سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
حوار: محمد إبراهيم
كشف المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصري، عن أن الأجندة الوطنية المصرية، رصدت حوالي 7 .29 مليار جنيه، أي ما يعادل 6 .15 مليار درهم إماراتي تقريباً، لتنفيذ حزمة خطط عاجلة للإصلاح الاقتصادي والتحفيز التنموي في مصر خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن مصر قادرة على عبور تلك الأزمة، ولن تتوقف مسيرتها مهما كانت الأسباب .
وأكد في حوار حصري مع "الخليج"، أن مساندة الإمارات لمصر في أزمتها، يعد حضوراً وطنياً وعربياً، يسجله لها التاريخ ولقياداتها الرشيدة وشعبها الكبير، وباتت الإمارات "نموذجاً وطنياً" يترجم واقع التأزر العربي على الساحة العالمية، ورسالة للمجتمع العالمي تؤكد من خلالها أن التضامن العربي بين الأشقاء العرب له جذوره وأبعاده السامية التي لم تهتز أمام هواجس المتغيرات، ولن تتأثر بنضوج الأزمات، وهذا نص الحوار .
* "كان للإمارات موقف مشهود تجاه الأزمة في مصر، فما تعقيبكم على موقفها والمساندة العربية من بعض الدول الأشقاء؟
– موقف الإمارات موقف وطني يترجم واقع التأزر العربي على الساحة العالمية، ومساندتها لمصر في محنتها، دليل على عمق الترابط الأخوي بين البلدين، منذ عصر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الإمارات، الذي رسخ مفاهيم الترابط، وأسسها بفكره وإيمانه بأهمية تعميق علاقات التواصل والانتماء العربي والوطني، وحرص على تعميقها ودعمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة، ومصر وأبناؤها لم تنس مساندة الإمارات وموقفها الوطني الكبير، ورسالة شكر وعرفان دائما أحملها من الشعب المصري إلى الامارات قيادة وشعباً .
* ما أهم الاتفاقيات الإماراتية المصرية التي تخدم الخطط العاجلة والمستقبلية في النهوض بمصر في المرحلة المقبلة؟
– في الواقع، التعاون المشترك بين البلدين جذوره راسخة ممتدة لقطاعات شتى، ويضم مشروعات تنموية في مجالات "الخدمات والسلع والتطوير العقاري والبنية التحتية والطاقة والبتروكيماويات والمياه والتعليم والصحة والبيئة والنقل والإسكان"، مما يحقق الأثر السريع في الاقتصاد المصري وانتعاشه، واختيار المشروعات جاء وفق دراسة مستفيضة ومنظومة عمل حديثة متطورة لتحقق طفرة للاقتصاد المصري، يستفيد منها البلدان، والدعم والمساندة الإماراتية لمصر نابعة من عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين .
* "جذب الاستثمارات وإصلاح التوازنات المالية" محوران استراتيجيان في مسيرة تعافي الاقتصاد المصري، فما تعليقكم على الوضع الحالي لهما؟ وما أبرز خططكم المستقبلية لدعمهما؟
– جذب الاستثمارات وإصلاح التوازنات المالية ليس شأناً تنفرد به الحكومة وحدها، بل هو شأن جميع المواطنين، فينبغي أن تتضافر الجهود للنهوض بالاقتصاد الوطني، والاستقرار الاقتصادي يرتكز على الإصلاح كعنصر أساسي يحفز على الاستثمار، ولاسيما أن بعض الإصلاحات تحتاج لوقت كاف لتؤتي ثمارها، وهناك أعباء لعمليات الإصلاح ينبغي أن يتحملها الجميع باستثناء محدودي الدخل، استناداً إلى الروح الوطنية للمواطنين .
والتقييم للفترة الحالية، يتبلور في أنها مرحلة إعادة بناء الثقة للمستثمرين أو المواطنين أو المستهلكين والمؤسسات الحكومية، واستعادة الثقة تحتاج لخطوات ممنهجة من صناع القرار، ونحن بدأناها بالفعل، ومع تحقيق الاستقرار السياسي، فإن ذلك ينعكس ايجابياً على جميع القطاعات والنواحي الاجتماعية، وكذلك التقييم الشمولي في المرحلة المقبلة .
