميرة الحسناء على الموضوع الطيب
وربي يعطيج الصحة والعافيه
وينور دربج ويسعدج يارب

دمتم بود وصحة وسعادة

الله يسلمك اخوي ويسعدك

وشكرا ع التواجد ربي لا هانك ….

خليجية لا تحاصر نفسك بالسلبيات ولا تحطم روحك بالحزن والاسى ..
استفد من فشلك وعزز به تجربتك ..
توقع دوما الخير ولو صادفت الفشل ..

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.