لم تتمالك عايدة رشق، وهي أم فلسطينية لسبعة أطفال يعيشون في واحد من المنازل المهددة بالهدم في حي البستان في القدس المحتلة، نفسها، وهي تعبر عن مخاوفها من طردها من منزلها في أي وقت من السلطات الإسرائيلية. وقالت لوفد من لجنة الحكماء، التي تضم شخصيات عالمية عبر مترجم: «نريد وعداً منكم. أعطونا فقط ليلة واحدة ننام فيها من دون خوف من اعتقال زوجي أو أطفالي».
ولم يجد السكان الفلسطينيون مكاناً أفضل من خيمة احتجاج لشرح معاناتهم للزائرين، وهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر والرئيسة الإيرلندية السابقة ماري روبنسون والمناضلة الهندية في سبيل حقوق المرأة إيلا بهاتن، ووعدت روبنسون بأنها ستثير «القضايا التي تحدثوا عنها» في لقاء مع رئيس بلدية القدس المحتلة نير بركات. ووصف آخرون كيف أن وحدات الشرطة السرية تعتقل الأطفال وكيف يتصرف المستوطنون وحراسهم الأمنيون بعنف من دون خوف من العقاب، وكيف أن جماعات المستوطنين تستولي على قطاع السياحة في الحي الواقع جنوب جدران القدس القديمة.
وروى الطفل مسلم عودة، 10 أعوام، كيف تم اعتقاله وضربه، وعرض للوفد قميصاً ممزقاً وجروحاً على ركبته وجرحاً في ظهره، مضيفاً: «أجبروني على الركوع وأعطوني شطيرة، وطلبوا مني أن أخبرهم بهوية الأطفال المقنعين».
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
وأضحت الخيمة مركزاً لحملة ضد خطط بلدية القدس لهدم 22 منزلاً تمهيداً لإقامة حديقة الملك داوود السياحية مكانها.
وكان كارتر أكثر وضوحاً حينما أبرز عجز المجتمع الدولي بالقول: «كما تعلمون ليست لدينا أي صلاحيات، لكن لدينا صوتنا.. وسنحرص على جعلهم يفهمون المشكلات التي وصفتموها لنا، وسنواصل العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي ينسحب بموجبه الإسرائيليون من القدس الشرقية ويسمحون بأن تصبح القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية».
وذهبت روبنسون في الاتجاه نفسه، مؤكدة «محدودية نفوذ الحكماء»، إلا أنها وعدت بأنهم «سيفعلون كل ما في وسعهم لإبراز معاناة السكان». وقالت: «لا نعمل في السياسة، ولسنا مفاوضين، نحن حكماء طلب منا نيلسون مانديلا مساعدة من يعانون ومن تنتهك حقوقهم الإنسانية».