بسبب تزامنها مع “شهر الصيام” وشدة “حرارة الطقس”
امتحانات الفصل الثالث كابوس يزعج الطلبة وأولياء الأمور
*جريدة الخليج
تحقيق/ محمد إبراهيم:
أثار موعد انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثالث مخاوف عدد كبير من أولياء الأمور في الميدان التربوي، بسبب تزامنه مع شهر الصيام، وارتفاع درجات الحرارة في شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز، المقرر انعقاد الامتحانات خلالهما، مؤكدين عدم قدرة أبنائهم على تحملها مع ساعات الصيام الطويلة.
فيما رفعت مدارس الدولة درجة الاستعداد لاستقبال الامتحانات وفقاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم، لاستقبال الطلبة والتأكد من جودة عمل المكيفات، والتواجد الدائم للطبيب داخل المدرسة للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال الامتحانات.
في وقت أوصى الشيخ الدكتور محمد مسلم بن حم العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي بإيجاد تقويم دراسي خاص بالإمارات، يتناسب وعاداتها وتقاليدها والظروف المناخية الخاصة بها، ويتفادى النقاط السلبية كافة لساعات الدوام الطويل وأيام الدراسة الطوال التي نراها في النظام التعليمي الحالي.
من جانبهم حذر عدد من الأطباء من نوبات التشنجات الحرارية، وضربة الشمس الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة ناصحين بشرب كميات كبيرة من المياه والسوائل للمحافظة على حياة الطلبة.
"الخليج" التقت المعنيين، للوقوف على أسباب مخاوف أولياء الأمور، والتعرف إلى أهم المقترحات لتجنب الطلبة الأضرار التي قد تقع عليهم خلال الامتحانات، فضلاً عن لقاء عدد من الأطباء للوقوف على مدى خطورة ارتفاع درجات الحرارة على الطلبة، لاسيما في وقت الصيام، وخاصة أبناء المرحلة الابتدائية، إضافة إلى مدى جاهزية المدارس وإجراءاتها الاحترازية لاستقبال الطلبة وإدارة عملية الامتحانات.
في البداية قال الشيخ الدكتور محمد مسلم بن حم العامري، عضو المجلس الوطني الاتحادي، خلال إحدى جلسات المجلس، إن زيادة أيام الدراسة من 145 يوماً إلى 180 يوماً، بزيادة تصل إلى 24 في المئة، صحبته عدد من السلبيات التي أثرت على الطالب والمعلم، منها على سبيل المثال وليس الحصر، ارتفاع نسبة التعب والإرهاق والملل، وزيادة نسبة كراهية الطالب للمدرسة، فضلاً عن ضعف العلاقات الأسرية والهوية الوطنية، فالطالب يأتي مرهقاً من اليوم الدراسي الطويل، الأمر الذي لم يترك له مساحة زمنية للتواصل مع المحيط الأسري الذي يعيش فيه، ولم يفسح له المجال للانخراط مع المجتمع بشكل عام حتى يتشبع من عاداته وتقاليده.
وأضاف أن المدارس تفتقر إلى النظام الغذائي المتكامل، فالمطاعم غير مجهزة مثل الدول الغربية، التي تقدم وجبات غذائية متكاملة للطلبة، ما يضر بصحة الطالب، فضلاً عن افتقار العديد من المدارس لبعض التجهيزات التي تلائم أجواءنا المناخية الحارة، وأوضح أن طول ساعات الدوام من المفترض أن تخلص أولياء الأمور من أعباء الواجبات المدرسية والمشاريع الدراسية، ولكن النتيجة جاءت عكسية بالزيادة وليس بالنقصان، حيث زادت الواجبات المدرسية، ما دفع الطالب الي البقاء لساعات متأخرة من الليل، وشجع في الوقت ذاته تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية.
وأشار إلى أن وزارة التربية زادت في العام الدراسي 2024-2010، ساعات الدراسة من 750 ساعة إلى 1200 ساعة للدراسة، أي قرابة 60 في المئة، أسوة ببعض الدولة الغربية، وفي الواقع كانت نسبة الزيادة عالية، بل كانت قفزة كبيرة أرهقت كل من المعلم والطالب فى آن واحد.