* "انتخابات الرئاسة المصرية" أبرز الموضوعات المطروحة التي تشغل الرأي العام العالمي، باعتبارها بلورة واقعية لمستقبل مصر في المرحلة المقبلة، فكيف ترى العملية الانتخابية ومدى ارتباط مساراتها بإرادة الشعب؟
– انتخابات الرئاسة في مصر تمثل الجزء الثاني من خارطة الطريق، الذي يبلور لحظات حاسمة في تاريخها الحديث، ويشكل فترة مخاض سيكشف في نهايتها عن رئيس مصر القادم، وليس للانتخابات سوى مسار ديمقراطي واحد يؤكد على إرادة الشعب، وحقه في اختيار من سيتربع على كرسي "قصر الاتحادية" في المرحلة المقبلة، والوعي الذي يتمتع به الشعب المصري الآن جعله الحكم الوحيد في العملية الانتخابية، وبات دافعاً يؤكد حقه في تحديد مصيره، فمصر ماضية نحو تكريس منظومة ديمقراطية، قوامها العدل والنزاهة والشفافية، راسخة الاسس وواضحة المعالم .
* وما تعقيبكم على ما يدور على ألسنة البعض بأن الانتخابات ماضية لتساند العسكر؟
– لا يوجد في المسيرة الانتخابية حالياً ما يطلق عليه العسكر، ولا يوجد تصنيفات أيديولوجية في مصر من ليبراليين أو عسكر، فهناك مرشحان وبرامج مطروحة أمام الجميع، فلا مجال للتشكيك أو الأقاويل التي تبعدنا عن واقع الأمور، فالحكومة تعمل في جو من الشفافية والنزاهة، بما يصب في مصلحة المواطن المصري، والانتخابات تركز في مضمونها على تعزيز إرادة الشعب في اختيار رئيسه المقبل، وانتخابات 26 و27 مايو/ أيار الحالي موعد حاسم، ستؤكد فيه مصر للعالم أنها تعمل وفق منظومة ديمقراطية ممنهجة، أهم مرتكزاتها إرادة الشعب .
* الجانب الأمني يلعب دوراً مهماً في تحقيق الاستقرار والأمان والاطمئنان للمواطنين خلال العملية الانتخابية، فماذا اتخذتم من تدابير وإجراءات لتأمين هذا الجانب خلال الانتخابات الرئاسية؟
– هناك العديد من التدابير والإجراءات التي تنبثق من خطط أمنية مدروسة، جاء بعضها مشتركاً بين الجهات المعنية المتمثلة في القوات المسلحة ووزارة الداخلية لتأمين المراكز الانتخابية كافة في شتى المحافظات والمدن المصرية، ومواجهة أي تجاوزات أو اعتداءات على حرمة الانتخابات، ووفرت وزارة العدل 14 ألف قاض للإشراف على 325 لجنة انتخابية عامة، بخلاف اللجان الفرعية التي بلغ عددها 14 ألف لجنة .
* من وجهة نظركم كيف ترى الاستقرار الأمني في الشارع المصري، وكم بلغت نسبته بين المواطنين؟
– الاستقرار الأمني بات أمراً واضحاً للجميع، وتستطيع أن تتلمسه حالياً في الشارع المصري، فخلال الفترة القليلة السابقة ارتفعت نسبته بين المواطنين، وإحصاءات رصد الاستقرار الميداني دائماً متغيرة وفقاً لتطورات الأحداث، ولكن في كل الأحوال نؤكد أن المواطنين يتمتعون باستقرار أمني كبير وجهود الجهات المعنية لم تتوقف برهة، لحماية الأرواح والمنشآت .
* الأوضاع في مصر تبدو مقلقة بعض الشيء، نظراً للتحديات الكبيرة التي تشهدها مسيرة الإصلاح وتحقيق الاستقرار في البلاد، فكيف ترى تلك الأوضاع؟
– الأوضاع الحالية في مصر عواصف متتالية قد تكون شديدة ومؤثرة، ولكن الجذور عميقة ومتينة، وستتجاوز مصر تلك العواصف وستنهض مجدداً، بفضل إرادة الله، وموقف شعبها الواعد، ووعي قياداتها الوطنية التي نجحت في رفد الشعب بثقافة الاختيار الذي يعزز هويته ويحقق طموحاته، والحكومة تعمل حاليا على أكثر من مخرج لهذه الأزمة، وستتمكن من الخروج من هذه الأزمة بالاستقرار الأمني، ويليه الاستقرار الاجتماعي، وتركيز المساعدات على الطبقات الفقيرة والمتوسطة .
