محمد عبيد الله يتكفل ببناء وحدة كاملة لعلاج مرضى الكلى
| سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
اخر تحديث : الثلاثاء 19/3/2013
رأس الخيمة – عدنان عكاشة: بدأ في رأس الخيمة خلال الأيام القليلة الماضية العمل في تشييد أكبر وحدة لعلاج مرضى الكلى في الدولة، والوحدة المتكاملة الأولى من نوعها في الإمارة، على نفقة رجل الأعمال الإماراتي محمد عبيد الله، الذي سبق له أن شيد مستشفيات ومرافق صحية وغيرها في نطاق مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله وسيف بن غباش، على مراحل تدريجية خلال الـ 13 عاماً الماضية .
تكتسب مبادرة عبيد الله أهمية كبيرة وخاصة في رأس الخيمة، نظراً لدورها النوعي في تخفيف معاناة شريحة واسعة من مرضى الكلى، الذين يخضعون لعمليات غسيل دوري للكلية من الانتظار وتأخير الخضوع لعمليات الغسيل أحياناً، نظراً لعدد المرضى الكبير في الإمارة، مقابل محدودية عدد أجهزة غسيل الكلى، وتعطل بعض الأجهزة القديمة الحالية .
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للوحدة الجديدة 46 سريراً، بواقع 23 سريراً للرجال و23 للنساء، وتتكون من 3 أدوار، أحدها للرجال، والآخر للنساء، والثالث خاص للخدمات الملحقة بالأجهزة، التي بواسطتها تعالج المياه المستخدمة في عمليات غسيل الكلى، بجانب المخازن الضرورية للوحدة .
وتضم رأس الخيمة حالياً، ضمن قسم الكلى في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله، 21 جهازاً فقط، معظمها قديمة، من المنتظر إحلالها . ويعد قسم الكلى الحالي في رأس الخيمة الأكبر من نوعه في إمارات الشارقة ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة وأم القيوين، مع نظيره في مستشفى القاسمي بالشارقة، لكن الوحدة الجديدة ستجعل رأس الخيمة تحتضن أكبر وحدة من نوعها في الدولة إجمالاً .
ومن المتوقع أن تتراوح مدة بناء الوحدة الجديدة بين 10 شهور إلى عام كامل، وفقا للمصادر الهندسية والطبية المختصة في الإمارة، في حين من المقرر أن تزود وزارة الصحة الوحدة الجديدة بالأجهزة والمعدات الطبية .
وبحسب الدكتور ياسر النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، توفر الوحدة الجديدة، على غرار قسم الكلى الحالي في مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله وسيف بن غباش في رأس الخيمة العلاج للمواطنين والمقيمين مجاناً .
ووقع الاختيار على الموقع الكائن خلف مستشفى عبيد الله (العام) في منطقة النخيل بمدينة رأس الخيمة لبناء الوحدة الجديدة، تحديدا خلف المختبر، لتكون ملحقة بالمستشفى وملاصقة له، في ظل ارتباط الخدمات الطبية التي تقدم لمرضى الكلى ببقية أقسام المستشفى .
وسبق لعبيد الله أن بدأ سلسلة مبادراته الصحية الكبيرة بإحلال مستشفى سيف بن غباش القديم في منطقة النخيل برأس الخيمة، ليشيد مستشفى كبيراً (عاماً)، يقدم خدمات صحية ملحة لشرائح واسعة من أبناء الإمارة وعدد من الإمارات المجاورة، فيما شيد لاحقاً مسجداً داخل حرم المستشفى، وأتبعه ببناء مستشفى متكامل لعلاج المسنين، ويعرف ب(مستشفى عبيد الله لعلاج كبار السن وأمراض الشيخوخة) .
وتتوج مبادرة المحسن المواطن سلسلة المشاريع والمبادرات الخيرية والإنسانية، التي أطلقها رجل الأعمال الإماراتي خلال أكثر من عقد، في حين أطلق على مستشفى عبيد الله (العام) ونظيره المخصص لكبار السن اسم والد صاحب المبادرات في القطاع الصحي، رحمه الله، لتكون صدقة جارية عنه .
وأكد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية ازدياد أعداد مرضى الكلى في رأس الخيمة والدولة والمنطقة خلال السنوات الماضية، في ظل تصاعد أعداد المصابين بالأمراض المزمنة، في مقدمتها السكري والضغط، التي تسبب تأثيرات حادة في الكلى .
