السبت 21 يوليو 2024
رَوَى عدد من سكان العاصمة السورية دمشق حجم الدمار والخراب الذي تتعرض له المدينة على أيدي قوات الأسد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها من منطقة المصنع اللبنانية الحدودية: إن الأُسَر التي تمكنت من الهروب من سوريا واللجوء إلى لبنان وصفت الوضع في المناطق التي هربت منها بأنه: جحيم من المباني المشتعلة، وسيارات مدمرة، وشوارع مملوءة بالحواجز والحطام الناتج عن الانفجارات والقصف العشوائي.
وقالت الأمم المتحدة: إن معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان قد شهد عبور 18 ألف لاجئ سوري في اليومين الماضيين، وقالت سارة السورية ذات التسعة عشر ربيعًا مخاطبة مراسل الصحيفة: "أنتم لا تعلمون ما الذي يحدث هناك (في سوريا).. الناس مرعوبون.. الجميع غادَر.. لم يبق أحد في المبنى الذي نسكن فيه".
وكانت مليشيات الأسد قد شنَّت حملة عسكرية عنيفة على منطقة الميدان ومناطق أخرى في العاصمة السورية دمشق، في مسعى للقضاء على مقاتلي المعارضة المسلحة.
وقالت الصحيفة: إن القتال في دمشق قد خلَّف دمارًا كبيرًا في أرجاء كثيرة منها، ونتج عن ذلك حركة نزوح شاملة للمواطنين السوريين, وفقًا للجزيرة نت.
وأكدت الصحيفة أن ما أفاد به النازحون من العاصمة أن القتال وصل إلى أحياء دمشقية لم تطلق بها طلقة واحدة منذ اندلاع الثورة السورية، كما أفادوا بوجود انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي حتى في أرقى أحياء العاصمة، بالإضافة إلى شح الوقود بكافة أشكاله.
وتنقل الصحيفة عن مواطن سوري عمره 30 عامًا ويعمل مهندسًا ميكانيكيًّا قوله: "نشعر بأن الحكومة تفقد سيطرتها شيئًا فشيئًا.. وبعد الاغتيالات (تفجير مبنى الأمن القومي الأربعاء الماضي) حتى الناس الذين كانوا مقتنعين بأن النظام سيصمد، أصبحوا يتحدثون عن انهياره".
ومن جهة أخرى، قال محمد الجزائري الذي وصفته الصحيفة بأنه مهندس شاب: "أعتقد أن الحرب الأهلية قادمة.. يمكن الشعور بها ورؤيتها.. إن 80% من المشكلة هي في الحقيقة طائفية و20% فقط يتعلق بالفساد.. سوف يدمرون البلاد، وسيستغرق بناؤه من جديد عشرين عامًا أخرى".
وكانت مصادر قيادية في "الجيش السوري الحر" قد أفادت بأنه لا صحة لما أثير حول انسحاب "الجيش الحر" من دمشق.
وقالت المصادر وفق "الشرق الأوسط": "بعد تعزيز وجودنا في أحياء عدة كما في حي الميدان، نقوم بانسحاب جزئي وهذا هو التكتيك الذي نتبعه في الجيش الحر".
وشددت المصادر على أنه "ليس من الحكمة أن نواجه الطائرة والمدفعية بالبندقية، ونتفادى قدر المستطاع هذه الوضعية".
وأضافت: "إننا نخوض معركة استنزاف ونقاتل متبعين أسلوب العصابات القائم على الكر والفر".
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وكانت تقارير صحافية بريطانية قد قالت: إن "الجيش السوري الحر" المناهض لنظام بشار الأسد شكَّل وحدة خاصة من الجنود المنشقين المدربين لتأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.
ونقلت صحيفة "تليجراف" عن الجنرال السوري عدنان سيلو الذي عمل في إدارة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية قوله: "لدينا مجموعة خاصة للتعامل مع الأسلحة الكيماوية، ويتم تدريبها لتأمين المواقع".
والجنرال عدنان سيلو – أعلى رتبة في جيش نظام بشار الأسد – انشق إلى الآن، وانضم إلى الجيش الحر.
وحتى عام 2024، كان الجنرال "سيلو" مكلفًا مهمة صياغة خطط الاستجابة للطوارئ. وعمل سابقًا في دمشق واللاذقية، ودرب الآلاف من الجنود على كيفية تأمين ما يعتقد محللون أنه أكبر مخازن للأسلحة الكيميائية في المنطقة العربية، ويتألف أساسًا من السارين وغاز الخردل والسيانيد.
وكشف الجنرال سيلو أن هناك مخزنين رئيسين: مستودع 417 في شرق دمشق، ومخزن 419 في منطقة حمص.
وأضاف: "وكان لدينا 1500 من الجنود واثنان أو ثلاثة من الجنرالات المتمركزين في كل موقع".
ومع تراجع قبضة النظام السوري الحديدية، أصبحت مسألة كيفية الحفاظ على أمن هذه المواقع مصدر قلق للسوريين والحكومات الأجنبية على حد سواء.