24 الامارات
استقر به المقام أخيراً في دائرة محاكم رأس الخيمة ليعلن إسلامه بعد رحلة طويلة يقول إنها مليئة بالدروس والعبر والمعاناة التي شاء الله أن يكتب لها نهاية سعيدة بوصوله كما يقول إلى بر الأمان النفسي والوجداني الذي كان يبحث عنه طوال رحلته في الحياة.
يقول عبد الله محمد، وهو الاسم الجديد الذي اختاره لنفسه، إن طفولته في بلده شهدت أولى محاولات التمرد على عبادة الأوثان، حيث أبدى ذلك لوالديه في فترة مبكرة من حياته، حينما كان في سن الحادية عشرة، سائلاً إياهما عن الفرق بين الصنم الذي يعبد في تلك المعابد وأي حجر آخر ملقى في الطريق.
إجابات مبهمة
يضيف عبدالله: "كنت أذهب مع والدي إلى المعبد وكان شيء ما يصدني عن دخوله، وكنت أسألهما عن إحساسهما بعد الانتهاء من أداء الطقوس في تلك المعابد، فلا أجد منهما غير الصمت والإجابات المبهمة التي كانت تحفزني على التفكير والبحث عن حقيقة هذا الكون وخالقه الذي تأكدت أنه ليس تلك الأحجار الجامدة".
ويتابع: "مرضت والدتي مرضاً شديدا لزمت بسببه الفراش وطلبت مني ذات يوم أن انقلها إلى المعبد ورفضت ذلك لخطورة حالتها، ونزولاً عند رغبتها فكرت في أن أحضر لها حجراً يشبه إلى حد بعيد تلك الأحجار الموجودة في المعبد، وما إن شاهدت أمي هذا الحجر حتى انخرطت في البكاء الذي لم أعرف سببه حتى الآن حيث توفيت نتيجة هذا المرض فيما بعد".
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
رحلة اليقين
ويؤكد عبد الله أن شيئا ما بدأ يجذبه نحو فكرة الإله المعبود الفرد الذي يسمو على هذا الوجود واستمرت تلك الرحلة حوالي عشر سنوات لم يدخل خلالها المعابد حتى هيأ الله له القدوم إلى الإمارات، لتبدأ رحلة جديدة في حياته يقول عنها إنها "الرحلة نحو اليقين".
ويتابع: "هنا وقبل أن اتعرف على الإسلام كدين شدتني أخلاق أهل الإمارات وانضباطهم الشديد في أداء الصلوات والرباط الاجتماعي الكبير الذي يجمع بين الناس وحبهم لعمل الخير وبدأت أتعرف تدريجياً على الإسلام كدين وكان أول ما جذبني هو صوت الأذان للصلاة وطلبت من أحد الزملاء المسلمين ترجمة معاني الأذان الذي وجدت فيه الدعوة الحقيقية للتوحيد التي كنت أبحث عنها والتي أطمأن لها قلبي فقادتني إلى نور الإسلام".