* على الرغم من صعوبة المرحلة وتحدياتها، نعتقد أن هناك حلولا عاجلة للتنمية والخروج من المأزق، فهل لنا أن نتعرف إلى أبرز الخطط العاجلة التي اشتملت عليها الأجندة الوطنية المصرية في المرحلة القادمة؟
– بكل تأكيد . . هناك حزمة خطط عاجلة للإصلاح الاقتصادي والتحفيز العاجل في المرحلة المقبلة، لتعزز مسيرة التنمية والنهوض، وبلغت قيمة تلك الخطط حوالي 7 .29 مليار جنيه، خصص بعضها لتنفيذ عدد من المشاريع، وبعضها موجه للمساعدات العاجلة، وركزت تلك الخطط على تنشيط الاقتصاد المصري، وحل العديد من الإشكاليات الاجتماعية التي تخص شريحة كبيرة من الشعب، منها زيادة قيمة المعاش للضمان الاجتماعي، ودعم مسيرة التعليم بكافة عناصره، وتشيد المدارس، والتعليم الجامعي من خلال إقامة المدن الجامعية، ومحاكاة محدودي الدخل حيث تم تخصيص العديد من المبادرات لخدمتهم .
لعب الشباب دوراً بارزاً في ثورتي يناير ويونيو، وعكس ذلك قدراتهم على المشاركة في الحياة السياسية، وإدراكهم لمفاهيم البناء والتشييد والانتماء للوطن، فكيف سيكون نصيبهم من الحقائب الوزارية في حكومة مصر القادمة؟
للشباب بالفعل نصيب في الحقائب الوزارية المصرية، وبلغت نسبتهم حوالي 50%، فعلى سبيل المثال لا الحصر منهم الدكتور أشرف العربي وزير التخطيط، وهاني قدري وزير المالية، ود . خالد حفني وزير التموين، ود . محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ولا يوجد لدينا صراع بين الأجيال، بل نؤكد حالة التواصل بين تلك الأجيال، ولا مانع في توظيف طاقة الشباب في مراكز قريبة من الوزراء ليتم تأهيلهم وفق أسس عملية صحيحة تستطيع الدولة الاستفادة منها في المستقبل، والقيادات المصرية تركز في المرحلة القادمة على الاستناد إلى كوادر شبابية فاعلة من أبنائها، وتخصيص حقائب وزارية لهم، فالشباب قادة المستقبل ولا سبيل لتنحيتهم عن المشهد المصري .
* "الإعلام" أحد أهم العوامل الفاعلة في بناء السياسات والقرارات في جميع دول العالم، فكيف ترى أهمية دوره في المرحلة المقبلة في ظل الأزمة المصرية؟
– في رأيي، الإعلام ركيزة أساسية في بناء الدولة، وبات يعتبر من مقومات ورموز السيادة الوطنية، وهذا ما يؤكد دوره الفاعل كمنظومة متكاملة في المرحلة المقبلة، ومسؤوليته في توعية وتثقيف وترسيخ الثوابت الوطنية لدى المواطن، وللإعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام، وبصفة خاصة تجاه القضايا المعنية بالأمن الوطني، ومدى ارتباطها بالأوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والحربية، بمعنى أنه يرتبط بقوى الدولة الشاملة، ونتطلع إلى دور أكثر فاعلية ومسؤولية للإعلام، في تهيئة الجمهور للمرحلة الجديدة، بما يسهم في إيقاظ الوعي العربي .
