عبـدالله محمد السبب
* دار الخليـج
لكن، يبدو أن هنالك من هو حاضر بقوة في ساحة العيد لينافس الأطفال في عيديتهم البريئة من كل دنس وتدليس ونفاق و . . . و . . . فهنالك، في تلك الساحات المباركات لمصليات العيد والجوامع، يقف من يتربص بالمرصاد للمسلمين الذين جاؤوا لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خُطبتي العيد . . جاؤوا بلحاهم وشواربهم، وجئن بعباءاتهن وجلابيبهن طلباً للعيدية التي هي حق مشروع للأطفال المسلمين . . مهما كان جنسهم، ومهما كانت جنسياتهم، ومهما كان المستوى المادي لأسرهم، فالأطفال هم الأطفال، والعيدية حقهم المشروع لبراءتهم التي يخدشها أولئك المتسولون في مصليات العيد وفي أماكن أخرى يستمتعون بها بعيدهم وبفرحتهم التي لا يضاهيها فرح .
ومن ذلك أيضاً، وفي تلك اللحظات السعيدة التي يستثمرها الأطفال بمرورهم على البيوت للظفر بعيدياتهم، نجد مجموعة أخرى من الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون السير دون أن يأخذ بأيديهم إخوتهم أو أقاربهم . . ففي تلك الأثناء نجدهم وقد أخذوا بالمرور على المنازل بمعية الخادمات، مسلمات كنّ أم غير مسلمات . . فصار الأهالي يدفعون بعيديتهم للصغار الذين لم يكونوا في السابق يخطون شبراً واحداً من بيوتهم بسبب صغر سنهم الذي لا يسمح لهم بالخروج، وللخادمات، التي هي أشبه ما تكون بأجرة تدفع لهم نظير حراستهم ورعايتهم ومرافقتهم لأولئك الصغار الأبرياء .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
إذن، ونحن نتعقب تلك الممارسات المشينة بحق الأطفال، وبحق فرحهم، وبحق مناسباتهم السعيدة في كل زمان ومكان . . ننتظر وعياً من الناس الذين جاؤوا لأداء صلاة العيد، وألا يستسلموا لحيل وألاعيب المتسولين . . كما نتمنى من الأهالي عدم الدفع بأطفالهم للحصول على عيدياتهم عبر خادمات المنازل وسائقي سياراتهم الخاصة .
ونتمنى من جهات الأمن والسلك الشرطي تشديد الحصار على أولئك المتسولين عند مصليات وجوامع العيد وفي كل الأماكن المريبة أو التي تخدش بها براءة الأطفال وأوقات سعادتهم .
وعيدكم مبارك، وعيدية الأطفال مباركة .