البيان
للوصول إلى منطقة شمل في رأس الخيمة، لابد من المرور على مناطق عدة منها؛ خزام والظيت ودهان والخران ومعمورة، وغيرها من المناطق الجميلة، التي تزينها المزارع وأشجار النخيل، ومنها منطقة شمل التي تقع في الشمال الشرقي لإمارة رأس الخيمة، وهي من أكثر المناطق خصوبة في الإمارات، وتتميز بكثرة النخيل والخضرة، ومن القبائل التي تقطنها قبيلة بني شميلي، المعروف عنها صناعة الفخار، إذ تعتبر هذه المنطقة من المناطق القديمة في الإمارات، لاحتوائها على الكثير من المقابر الأثرية والأدوات المستخدمة قبل الميلاد.
غير أن موضوعنا عن منطقة شمل، يتناول تربية الإبل أو النوق، والعناية بأهم سلالاتها، والتي تعتبر من السلالات الإماراتية الأصيلة. ومعروف عن علاقة الإنسان العربي بالإبل، وخاصة أبناء منطقة الخليج، أنها علاقة قديمة تضرب بجذورها أعماق التاريخ، إذ استطاع تدجينها منذ عصور موغلة في القدم.
في البداية يقول محمد سالم سعيد زيدوه من أبناء منطقة شمل برأس الخيمة، وهو من مربي إحدى السلالات المحلية في المنطقة: لا تزال الإبل تحتفظ بمكانة مرموقة عند الإنسان العربي، وخاصة في الخليج، ويمكن القول إن القبائل اعتمدت على الإبل اعتماداً كبيراً، حتى باتت جزءاً فاعلاً في حياتها، إذ كانت تحصل منها على اللحم واللبن والوبر الذي يستخدم في صنع الملابس والخيام، وفوق ذلك كله فالإبل وسيلة العرب التي لا يستغنى عنها في أسفارهم وتنقلاتهم، كما أنها أصبحت مصدر رزق لكثير من الأسر المهتمة بتربية ورعاية النوق.
ويضيف: هناك مزادات موسمية تقام في بعض إمارات الدولة، لعرض سلالات الإبل الأصيلة وبيعها بأثمان متفاوتة، ومن السلالات المشهورة في الإمارات، تلك الإبل التي لها مزايا كثيرة في المنظر والشكل الجميل، وبالقدرة على العدو بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة، مع تحمل الحرارة والرطوبة والبرد، ومن أشهر أنواع الإبل المحلية بالإمارات: (ظبيان، وصوغان، والورى، وامصيحان).
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
من هذه السلالة الصغيرة «امصيحان» استطاع محمد سالم سعيد زيدوه، أن يجمع من هذه السلالة المحلية، الجد والأب واثنين من الأحفاد في عام 1980، وقد نفق الجد عام 1987 في حادث سير، ويستطرد: بعد نفوق الجد أشرفت على رعاية ابنه البكر، والذي نفق عام 2024 بعد أن خلّف اثنين من الإبل، الأول بيع في العام 2024، والثاني لا يزال بحوزتنا حتى اليوم، وهو كما قلت من سلالة محلية نادرة.
ما أريد إيصاله ـ الكلام لمحمد زيدوه ـ أنه وبفضل التهجين، فقد ظهرت سلالات أخرى أكثر أصالة، ولكل من الأنواع ميزات تنفرد بها عن غيرها، لكن «امصيحان» هي السلالة المحلية 100 %، ولونها أحمر أو أصفر داكن مائل إلى السواد، وتتمتع بطول النفس وقوة الاندفاع في السباقات. وفي النهاية يمكن القول إن تربية الإبل موروث لا يزال سكان الجزيرة العربية ودولة الإمارات، متمسكين به إلى اليوم، وهذا الموروث ظل في السابق وحتى اليوم من مصادر الدخل للآباء والأجداد.
أسماء الأبل
«جيث» هي الجمال التي تحمل المقاتلين، و«راحلة» الجمال المخصصة لحمل الأثقال، و«هجين» الجمل المخصص للركوب، و«جالمة» الجمال السوداء، و«ضحاء» و«البيضاء» و«شهلاء» ذات اللون البني، و«الفطيم» سنة بعد الولادة والذ ي يزال يرضع من أمه. ومتوسط ارتفاع الجمل سبعة أقدام ومتوسط عمره بين 35 و40 سنة.