هواة السرعة في اجتماع مع الشرطة: نريد كيلومترين فقط في دبي
الامارات اليوم – محمد فودة ـــ دبي
عقد مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون العمليات، اللواء محمد سيف الزفين، أول اجتماع من نوعه مع شباب مواطنين من هواة السرعة والاستعراض، ومجموعة من أصحاب الورش الميكانيكية (الكراجات)، المتخصصة في تزويد المركبات، لبحث سبل الحد من ممارسات الفوضى والتسابق في الطرق العامة. وقال المشاركون من هواة السرعة «لم نجد من يسمعنا سابقاً، رغم أن الآلاف يهوون التزويد والاستعراض بالسيارات، وكل ما نطلبه مساحة كيلومترين في منطقة بعيدة وغير مأهولة، نجهزها بأنفسنا ونمارس فيها هواياتنا تحت رقابة الشرطة والجهات المختصة».
فيما ذكر الزفين أن شرطة دبي حرصت على التواصل مع الشباب للاستماع إلى وجهات نظرهم، وستعرض طلباتهم على الجهات المختصة لمناقشة مدى جدواها، وما إذا كانت ستحد من السلوكيات الخاطئة على الطرق العامة. وكشف أن شرطة دبي حجزت 2300 مركبة، خلال الربع الأول من العام الجاري، بسبب التهور والفوضى والاستعراض في الطرق العامة، ما يعكس العدد الكبير لأصحاب هذه الهوايات.وكانت «الإمارات اليوم» عرضت مطالب عدد من الشباب بإنشاء حلبة لاحتواء الممارسات الخاطئة التي تحدث في الطرق العامة، وبادرت شرطة دبي إلى الاستماع إلى مطالبهم لبحث حلول لها.
وأكد الزفين خلال الاجتماع ضرورة وجود كيان معترف به يعبر عن أصحاب هذه الهوايات في ظل وجود عدد كبير منهم، مشيراً إلى أن الإشكالية تتمثل في صغار السن الذين لا يملكون المهارات اللازمة، ويعرّضون حياتهم وسلامة الآخرين للخطر.
وقال إن أغلب الممارسات غير قانونية، سواء في ما يتعلق بتزويد المركبات داخل الورش، أو التسابق والاستعراض في الطرق العامة، لافتاً إلى أن مجلس المرور الاتحادي ناقش توصية بتقنين عملية التزويد للقضاء على مثل هذه الممارسات العشوائية.
وأشار إلى أن شرطة دبي يمكنها الإشراف على هذه المنافسات بشرط تقنينها، مؤكداً أن القانون لا يمنع ذلك لكن ينبغي الحصول على ترخيص أولاً.
ولفت إلى أن الإشكالية، وفق الحوار الذي دار مع الشباب، عدم وجود جهة تتبنى مطالبهم، لذا من الضروري التواصل مع اتحاد الإمارات لرياضة السيارات، باعتباره الجهة التي ينبغي أن يكون لها دور على الأقل في المناقشة والبحث عن حل.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إلى ذلك أقر المشاركون بأن ما يحدث على الطرق من ممارسات خطأ فادح، واعترفوا بأهمية دور الشرطة في ملاحقة وضبط المتهورين، لما يمثلونه من خطورة على سلامة وأرواح مستخدمي الطرق.
وقال صاحب ورش، راشد الجابري، إنه «لا يمكن أن يقلع عن هذه الهواية، لكنه يرفض التزويد أو تعديل المركبات للأشخاص الذين يستخدمونها في الطرق العامة». وأضاف «نحتاج في المقابل إلى مساحة في دبي لممارسة هوايتنا، لا تزيد مساحتها عن كيلومترين يتم رصفها، وسنتولى نحن تجهيزها بوحدة الإسعاف والإطفاء وكل التجهيزات التي تحتاج إليها».
وتابع «شاركنا في فعاليات سابقة بحلبة دبي (أوتودروم)، وشهدت إقبالاً كبيراً على كل المستويات، لكن أغلقت الأبواب في وجوهنا ولم نعد نجد مكاناً في الإمارة يستضيف فعالياتنا»، لافتاً إلى أنهم يشاركون بمنافسات في دول خليجية ولا يستطيعون فعل ذلك في دبي. وأكد أن عدم وجود متنفس للشباب سبب للممارسات الخاطئة التي تؤدي إلى وقوع حوادث وحرائق في المركبات، معرباً عن أمله أن يتيح الشيخ مروان بن راشد المعلا، رئيس نادي «الإمارات موتور بلكس» حلبة أم القيوين، الفرصة لاستثمار مساحة في الحلبة لاستضافة أنشطتهم. إلى ذلك قال (ع.أ) صاحب ورشة تمارس التزويد كذلك، إن من الصعب إقناع الشباب بالتوقف عن الاستعراض والتسابق، مشيراً إلى أنهم باعتبارهم من أهل دبي لا يريدون الخروج من الإمارة، مؤكداً أن تخصيص مساحة لممارسة الهواية سيحد كثيراً من الفوضى التي يثيرها البعض في الشارع.
وذكر أحد هواة الاستعراض (ع.ع) «أمارس هذه الهواية منذ سنوات طويلة ولا يمكن التوقف عن ممارستها، وأعتقد أن أولادي وأحفادي سيعشقونها كذلك»، مؤكداً أن الحوار الذي تتبناه الشرطة سيسهم في التعرف على المشكلات ثم حلها مع الجميع.