سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
حذرت دراسة جديدة من أن الافراط في استنشاق البخور لمدد زمنية طويلة يزيد احتمال الاصابة بسرطانات الجزء الاعلى من الجهاز التنفسي بما فيها سرطانات الفم واللسان والرئتين، حتى لو كان مستنشقوها لا يدخنون السجائر، لكنها ذكرت أن الاعتدال في استنشاقه قد لا يشكل خطرا على الصحة. وقالت الدراسة انها وجدت ارتباطا بين التعرض الطويل للأبخرة المحترقة وزيادة مخاطر الاصابة بهذه الانواع من السرطانات وابرزها سرطان الرئة الحرشفي الذي يشيع انتشاره بين المدخنين.
قال الدكتور جيبي فريبورغ من قسم أبحاث الاوبئة في معهد ستاتينز سيروم في كوبنهاغن بالدنمارك الذي قاد الدراسة “وجدنا ان هذا الخطر ظهر لدى المدخنين وغير المدخنين”، مشيراً الى “انه عامل خطر مستقل لانواع محددة من سرطانات الجهاز التنفسي”.
واضاف “إن ما وجدته هذه الدراسة والابحاث التي اجريت يكفي لنصيحة الناس بتجنب الاستنشاق الكثير للبخور في الاماكن التي يقضون فيها معظم اوقاتهم مثل غرف المعيشة”.
وتابع “يجب التقليل من استخدامه في الاماكن التي يتواجد الناس فيها طويلا، أو على الاقل يجب أن تكون هناك تهوية كافية في تلك الاماكن”.
والمعروف ان البخور يستخدم بصورة يومية منذ العهود القديمة خاصة في المناسبات والطقوس الدينية في آسيا وشبه القارة الهندية، غير ان استخدامه بات امراً شائعاً في معظم دول العالم بما في ذلك اوروبا وامريكا بسبب الهجرة.
وقال فريبورغ ان انواعاً كثيرة من النباتات والزيوت تدخل في تركيب البخور، وعندما تحترق عيدان البخور فإن العديد من المواد الممزوجة في التركيب تنتج كما اتضح نفس المواد المسرطنة الموجودة في دخان السجائر.
ولهذا السبب، فقد وجدت بعض الدراسات صلة بين البخور المستنشق الى الرئتين وسرطان الرئة، لكن ما استنتجته هذه الدراسات لم يكن حاسماً ونهائياً.
وتعد الدراسة الجديدة الاولى من نوعها التي تابعت تأثير استنشاق دخان البخور على مدى فترة زمنية طويلة على صحة من يتعرضون لاستنشاقه بصورة يومية وخاصة علاقة ذلك بالسرطان.
وقد شملت الدراسة تتبع السجلات الصحية لأكثر من 60000 صيني مقيمين في سنغافورة سبق ان شاركوا في دراسة صحية اكبر اجريت خلال الفترة من عام 1993 حتى عام ،1998 وقد انتهت الدراسة الجديدة عليهم عام 2024.
وذكرت الدراسة انه لم يكن احد ممن شاركوا في الدراسة الكبرى مصاباً بالسرطان عند التسجيل، وقد اجريت مقابلات تفصيلية معهم حول طعامهم وعاداتهم اليومية بما في ذلك تعرضهم لاستنشاق دخان البخور.
ووجدت الدراسة ان ثلاثة ارباع المشاركين من الرجال والنساء تقريبا افادوا بأنهم من مستنشقي دخان البخور.
وفي نهاية الدراسة وجد ان 325 شخصاً من هؤلاء اصيبوا بسرطانات الجزء الاعلى من الجهاز التنفسي، وأن 821 منهم اصيبوا بسرطان الرئة.
ولاحظت الدراسة وجود علاقة محددة بين الاصابة بسرطان الرئة الحرشفي واستنشاق دخان البخور المحترق.
وأشار الدكتور فريبورغ الى ان التعرض لاستنشاق دخان البخور يوميا هو امر شائع في الدول الاسيوية، لكن الامر ليس محصورا في ابناء تلك الدول. ولاثبات وجهة نظره استند فريبورغ الى دراسة امريكية اجريت عام 2024 شاركت فيها اقلية نساء غير آسيويات يعشن في مدينة نيويورك، وقد كانت اكثر من ربع تلك النسوة (28%) يحرقن عيدان البخور خلال فترة الحمل، وظهر ان تعرضهن لاستنشاق دخان البخور كان المصدر الرئيسي لتعرضهن لاستنشاق مواد عامة مسرطنة.
ومن جانبه قال الدكتور لين ليشتنفيلد نائب رئيس الخدمات الطبية في جمعية السرطان الامريكية ان هذه الدراسة لا يجب ان تقرع ناقوس الخطر بالنسبة لمستنشقي البخور العاديين والذين لا يبدو انهم معرضون للخطر. لكنه اضاف انه يتوجب على من يستنشقون دخان البخور المحترق يوميا ان يفهموا ان هناك خطرا.
وقال “ان التعرض اليومي لاستنشاق دخان البخور له علاقة بسرطانات الجزء الاعلى من الجهاز التنفسي، وهذا خطر حقيقي لا يجب اهماله”.
ومن جانبه قال الدكتور نورمان إيدلمان رئيس جمعية الرئتين الامريكية “إن الجمعية سوف تدرج البخور كأحد العوامل الخطرة”، مضيفاً “إن ضرره ليس كالضرر الناتج عن تدخين 20 سيجارة في اليوم ولكنه يظل خطراً”. وقال “عند احتراق البخور تصدر عنه مواد كيميائية يحتمل أن تكون خطرة جداً مثل مادة polyaromatic hyodracrbons (PAHs) وكاربونيلز وبنزين وغيرها”.
الخليج