سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
قال اللواء الشيخ طالب بن صقر القاسمي مدير عام شرطة رأس الخيمة في حوار شامل مع «البيان» إن الجريمة المنظمة أصبحت هي التحدي الأكبر الذي تواجهه دول العالم كافة لما لها من أضرار بالغة على المجتمعات والمنجزات والثروات، لافتاً إلى أن تطور أساليب الجريمة يحتاج إلى اليقظة المستمرة من قبل الأجهزة الأمنية.
وأكد مدير عام شرطة رأس الخيمة في حوار مع «البيان» على أن الإمارات ستظل واحة الأمن والأمان بقيادتها وشعبها وحكومتها وبشهادة المجتمع الدولي، وتاليا الحوار:
* الإمارات بلد الأمن والأمان ماذا تعني لكم هذه المقولة؟
هذه المقولة لم تأت من فراغ وهي تتماشى تماما مع المكانة السامقة التي وصلت إليها الدولة عالميا في كافة المجالات ومن ضمنها الأمن، وهذا يدعونا في البداية أن نتذكر السيرة العطرة لباني دولتنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام الذين حرصوا منذ اللحظة الأولى على غرس بذور الحب بين أفراد المجتمع الذين يتميزون بطبيعة هادئة وسمحة تحمل بين طياتها الخير والحب للجميع. واليوم نحن نجني ثمار هذا النهج على يد قائد مسيرتنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهما الحكام بهذا الأمن الذي تنعم به البلاد في كل شبر منها بشهادة المجتمع الدولي، والحفاظ على هذه المكانة لا شك يحتاج المزيد من العمل المتواصل والدؤوب والتوجيهات والتدريب والتعلم وتبني أحدث الأنظمة والوسائل الأمنية المتعارف عليها عالميا والتي تتطور بشكل مذهل وسريع، وهذا ما يؤكد عليه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي يوجه بشكل دائم ومستمر بضرورة رفع كفاءة رجل الأمن.
*تحاول الدول والحكومات محاربة الجريمة المنظمة بشتى السبل كيف تقيمون خطورة هذه الجرائم؟ وطرق مواجهتها؟
الجرائم المنظمة تؤثر بشكل كبير على المجتمعات وعلى الأفراد لما لها من خطورة بالغة في تآكل بنية المجتمع وما يصاحبه من هدم حقيقي لثرواته البشرية والحضارية فتكبح فتعرقل التطور وتكبح النمو والتقدم لهذه الأسباب جاء استحداث قسم مكافحة الجريمة المنظمة والذي سيعنى أفراده بجمع المعلومات عن الأنشطة الإجرامية المختلفة في الإمارة ورصد المشبوهين والعمل على مكافحة أي نوع من الجرائم المنظمة بكل دقة وجودة.
وسيناط بهم مهمة مراقبة المواقع الإلكترونية بما فيها المنتديات وغيرها للتأكد من عدم وجود مخربين يدعون إلى ارتكاب الجرائم أو يعملون على الإساءة للجهات والمؤسسات الأخرى أو لشخصيات كبيرة بارزة في المجتمع، ويخضع أفراد البحث الجنائي لتدريبات مستمرة ومتواصلة أدت إلى سيطرتهم الفعلية على الجريمة، ومثل كافة الأجهزة الشرطية على مستوى الدولة فإن شرطة رأس الخيمة تقوم بواجبها نحو مكافحة الجريمة المنظمة.
*هل هناك تعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية على مستوى الدولة لمحاربة هذه الجرائم؟
بالتأكيد التعاون ضرورة ملحة ومما لاشك فيه أن أمامنا تحدياتٍ كبيرة، وأن مفتاح الوصول إلى التميز والتطور في أداء المهام الموكلة إلينا، وبلوغنا أعلى المستويات بها، سوف يكمن في قدرتنا على التكاتف والتعاون المستمر والدؤوب بين كافة الجهات الحكومية منها والمحلية على مستوى الدولة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية المرجوة والمتمثلة في الحفاظ على أمن المجتمع وسلامة أفراده والتصدي لأي أعمال تخريبية تعمل على إغراقه وتراجع مستوى أمنه واستقراره وإفراغه من عاداته وتقاليده التي طالما عُرف بها.