وأكد الضرورة الملحة لرفع توصية إلى مجلس الوزراء لايجاد تقويم دراسي خاص بدولة الإمارات، يتناسب مع عاداتها وتقاليدها، وظروفها المناخية، ويركز على تعزيز الهوية الوطنية، مع الوضع فى الاعتبار تفادي كافة السلبيات لساعات الدوام الطويل، وأيام الدراسة الطوال التي نراها في النظام الحالي.
لم يراع قرار التقويم الدراسي وموعد الامتحانات القائم، الظروف المناخية للإمارات، وارتفاع درجات الحرارة لاسيما في أشهر يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب، فضلاً عن شهر الصيام الذي يتزامن مع موعد انطلاق الامتحانات، ما يضر بصحة أبنائنا، هذا ما وصلت إليه ولية الأمر "أم محمد"، ومضت تؤكد أهمية إعادة النظر في التقويمات المعتمدة مؤخراً، والعمل على إعداد تقويم جديد ينتهى من خلاله الدوام قبل شهر يونيو/حزيران، كما هو الحال في جميع دول الخليج التي راعت في أنظمتها ظروف الطقس ومصلحة الطلبة، مضيفة أن لديها ابنها محمد في الصف السادس، وأبنتها فاطمة في الصف الثالث، وتفكر من الآن في الطرق الصحيحة لحمايتهما من حرارة الشمس وساعات الصيام خلال أيام الامتحانات.
وترى ولية الأمر أم سعيد، أن توقيت الامتحانات جاء غير متناسب مع الطالب وأولياء الأمور، لاسيما أنها جاءت متزامنة مع شهر الصيام، فالأسر لديها عادات وتقاليد خاصة احتفالاً بالشهر الكريم، فليست هناك فرصة أمام الأمهات لإقامة تلك العادات كما كان في السابق بسبب التقويم الجديد، إضافة إلى حرارة الشمس التي ترتفع في تلك الفترة، مؤكدة أن النظام القائم سيجبر الكثير من الأسر على منع أبنائهم من الامتحانات في شهر رمضان، ليدخلوا امتحان الإعادة لاحقاً، حفاظاً على حياتهم وحمايتهم من حرارة الشمس، لاسيما أن ابنها سعيد يدرس في الصف الخامس، أي مازال طفلاً صغيراً يحتاج إلى الرعاية الكاملة باستمرار.
وأكد أولياء الأمور "أم حمدان"، و"أم عمر"، و"أم خالد"، أن معاناتهن الكبرى تجسدت في التقويم المدرسي الذي ألزم الطلبة في تلك الأعمار للخروج إلى الامتحانات، ولم يراع ساعات الصيام وحرارة الشمس المحرقة.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وطالبن بأهمية إعادة النظر في إعداد التقويم بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي وعائلاته كافة، فضلاً عن الظروف المناخية التي لا تختلف كثيراً عن بقية دول الخليج، التي راعت في تقويمها الدراسي الظروف المناخية، فرائض الشهر الكريم، حيث ينتهي الدوام للطلبة والمعلمين والإداريين والفنيين سنوياً في شهر مايو/أيار من كل عام، لتفادي تلك المعوقات التي جاءت لترهق الأسر والأبناء.
أما وليتا الأمر "نورة على"، و"أم مريم" فيرين أن التقويم الجديد وموعد انطلاق الامتحانات في شهر رمضان، وتحت حرارة الشمس المحرقة وضع جميع الأسر في مأزق حقيقي، لاسيما الأمهات التي لديها أكثر من طالب أو طالبة في الصفوف الدراسية المختلفة، ولم يمنحهن الفرصة لإقامة العادات والتقاليد احتفاءً بالشهر الكريم، والزمهن بالبحث عن سبل حماية بناتهن من الشمس المحرقة خلال الشهر الكريم. وطالبن بضرورة تقليص عدد أيام الدراسة، ومراعاة طبيعة المجتمع الإماراتي وظروفه سواء المناخية أو الاجتماعية، موضحات أن النظام التعليمي الجديد أرهق كل من الأسرة والطالب والمعلم وجميع العاملين في الميدان التربوي، فيجب الاستناد إلى رأي الميدان التربوي قبل صدور أي قرار يخص الطلبة، مع مراعاة أحوال أولياء الأمور والأسر.
