تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الإكثار من الانفاق و التصدق في رمضان

الإكثار من الانفاق و التصدق في رمضان 2024.

  • بواسطة

الجود والإنفاق في رمضان

لفضيلة الشيخ :
فهد بن عبدالرحمن العيبان

إن الجود والإحسان والبر من خصائص هذا الشهر الكريم فهو شهر المسارعة إلى الخيرات والجود والكرم والإنفاق والبذل والمواساة وسد الحاجات. ولقد كان إمام الأئمة صلوات ربي وسلامه عليه أولَ السابقين إلى أبواب الجود والبر والإحسان بمعناها الشامل الذي لا يقتصر على بذل المال فقط. أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة".


إن هديه صلى الله عليه وسلم أكمل الهدي وأزكاه في كل شيء، يقول ابن القيم رحمه الله واصفاً هديه صلى الله عليه وسلم في الصدقة والإحسان واصفاً جوده وكرمه عليه الصلاة والسلام (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمَ الناس صدقة بما ملكت يده وكان لا يستكثر شيئاً أعطاه ولا يستقله، وكان عطاؤه عطاء من لا يخشى الفقر، وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير، يمينه كالريح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارة بطعامه وتارة بلباسه وكان ينوع في أصناف عطائه فتارة بالهبة وتارة بالصدقة وتارة بالهدية وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعاً، وكان يأمر بالصدقة ويحض عليها ويدعو إليها بفعله وقوله فإذا رآه البخيل والشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء…إلى أن قال – رحمه الله -: إذا فهمت ما تقدم من أخلاقه صلى الله عليه وسلم فينبغي على الأمة التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم في السخاء والكرم والجود والإكثارُ من ذلك في شهر رمضان لحاجة الناس فيه إلى البر والإحسان ولشرف الزمان ومضاعفة أجر العامل فيه) ا.هـ.

أيها الأخ الكريم :

إن الجود الذي وصف به نبينا صلى الله عليه وسلم في رمضان منازله كثيرة وأبوابه واسعة. وإن من أعظم أبواب الجود وبالأخص في رمضان لفضل الزمان أن يجود الإنسان على نفسه فنخلصها من تبعة هذا المال الذي بين يديه فيخرج زكاته الواجبة، فالزكاة قرينة الصلاة وهي ركن عظيم من أركان الإسلام تردد ذكرها في القرآن أكثر من مائة مرة لعظم شأنها وعلو مكانتها. وقد توعد الله مانعها بالعذاب الشديد يوم القيامة، يقول تعالى :
(وَالَّذِينَ يَكنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرهُم بِعَذَابٍ, أَلِيمٍ, يَومَ يُحمَى عَلَيهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكوَى بِهَا جِبَاهُهُم وَجُنُوبُهُم وَظُهُورُهُم هَذَا مَا كَنَزتُم لانفُسِكُم فَذُوقُوا مَا كُنتُم تَكنِزُونَ)
(التوبة: 34، 35).
خليجية

وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم :
"
ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى النار".

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

وإن على من يخرج الزكاة أن يخرجها طيبة بها نفسه حتى تكون طهرة له وتزكية لقلبه وطهرة لأمواله ونماءً لها (خُذ مِن أَموَالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكِّيهِم بِهَا)
(التوبة: من الآية103)


لمتابعة المقال الأصلي :
العنوان هنا

خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.