وقد سعت وزارة الداخلية بكافة أجهزتها الشرطية المنتشرة في الدولة على التأكيد على أهمية رفع كفاءة أعضائها لما فيه مصلحة تطور العمل الأمني باستخدام أحدث وأفضل الأساليب والأجهزة التي توصل إليها العالم وذلك للحفاظ على النجاحات والإنجازات التي تحققت على ارض الواقع، وشرعت تلك الأجهزة على تنظيم وإعداد العديد من الحملات التوعوية متنوعة المضمون، والمشاركة في كافة الفعاليات والأنشطة المجتمعية.
ما هي أكثر القضايا الأمنية إلحاحا في الوقت الراهن؟
الجرائم الإلكترونية هي الأكثر القضايا إلحاحا في الوقت الحاضر نتيجة التطور التكنولوجي وتوسع شبكات الاتصال واستخدام الخارجين على القانون لهذه الوسيلة في تنفيذ أعمالهم، وبالتأكيد جرائم غسيل الأموال والنصب الالكتروني وسرقة بطاقات الائتمان وجرائم التزوير، والجريمة أصبحت تأخذ طابع العالمية، ومؤخراً القينا القبض على عصابة تزوير بطاقات ائتمانية نجحت في سرقة أموال من حسابات أفرع بنوك محلية وبنوك عالمية.
*من الجرائم الحديثة قضايا الاتجار بالبشر كيف تواجهون هذه الظاهرة؟
الاتجار بالبشر يعد انتهاكاً صريحاً وواضحاً لحقوق الإنسان واستغلالاً لأرواح بريئة، والإمارات من أولى الدول التي حاربت هذه الظاهرة، حيث شكلت اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر لكونها قضية (الساحة الدولية) كما يُقال عنها، والآن تقوم هذه اللجنة بدراسة هذه الظاهرة بشكل موسع ووضع إستراتيجية لعمليات المكافحة منها توزيع الكتيبات والمنشورات التوعوية في المطارات وغيرها وقد نتجت هذه الجريمة بسبب التغاضي والخضوع والخوف من الطرف الآخر.
*النصب الالكتروني أصبح من الجرائم الغامضة والمعقدة، كيف تقيمون حجم هذه الجرائم في الإمارة حاليا؟
قضايا النصب الإلكتروني تعد من أخطر الجرائم التي تعاني منها معظم الدول وتسعى جاهدة للسيطرة عليها، لأنها من الناحية الأمنية تضعك أمام متهم غير مرئي وغير محدد وهي وليدة عصر التطور الذي نعيشه، وعلى سبيل المثال اللصوص قديما كانوا يتكبدون المشقة والعناء للوصول إلى أهدافهم التي كانت تحتاج لوقت طويل للتنفيذ، لكن الجريمة للأسف تطورت كما أسلفنا واستفادت أيضا من التطور والطفرة التكنولوجية كما تغيرت نوعية الجرام ووسائل تنفيذها، فاللص يستطيع أن يسرق الأموال ويحول الأرصدة ويسطو على البنوك وهو جالس في منزله.
ورجل الأمن الآن أصبح أمام عقلية جانٍ محترف له قدرة كبيرة واحترافية على التعامل مع التكنولوجيا، ولا شك أن ثورة الإنترنت هي التي فتحت المجال أمام هؤلاء القراصنة للسطو والتخريب بالإضافة إلى الابتزاز والتدمير المتعمد للمواقع والبرامج والأنظمة لمختلف المؤسسات والهيئات الحكومية، ونحن نعمل بكل طاقتنا حسب توجيهات سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لاستئصال مثل هذه الجرائم.
*كيف تقيمون أداء مختلف وحدات شرطة رأس الخيمة؟
لقد حققت الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة قفزات نوعية هائلة خلال الأعوام الأخيرة ومازالت تواصل التقدم والتطور، فقد أولى صاحب السمو الوالد الشيخ صقر بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وسمو ولي العهد ونائب الحاكم، اهتماماً بمنتسبي الشرطة وكذلك بتطور أجهزتها ومعداتها لتواكب المستجدات، وأسهم هذا الاهتمام في تقدم الخدمات الأمنية لشرطة رأس الخيمة بكافة إداراتها وأقسامها وأفرعها وقد أدخل إليها العديد من المعدات والخدمات المتطورة لمواكبة عصر التكنولوجيا.
