طالب صيادون في رأس الخيمة السلطات المسؤولة بالتدخل المبكر لتلافي تداعيات المد الأحمر الذي يمكن أن يصيب شواطئ الإمارة بعد عودة آثاره في الساحل الشرقي الأسبوع الماضي. وقال صيادون في مناطق شعم والرمس والجزيرة الحمراء إن موجات المد الأحمر التي ضربت شواطئ الإمارة العام الماضي أثرت بشكل كبير على المخزون السمكي وهو ما ظهر في صورة تراجع عائدات الصيد في كل المناطق.
وقال محمد علاو إن تراجع العائدات التي يشكو منها جميع الصيادين الآن ترجع إلى موت أعداد كبيرة من الأسماك الصغيرة في الأعماق خلال شهور المد الذي ضرب شواطئ الإمارة العام الماضي. وأضاف أن حصيلة الصيد لأي من الصيادين في الوقت الحالي باتت غير مجزية وهي المشكلة التي نعاني منها منذ سنوات في ظل ارتفاع أسعار الوقود وكذلك أجور العمالة التي لا غنى عنها لأي من أصحاب مراكب الصيد. وأشار علي عبدالرحمن من منطقة الجزيرة الحمراء إلى أن منطقة الجزيرة هي الأكثر تضررا بموجات المد التي أصابت الإمارة العام الماضي إلى جانب ما أصاب المنطقة من خسائر بسبب عمليات نقل الرمال من داخل البحر إلى الشاطئ. وأرجع ناصر الطنيجي من منطقة الرمس تراجع عائدات الصيد في الوقت الحالي إلى تراكم العديد من المشاكل التي عاني منها الصيادون في السنوات الماضية من هجرة الأنواع الجيدة من الأسماك إلى جانب عمليات الصيد الجائر وتلوث البحار بالمخلفات الصناعية وغيرها. وواصلت أسعار الأسماك ارتفاعها في أسواق الإمارة في الوقت الذي اختفت فيه الأنواع الجيدة حيث سجلت أسعار الأسماك التي تحظى بقابلية كبيرة لدى أبناء الإمارة ارتفاعا كبيرا.
وقال د. سيف الغيص أستاذ الأحياء البحرية بجامعة الإمارات والرئيس التنفيذي لهيئة حماية البيئة برأس الخيمة إن ظهور موجات المد الأحمر في أي من شواطئ الدولة هو مؤشر على انتقال هذه الموجات إلى الشواطئ الأخرى لكن ذلك يعتمد على مدى قوة هذه الموجات.
وأضاف إذا كانت موجات المد عالية في الساحل الشرقي فإنها ستنتقل إلى شواطئ رأس الخيمة لارتباط بحر العرب بالخليج العربي، وقال لا يمكن منع الظاهرة لكن يمكننا أن نقلل من تداعياتها التي تؤثر على عمل محطات التحلية التي تتعامل مع مياه البحر بشكل مباشر.
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأوضح الغيص أن المزارع السمكية تتأثر بدرجة كبيرة بالمد الأحمر حيث يصل الأمر إلى هلاك كل الأسماك بهذه المزارع لكن أصحاب هذه المزارع يمكنهم إقامة حوائط من الطين التي تتفاعل مع هذه الهوام لتجنب وصولها إلى المزارع.
وأضاف أن هيئة حماية البيئة بدأت بجمع عينات من المياه لتحليلها بشكل دوري خلال الأيام القادمة للوقوف على درجة نقاء هذه المياه من الهوام التي تعتبر المؤشر الأولى على وصول موجات المد.
وكانت وزارة البيئة والمياه اكدت حدوث نشاط نوع جديد من الهائمات النباتية “ الكامنة” والمسببة للمد الأحمر، على امتداد الساحل الشرقي للدولة المطل على خليج عمان وتزداد على امتداد ساحل الفجيرة بالقرب من منطقة انتظار السفن المحاذية لميناء الفجيرة.
وأظهرت نتائج التحاليل الأخيرة لمركز أبحاث البيئة البحرية التابع للوزارة، وبالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية “روبمي”، أن النوع الحالي النشط من الهائمات البحرية المسببة للظاهرة “مسالم ولا توجد فيه سموم”، بعد أن جمع عينات من مواقع الإصابة طبقا لبرنامج الرصد والمتابعة الموضوعة في الخطة الوطنية لإدارة المد الحمر بالدولة.
وأكدت النتائج، وجود نشاط بيولوجي (صبغات الكلورفيل) تدل على وجود الهوائم النباتية على امتداد الساحل الشرقي، وأن هذه الظاهرة كانت على شكل بقع وخيوط على طول ساحل الشرقي للدولة وتزداد على امتداد ساحل الفجيرة بالقرب من منطقة انتظار السفن المحاذية لميناء الفجيرة