الخليج
سوق العمل “الحلم” الذي يسعى الشباب لتحقيقه على مدى سنوات تعلم طويله، رافعاً كل منهم الشعار الذي يناسبه، فبين من يرى أن العمل طموح وتحقيق للذات وآخر يراه خدمة وتفانياً للوطن، وآخرون يرونه تحقيقاً لحلم والدين لطالما انتظراه، تختلف الشعارات، وفي النهاية سوق العمل هو المحطة الأهم في حياة كل شاب .
نجد ومنذ سنوات معارض التوظيف تقام في كل عام على امتداد مدن وإمارات الدولة، تتسابق فيها المؤسسات العامة والخاصة إلى عرض ما لديها من شواغر، علّها تكون محطة لأي من خريجي الجامعات .
وعلى الصعيد الآخر نسمع كثيراً تلك الشكوى القديمة المتجددة في كل عام عن وجود خريجين جدد وشح في الوظائف، مع التركيز على أهمية أن يشارك القطاع الخاص في استقطاب المواطنين .
وتظل الشكوى تتردد في دولة أقل ما يقال عنها إنها البيئة الأنشط والأمثل للوظائف، لا سيما أنها تعيش فترة بناء ونمو غير مسبوقة عالمياً، ولذلك يظل ملف الوظائف محيراً للكثيرين .
لقد تم توفير أكثر من 20 ألف فرصة عمل، من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع 25 جهة من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات القطاع الخاص، وتم توظيف 1186 مواطناً من المسجلين في قاعدة بيانات مجلس أبوظبي للتوطين وهيئة تنمية في الشواغر الخاصة بعام 2024م ويديره أبوظبي للتوطين . إضافة إلى مشروع صندوق الشيخ خليفة لدعم وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
سلطان أحمد الحوسني 23سنة خريج جامعة الإمارات العربية المتحدة، تخصص هندسة زراعية يقول: إن مفهوم العمل لديّ هو فعل ما أحب عمله والتفاني فيه لأخدم وطني ومن ثم نفسي، وأن ما يجعل الشاب ينفر عن التوظيف هو طبيعة بيئة العمل التي لا تتناسب مع طموحه، فيدرس تخصصاً معيناً ليتوظف في مجال غير تخصصه .
من جهته تحدث مايد النقبي (20 سنة) قائلا: لست بحاجة لأن أجهد نفسي بالعمل طالما عائلتي توفر لي المال الذي أحتاج إليه والحياة المستقرة . فالوظيفة ما هي إلا وسيلة لتحقيق الرفاهية والحصول على الأموال .
في حين يرى يوسف عبدالله الياسي 28 سنة، أن الوظيفة ما هي إلا تجربة يخوضها متى أراد، ولا يرغب في البقاء في جدول من الالتزامات والمسؤوليات، فهو ليس مستعدا للعمل تحت ظروف وشروط الآخرين، كما يريد أن يؤسس مشروعاً خاصاً به، هو من يتحكم ببدئه وهو من يوقفه دون أن يوجهه أحد .
واختلف سيف يوسف الشحي 24 سنة مع الياسي، حيث أكد أن العمل وسيلة لتأمين المستقبل وكسب الرزق، فقد حاول تقديم طلب التوظيف في بعض المؤسسات ولكن إعاقته الحركية وظروفه الصحية إلى جانب قصر قامته جعلته خارج معايير وشروط القبول في العمل، فأصبح يشعر بالخجل من الذهاب والسعي للبحث عن وظيفة . ففضل أن يبقى عاطلا حافظا ماء وجهه من التعليقات والإحراج .
من جهته ذكر الدكتور سيف المحروقي أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات، أن العمل هو مجال لابد من الالتزام فيه، فطالما قبلنا به علينا بقبول الشروط والمعايير التي يتم وضعها مالم تكن ضمن مجال الشغل .
ومن الطبيعي أن يختلف الناس في مسألة الرواتب والأجور المستحقة للعامل . فقد خلقنا بدرجات متفاوتة، كلنا يحاول أن يثبت نفسه بقدراته ومهاراته في سبيل الوصول لطموحاته .
الدكتور أحمد عفيفي أستاذ في قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات العربية المتحدة يقول: إن التواكل على الآخرين وحياة الرفاه التي يعيشها بعض الشباب أحد اسباب عزوفهم عن العمل، فإن كان هدف الشاب البحث عن الاستقرار والأموال، فبمجرد توافر هذين العاملين من الأسرة بديهي أنه لن يجهد نفسه في البحث عن وظيفة .
يشير ناصر ثاني الهاملي وكيل وزارة شؤون الرئاسة إلى أن مسألة التوظيف لا تقتصر على قرار واحد، وإنما تقع على عاتق المواطن نفسه والقطاعين الحكومي والخاص، فعملية استقطاب الشباب وتشغيلهم في القطاع الخاص مسألة وطنية .
الدولة اليوم وفي ظل القيادة الرشيدة وفرت كل سبل الراحة والتسهيلات المختلفة في مجالات الحياة، وعلى المواطن أن يسعى إلى الارتقاء بنفسه وتطوير ذاته بعيداً عن الاتكالية .