وقدم مدير طبية رأس الخيمة الشكر والتقدير للمحسن عبيد الله، صاحب المبادرة، باسم أهالي الإمارة والمنطقة الطبية، مؤكداً أن الوحدة الجديدة ستلعب دوراً حيوياً في علاج مرضى الكلى وراحتهم والتخفيف من معاناتهم، وتطوير الخدمات التخصصية المقدمة في هذا المجال .
وأعرب عن شكره وتقديره لوزارة الأشغال العامة، لتعاونها مع المنطقة، عبر هدم وإزالة المباني القديمة، الواقعة خلف مستشفى عبيد الله (العام)، ما أتاح المجال للشروع في تشييد وحدة الكلى الجديدة .
وتضم رأس الخيمة حوالي 1400 مريض بالكلى، من المسجلين لدى منطقة رأس الخيمة الطبية، منهم 140 مريضاً يخضعون لعمليات الغسيل الكلوي في مستشفى عبيد الله دورياً .
وبين د . النعيمي أن رأس الخيمة ستشهد نقلة تاريخية في الخدمات الطبية وتحولاً نوعياً في القطاع الصحي، بفضل مبادرات قيادة الدولة، إلى جانب مساهمة عدد من رجال الأعمال في تشييد المرافق والمنشآت الصحية، موضحاً أن ذلك يأتي في ظل قرب افتتاح مستشفى الشيخ خليفة التخصصي الضخم في رأس الخيمة، بكلفة فاقت المليار درهم، والعمل حالياً على استكمال مستشفى عبد الله بن عمران في الإمارة، الذي تقرر تخصيصة للولادة والأمراض النسائية، بالإضافة لإحلال مستشفى شعم، شمال الإمارة، الذي يخدم مناطق واسعة وممتدة، تضم كثافة سكانية مواطنة عالية، مع وحدة الكلى الجديدة الأكبر من نوعها في الدولة، ومشروع تطوير وتوسعة مستشفى صقر في رأس الخيمة، المستشفى الجراحي الرئيس في الإمارة، وعدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية في الإمارة، من التي شيدت مؤخراً أو خضعت للإحلال والصيانة .
وقال د. النعيمي: إن المشاريع الجديدة، التي حملتها مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جانب مبادرات عدد من رجال الأعمال من أبناء الوطن، لاسيما محمد عبيد الله وراشد عبيد الله عمران، تقود إلى تطوير غير مسبوق في الخدمات الصحية في إمارة رأس الخيمة، ما يخفف معاناة شرائح واسعة من المرضى من رأس الخيمة وإمارات الدولة المجاورة، ويقود إلى تطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والمراجعين، ويوفر على المرضى وذويهم مشقة وتكاليف التنقل إلى الإمارات الكبرى البعيدة، للحصول على الخدمات الصحية التخصصية والنوعية والدقيقة وغيرها، التي لم تكن متوفرة في رأس الخيمة وبعض الإمارات الأخرى المجاورة .
وأوضح أن المشاريع الصحية الجديدة، التي وصفها بالكبرى والنوعية، توفر منظومة متكاملة من الخدمات الصحية في الإمارة .
وأكد المهندس راشد العبدولي مالك مكتب الاستشارات الهندسية المشرف على المشروع، استلام المشروع فعلياً، ومباشرة المقاول العمل في الموقع، مشدداً على أن الوحدة ومواصفات البناء فيها ستكون وفق أحدث المعايير المطبقة في المنشآت الصحية، لضمان راحة المرضى، وتقديم أفضل الخدمات لهم .
أكد محمد عبيد الله صاحب المبادرة الخيرية والإنسانية، لـ”الخليج” أن “توفير العلاج للمرضى، بمختلف شرائحهم، مواطنين ومقيمين، عبر بناء المنشآت والمرافق الصحية، شرف لنا وواجب يقع على عاتق كل مقتدر، انطلاقاً من تعاليم وقيم ديننا السمحة، بجانب أهمية المساهمة في دعم جهود قيادة الدولة في توفير الخدمات العامة والبنى التحتية وبناء المرافق والمنشآت العامة، للتخفيف من الضغوط الواقعة على كاهل الدولة” .
وأضاف عبيد الله أن مبادرته تشكل أيضاً رداً لدين الوطن في أعناقنا وفضله الكبير علينا جميعاً