*أعلنتم عن العديد من الخطط خلال الفترة الماضية لرفع كفاءة العناصر البشرية بالشرطة إلى أين وصلت هذه الخطط؟
تحرص الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة على تأهيل منتسبي الجهاز الأمني من خلال تدريب رجال الشرطة تدريباً أساسياً لرفع كفاءتهم بإكسابهم المهارات الخاصة للعمل ضماناً للاستخدام الأمثل للموارد، بالإضافة إلى تأهيل وتدريب منتسبي الجهاز الشرطي علمياً وعملياً، ونولي كل الاهتمام والرعاية اللازمة والتحفيز المستمر لمن يمتلك الرغبة في استكمال دراساته العليا.
*جرائم الأحداث لها خطورتها على المجتمع كيف تتعاملون مع هذه الجرائم؟
التفكك الأسري من أهم الأسباب التي تدفع الحدث لارتكاب الجريمة، لغياب القدوة والتوجيه، ونحن بدورنا نعمل على توعية أولياء الأمور من النواحي الاجتماعية والإنسانية وغيرها من القضايا حسب البرنامج الذي يعد حالياً، والذي نهدف من ورائه ليس منع الحدث من ارتكاب الجرائم فقط بل الحفاظ عليه وتقويم سلوكه ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع.
*ما استراتيجيتكم لاستقطاب العناصر المواطنة للعمل بالشرطة؟
تحرص الإدارة العامة على توفير العديد من المنافذ الوظيفية داخلها، وباعتبار الإدارة العامة جزءاً لا يتجزأ من النسيج المجتمعي في حرصها على إبقاء المجتمع آمناً خالياً من الجرائم التي قد تتسبب في وقوعها البطالة، وقد حرصت الإدارة العامة على توفير الوظائف لكافة الشباب المواطنين.
*هل لديكم خطط للربط الكترونياً مع الإمارات الأخرى؟
يتم العمل على ربط الأنظمة بين وزارة الداخلية والإمارات الأخرى بحيث يتم تبادل القضايا ومعلوماتها آلياً من خلال أنظمة وبرامج أعلى مستوى من الأنظمة الأخرى، كما يوجد ربط نظام المرور الاتحادي على مستوى الدولة.
*بصفتكم مدير عام شرطة رأس الخيمة، كيف تتواصلون شخصياً مع الجمهور؟ وهل لديكم خطط لتعزيز رضا العملاء؟
نحن نطبق سياسة بابنا مفتوح لكل طارق عليه لنعالج كافة الشكاوى والمشاكل، كما أن باب مجلسي مفتوح للجميع للمناقشة في كافة الأمور، كما أن موقعي الالكتروني كما أسلفت سابقاً قائم ومفتوح لتلقي كافة الاستفسارات والشكاوى والعمل على حلها بالطرق المُثلى ولن يخرج أحدهم إلا راضياً مرضياً وسيصل الحق لأصحابه. بالإضافة إلى موقع خاص بي وهو على العنوان التالي www.Sheikhtaleb.ae حيث يمكن للجميع التواصل معي بشكل دائم ومستمر.
*هل التحديات الأمنية زادت بالنسبة لدول الخليج مؤخراً وهل هناك تعاون مشترك في هذا الجانب؟
بلا شك سعت وزارة الداخلية تحت توجيهات سيدي الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى تعميق العلاقات بين كافة الدول الأخرى وفق رؤية واحدة ويدٍ واحدة هدفها إحكام السيطرة على أمن المجتمع والمحافظة عليه وأفراده في بيئة أمنية خالية من أي شوائب.
وذلك لن يتحقق إلا من خلال الجهود المبذولة والتي مازالت تُبذل من جانب الوزارة لينسلخ عهداً متجدداً من الأمن والأمان، ونؤكد على وجود هذا التعاون المُطلق بين الأجهزة الأمنية لتطبيق الخطط على أرض الواقع بهدف خدمته وأفراده، حتى باتت تلك الأجهزة الأمينة يُشار إليها بالبنان وباتوا سواعد يعتمد عليهم وأصبحوا أكثر إصراراً وتفاؤلاً في إطلاق إخلاصهم ووفائهم للوطن إلى حقلِ الدقة والإتقان الرحب في هذا المجال.