الخليج”:
أكدت خطبة الجمعة، أمس، الأهمية الكبيرة للمحبة وعلى منزلتها العظيمة في الإسلام، فلقَدْ ورَدَتْ كلمةُ الحبِّ ومشتقَّاتُهَا فِي أكثرَ مِنْ مائةِ آيةٍ فِي القرآنِ الكريمِ، كما دعت الخطبة إلى حب الإنسان لوطنه واعتبرته من الإيمان، ومن الفطرة التي فطر عليها الإنسان .
وذكرت مَراتب عديدة للحب أسْمَاهَا وأعظمُهَا حبُّ العبدِ لربِّهِ تباركَ وتعالَى، فمحبةُ اللهِ تعالَى هيَ الأساسُ فِي أفعالِنَا وأقوالِنَا وعلاقَاتِنَا معَ مَنْ حولَنَا، وهيَ دليلٌ علَى كمالِ الإيمانِ . وأوضح الخطباء، أنَّ المحبةَ تشمَلُ الوالدَيْنِ والزوجةَ والأولادَ، داعين إلى مودتهم، ورعايتهم، وشملهم بالعناية، فربَّمَا يكونُ مِنْ معانِي الحبِّ الصحيحِ منع بعضَ مَا يحبونَ إنْ كانَ فيهِ ضَرَرٌ عليهِمْ، وأمرهم بفِعْلِ مَا فيهِ مصلحتُهُمْ مِمَّا لا يرغبونَ فيه إنْ كانَ فِي ذلكَ خيرٌ لهمْ .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وذكروا أن مِنَ المحبةِ المحمودةِ أَنْ يُحِبَّ الرجلُ زوجتَهُ ويُخلِصَ لَهَا الْوُدَّ والوفاءَ، وأن تبادِلَهُ هِيَ كذلكَ الحبَّ والإخلاصَ والوفاءَ، فتتحقَّقَ لَهُمُ المودةُ والرحمةُ .
وأكد الخطباء أن محبتنَا لِمَنْ حولَنَا تستوجِبُ علينَا أَنْ تتسعَ صدُورُنَا لِمَنْ أخطأَ فِي حقِّنَا، وأَنْ نتسامَحَ مَعَ مَنْ أساءَ إلينَا، فمِنْ علاماتِ الإيمانِ نشرُ المحبةِ فِي البيتِ وبينَ الأهلِ والزملاءِ وفِي العملِ وبينَ الجيرانِ وفِي المجتمعِ كاملاً، فالمحبةُ سببٌ لدخولِ الجنةِ .
واعتبرت الخطبة أن من جوانِبِ المحبةِ حبُّ الإنسانِ لعملِهِ، واهتمامُهُ بهِ، لأنَّ هذَا الحبَّ يدفعُهُ إلَى الإبداعِ والإتقانِ والارتقاءِ بعملِهِ إلَى أعْلَى مِنْ مستوَى أدائِهِ للواجِبِ فيؤدِّي المحبُّ عملَهُ بإتقانٍ وهمَّةْ، ويبلغُ بهِ التمَيُّزَ والقمَّةْ .