*جريدة الخليج
واشنطن – حنان البدري:
أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقيم اليهود وما أسماها “محاولتهم إصلاح العالم”، في حين تصاعد جدل إثر تسريب بعض زعامات اللوبي اليهودي لتفاصيل حول لقاء عقدوه معه.
وقام ممثلو خمسين منظمة يهودية أمريكية بجولة في البيت الأبيض والتقوا الرئيس وأعضاء من إدارته ومنهم ديفيد كوهين نائب وزير الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات ودنيس روس المساعد الخاص للرئيس والمدير العام للمنطقة المركزية ودانيال شابيرو مدير الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي والمرشح كسفير جديد لأمريكا لدى “إسرائيل”.
وحسب التصريحات الرسمية، فإن الرئيس الأمريكي أعاد التأكيد على التأييد الثابت ل “إسرائيل” وأعاد التزامه بتحقيق السلام الذي يؤمن المستقبل للعرب و”الإسرائيليين”، كما أشاد بالقيم اليهودية “المبنية على الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومحاولتهم إصلاح العالم”.
ورد عليه رؤساء المنظمات اليهودية ببيان أوضح أن المناقشة شملت العلاقات الأمريكية “الإسرائيلية” والمتغيرات الحالية التي يشهدها الشرق الأوسط.
وكان الوفد نفسه ناقش مع مسؤولين أمريكيين كبار موضوع العقوبات على إيران، وجهود الولايات المتحدة في إطار الاستخبارات حول هذا الشأن.
أما مع دنيس روس فقد ناقشوا عملية “السلام”، وذلك قبل قيامهم بجولة موسعة التقوا فيها زعماء الكونغرس من الحزبين.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وعلمت “الخليج” أن لقاء هذه الزعامات والتي عادة ما تستثمر نفوذها للضغط على الإدارات الأمريكية والكونغرس لا سيما في موسم الانتخابات، قد حرصت خلال لقائها مع الرئيس الأمريكي والذي دام الساعة على توجيه الشكر له على قرار “الفيتو” الأمريكي الأخير في مجلس الأمن بالنسبة للفلسطينيين، وهو ما تكرر في الكونغرس حيث ركزوا على مطالب بمساعدات أمريكية جديدة ل “إسرائيل”، وحسب مراقبين ففي الأغلب سيحصلون عليها قبل بدء الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية الأمريكية الصيف المقبل.
إلى ذلك، تصاعد الجدل في أروقة واشنطن السياسية، أمس، حول نوايا الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ما يتعلق بعملية التسوية، بعد قيام بعض زعامات اللوبي اليهودي المؤيد لـ “إسرائيل” بتسريب بعض تفاصيل اجتماعهم مع أوباما. وقال هؤلاء إن أوباما ألمح إلى أن “إسرائيل” تتحمل المسؤولية الأساسية في تقدم “عملية السلام”، وأنه أي أوباما أبلغهم بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شديد الحرص على إرثه التاريخي لإقامة دولة فلسطينية، وهو مستعد لقبول عرض لائق إذا كان مثل هذا العرض على المائدة، وإن الفلسطينيين لا يشعرون بالثقة بأن حكومة نتنياهو جادة حول “التنازلات على الأرض” وأن أوباما أبلغهم أيضاً بأن ما يسمى الحي اليهودي في القدس “سيبقى في أيدي “الإسرائيليين” كجزء من عملية “السلام”، أما القسم العربي فلن يكون كذلك.
وترجم بعض الزعماء اليهود الأمريكيين كلام أوباما، حسبما نشر في صحف تمثلهم، بأنها تصريحات إما معادية أو ساذجة، وأنهم غير مندهشين مما قاله، وأن كثيرين منهم شعروا بعد اجتماعهم الموسع مع أوباما بأن مخاوفهم تجاه “إسرائيل” قد تأكدت فيما قال البعض الآخر إنهم شعروا بعداء شديد نحو “إسرائيل” في تصريحاته.
وفي مقابل هؤلاء رفض مشاركون آخرون النظر لتصريحات أوباما بهذا الشكل، وقال أحدهم “الاجتماع كان ايجابياً والرئيس كان منفتحاً وغير متلاعب، وإن هؤلاء الذين يودون أوباما بقوا على حالهم ومن يكرهونه فهم على موقفهم.