سارعوا إلى الأعمال الصالحة
اكتسابُ الفضائل أكاليلٌ على هامِ الحياةِالسعيدةِ
مطلوبٌ من العبدِ لكيْ يكسب السعادة والأمن والراحة ، أن يُبادر إلى الفضائل ،
وأنْ يُسارع إلى الصفاتِ الحميدةِ والأفعالِ الجميلةِ
(( احرصْ على ما ينفعُك واستعِنْ باللهِ )) .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
(( أعِنِّي على نفسِك بكثْرةِ السجودِ ، فإنَّك لا تسجُدُ للهِ سجدةً ، إلاَّ رَفَعَك بها درجة )) .
والآخرُ يسألُ عنْ بابٍ جامعٍ من الخيرِ ، فيقولُ له :
(( لا يزالُ لسانُك رطباُ من ذكر اللهِ )) .
وثالثٌ يسألُ فيقولُ له :
(( لا تسُبَّنَّ أحداً ، ولا تضرِبنَّ بيدِك أحداً ،
وإنْ أحدٌ سبَّك بما يعلمُ فيك فلا تسُبَّنَّه بما تعلمُ فيه ،
ولا تحقِرنَّ من المعروفِ شيئاً ،
ولو أنْ تُفْرِغ منْ دَلْوِك في إناءِ المستقي )) .
إنَّ الأمر يقتضي المبادَرَةَ والمُسارعة :
(( بادرِوا بالأعمالِ فتناً )) ،
(( اغتنِمْ خمساً قبل خمسٍ )) ،
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ }،
{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ،
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } .
لا تُهمِلْ في فِعْلِ الخَيْرِ ، ولا تنتظرْ في عملِ البِرِّ ،
ولا تُسوِّفْ في طَلَبِ الفضائلِ :
دقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلةٌ له إنَّ الحياة دقائقٌ وثوانِ
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } .
عمرُ بنُ الخطابِ بعد أنْ طُعِن وثَجَّ دمُه ، يرى شابّاً يجرُّ إزاره ، فقال له عمرُ :
(( يا ابن أخي ، ارْفَعْ إزارك ، فإنهُ أتقى لربِّك ، وأنْقى لثوبك )) .
وهذا أمرٌ بالمعروفِ في سكراتِ الموتِ
{ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } .
إنَّ السعادة لا تحصلُ بالنومِ الطويلِ ، والخلودِ إلى الدَّعةِ ، وهَجْرِ المعالي ، واطِّراحِ الفضائلِ .
{ وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ } .
إنَّ منطق أصحابِ الهممِ الدَّنيَّةِ والنفوسِ الهابطةِ يقولُ :
{ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } ،
{ لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } .
وقد نهي العبدُ بالوحي عن التَّأخرِ عنْ فِعلِ الخيرِ :
{ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ} ،
{ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } ،
{ وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ } ،
{ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ } ،
{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ } ،
{ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ } ،
{وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } ،
(( اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الكسلِ )) ،
(( والكيُسُ منْ دان نفْسه وعمِل لما بعد الموتِ ،
والعاجزُ منْ أتْبَعَ نَفْسَه هواها ، وتمنَّى على اللهِ الأماني )) .