وفي لقاء مع عدد من مديري المدارس "فضلوا عدم ذكر أسمائهم"، أكدوا أنهم رفعوا درجة الاستعداد لاستقبال الطلبة وتوفير سبل الأمان لهم خلال الامتحانات، والتأكد من جودة تشغيل المكيفات وتوفير المظلات المناسبة لحماية الطلبة من حرارة الشمس، فضلاً عن توفير وحدات طبية بصفة دائمة خلال الامتحانات داخل المدارس، للتعامل مع الحالات الطارئة التي قد تحدث خلال الامتحانات، ورفضوا التعليق على تقويم المدارس ومجيء الامتحانات في مثل هذا التوقيت من السنة، وتزامنها مع شهر رمضان الكريم.
وكان لرأي الطب نصيب في محتوى هذا التحقيق، حيث حذرت الدكتورة فاطمة عبدالله، من الأمراض التي تسببها درجات الحرارة المرتفعة مثل "التشنجات، والإنهاك"، ونصحت بالبقاء داخل الأماكن المغلقة قدر المستطاع، وتجنّب الخروج بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الثالثة عصراً، مع أخذ الاحتياط بعين الاعتبار لتجنّب حدوث تلك الإصابات، كشرب السوائل للحفاظ على رطوبة الجسم، ولسد النّقص الناتج عن التعرق الشديد، وتجنب تشنجات الحرارة التي تحدث آلام في العضلات نتيجة للحرارة المرتفعة والرطوبة.
أما بالنسبة للإغماء نتيجة الحرارة يجب نقل الشخص إلى مكان أبرد ومظلل في وضع الاستلقاء، مع إعطائه كميات كافية من السوائل، وإذا استمرت هذه الأعراض من الضروري نقل المريض إلى الطوارئ، أما الإنهاك فهو عبارة عن عدم قدرة الجسم على التحكم في درجات حرارته نتيجة التّعرّض لحرارة عالية تفوق 35 مئوية، إضافة إلى الرطوبة، فينبغي نقل الشخص إلى منطقة أبرد ونزع الملابس عن الجسم أو تخفيفها ووضع الماء البارد أو الكحول على الجسم، ويجب أن يعطى الشخص كميات وافرة من المشروبات الباردة والوجبات الخفيفة المملحة.
* * *
لا تشكل خطورة خلال الامتحانات
أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم لـ"الخليج"، "فضلت عدم ذكر اسمها"، أن التقويم الدراسي للأعوام الثلاثة المقبلة تمت دراسته واعتماده من مجلس الوزراء، بعد مطالعة الظروف كافة، مضيفة أن ساعات الامتحانات تتلخص في ساعتين في بداية النهار من 8.30 وحتى 10.30. وخلالها لم تشكل درجات الحرارة أي خطورة على الطلبة، كما أن المدارس مجهزة جيداً بمكيفات لتلطيف الطقس، ومظلات لحماية الطلبة من الشمس.
التعديل الأخير تم بواسطة مختفي ; 3 – 5 -2020 الساعة 08:25 PM
كالعادة نطرح المشكلات والعقبات
ننتقد النظام التعليمي
والمحصلة نخلق جيل مرفه لا تعترضه العقبات
ومن يتكلم عن العادات نسي ان الاجداد واجهوا الصعاب والتحديات
فلماذا نستكثر علي الاجيال الحالية ان تواجه الحر وهو امر طبيعي سوف يواجهونه في كل مراحل حياتهم
واذا جئنا للواقع فان الطالب تتوفر له مواصلات مكيفة وفصول دراسية مكيفة والحمدالله الكهرباء اليوم لا تنقطع
والامور طيبة