* ولكن ما تعليقك على بعض وسائل الإعلام المضللة وكيفية التصدي لها في المرحلة المقبلة؟
– أقوى الخطط المدروسة والممنهجة للتصدي لتلك الوسائل المضللة، تتبلور في واعي المواطن ذاته، والمتابع الجيد لآراء المواطنين يجد أن الإعلام المضلل، لم يعد مؤثراً بقوة، ويستطيع المواطن بحسه الوطني أن يتأكد من مصداقية ما يتم نشره، فمهمة الإعلام المضلل أصبحت صعبة، وآثاره وقتية لم تهدم مجتمعات ولن تطيح بنظم، ومن هنا نؤكد أهمية دور الإعلام الوطني في التصدي لتلك النوعيات والتجاوزات المضللة، وكشف الحقائق حيث إن الإعلام لم يعد ترفا أو شيئاً كمالياً، بل أصبح واقعاً وضرورة لا يمكن للناس أن تستغني عنه، ولكي يسهم في بناء وحماية العقول ينبغي أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة .
إبراهيم محلب في سطور
يعتبر المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المصري الحالي، رئيس الوزراء السادس منذ ثورة 25 يناير، بعد أحمد شفيق، وعصام شرف، وكمال الجنزوري، وهشام قنديل، وحازم الببلاوي"، والثاني بعد 30 يونيو خلفاً للدكتور الببلاوي .
وتقلد محلب العديد من المناصب التنفيذية كان آخرها وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في يوليو 2024 .
والرئيس التنفيذي لشركة أبناء عبد الله عبد المحسن الخضري – السعودية (9-2012 – 7-2013) رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب . .وقبلها عضو مجلس ادارة بنك قناة السويس، وعضو مجلس إدارة شركة النصر للمسبوكات .
وتولى مسؤولية مؤسسات ومراكز أبحاث وجمعيات علمية فى مجال الإنشاءات، حيث شغل منصب عضو مجلس ادارة مركز البحوث ودراسات الهندسة المدنية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وعضو مجلس ادارة مركز بحوث الاسكان والبناء .
وشغل منصب عضو مجلس أمناء الجامعة الفرنسية، وعضو مجلس أمناء أكاديمية الهندسة والإنتاج الإعلامي، وكان رئيس مجلس الأعمال المصري الجزائري والرئيس الشرفي لجمعية المهندسين الناطقين باللغة الفرنسية في مصر، وعضو مجلس المحافظين بالمجلس العربي للمياه، ورئيس الجانب المصري- مجلس الأعمال المصري السعودي، وعضو مجلس حكماء منظمة الصداقة والتواصل بين مصر ودول حوض النيل .
وشغل منصب رئيس مجلس إدارة نادي "المقاولون العرب" الرياضي، ورئيس الاتحاد الإفريقي لمنظمات مقاولي التشييد والبناء، ونائب رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، ورئيس مجلس إدارة صندوق التأمين الخاص بالعاملين بشركة المقاولون العرب .
وتدرج محلب وظيفيا بشركة المقاولون العرب حتي وصل إلى منصب رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب عام 2001 .
كواليس مجلس الوزراء
قال رئيس الوزراء المصري، إن كواليس مجلس الوزراء تخفي وراءها الكثير من الحوارات والنقاشات التي قد تحمل العديد من وجهات النظر المختلفة، إلا أن شعاره يتبلور في "الديمقراطية في الحوار والاتفاق في القرار"، وقد تتعلق تلك المناقشات بأمور ومشكلات غاية في الاهمية، وتخص شريحة كبيرة من المجتمع المصري، لاسيما المواطن البسيط، ودائما كان يؤكد القرار مصلحة الشعب المصري، كأحد اهم الثمار التي من حقه أن يجنيها في ظل ديمقراطية القيادات .
"سعادة القيادة" وإسعاد المواطن
أكد رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب، خلال حواره مع "الخليج"، أن سعادته تكمن في توفير سبل إسعاد المواطن المصري، وسرد موقفاً خلال زيارته لمحافظة أسوان مؤخرا، التي استهلها بتقديم واجب العزاء في وفاة أحد المواطنين هناك، حيث بلغه الأمر فور وصوله المطار، موضحاً أن مسؤولية الوزير أو المسؤول لا تقتصر على أعماله في وزارته، بل إن مشاركة المواطن البسيط أموره الحياتية، أكبر المسؤوليات التي تقع على عاتق كل قيادي يتولى أي منصب في الدولة، ومشاركة القيادات للمواطن، والوقوف بجانبه خلال الأزمات لا يقل أهمية عن ممارسات العمل الوطني .[/SIZE]
– See more at: http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/pa….GoE28Ry8.dpuf