ما يصل للميت من الثواب والأعمال الصالحة ..
اتفق أهل العلم على أن الميت يصله ثلاثة أمور :
الأول : الدعاء له بالمغفرة والرحمة والاستغفار له .
وليس المراد بالدعاء الذكر وإنما المراد أن يدعو للميت بالمغفرة والرحمة كأن يقول أحدنا :
اللهم أغفر لوالدي ورحمه
هذا هو الاستغفار والذي هو الدعاء
الثاني : الصدقة .
والصدقة أمرها واسع فإما أن تكون بالمال أو الوقف أو حفر البئر وتكون على حسب السعة والقدرة .
فمن تصدق بشيء ونوى ثوابها للميت فإنها تصله بإذن الله
الثالث : الحج أو العمرة
فمن حج أو اعتمر ونوى ذلك للميت فبإذن الله يصله ثواب ذلك الحج أو العمرة
دليل الأول والثاني :
قوله صلى الله عليه وسلم :
" ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) .
ودليل الثالث :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: إِنَّ أَبِي مَاتَ، وَلَمْ يَحُجَّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ: «لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى»
وما عدا ذلك كقراءة القرءان وإهداء ثوابه للميت أو أن يصلي نافلة وينويها للميت أو يصوم يوما تطوعا وينوي ثوب ذلك الصوم للميت ونحو ذلك …
فقد اختلف أهل العلم في ذلك اختلافا طويلا عريضا
قديما وحديثا
فمنهم من منع ومنهم من أجاز
ولا يسمح المجال لبسطها هنا
و ما ثبت في السنة غُنية , فمن اجتهد في الدعاء أو الصدقة أو حج أو اعتمر عن الميت , فإن ذلك يصل للميت باتفاق أهل العلم لدلالة الأدلة على ذلك
فالاشتغال في أمر اتفق أهل العلم على وصوله للميت خير من الاشتغال في أمر أختلف أهل العلم فيه هل يصل أم لا يصل للميت …
وهذا من باب الخروج من الخلاف
فائدة قيمة :
وأثناء بحثي في هذه المسألة وقفت على كلام جميل نفيس للغاية ..
لفضيلة الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
فتأملوا وركزوا
قال رحمه الله :
" ما يفعله الولد الصالح من الأعمال الصالحة فإن لوالديه مثل أجره دون أن ينقص من أجره شيء لأن الولد من سعيهما وكسبهما وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه".
من كتابه القيم
مختصر أحكام الجنائز
فإذاً أي عمل تعمله أي أيها الابن أو أيتها البنت من صلاة أو ذكر أو دعاء أوصيام وأي قربة وعبادة
فلكَ الأجر ولكِ الأجر
وللوالدين كذلك الأجر لأنهما هما السبب لوجود الابن أو البنت
فاللهم لك الحمد
همسه : وفي هذا الكلام الأخير ترغيب لنا على المبادر على الزواج مبكرا لكي يرزقنا الله الذرية , ومن ثَمّ نسعى سعيا حثيثا لإصلاح هذه الذرية لتكون لنا ثمرة يانعة في الحياة وبعد الممات هذا والله أعلم
كتبه
صاحب القلم