أوباما: ثورات الشباب أقوى من الديكتاتوريات
الخليج
فاجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم، أمس، بلغة سياسية جديدة بعد أن استوعبت إدارته الثورات التي اندلعت في أكثر من بلد عربي، لينعكس ذلك على خطابه والمنهج السياسي الأمريكي تجاه المنطقة، مؤكداً أن ما حدث للشاب التونسي البوعزيزي أثار رياح التغيير بين جماهير الشرق الأوسط، لتندلع الثورة في تونس ثم مصر، وأن استراتيجيات القمع لم تعد صالحة للتعامل مع الشعوب، وثورات الشباب أقوى من الديكتاتوريات نافياً أن يكون لأمريكا دور في إخراج الشعوب إلى الشوارع، وأنها ستعمل على تعزيز التغيير نحو الديمقراطية .
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
ورغم الخطاب “الثوري” لأوباما إلا أنه أكد ثبات الموقف الأمريكي تجاه الكيان الصهيوني، وقال إن التزام أمريكا بأمن “إسرائيل” غير قابل للتزعزع، الوضع الراهن لا يمكن ان يدوم وعلى “إسرائيل” التصرف بجرأة للسلام، كما تجاهل القدس واللاجئين واسم العرب .
وقال أوباما إن الثورات في الشرق الأوسط نجم عنها تنحي زعيمين وإن آخرين سيلحقون بهما، وأعلن التزام إدارته مساعدة الحكومتين الديمقراطيتين في تونس ومصر اقتصادياً وأيضاً في استعادة أموالهم .
وأكد أوباما في خطابه الموجه إلى العالم العربي أن بلاده ستعتمد توجهاً جديداً يعتمد التعاطي مع مطالب الشعوب وليس النخب الحاكمة . واعترف بأخطاء أمريكية سابقة، حيث جاملت الولايات المتحدة النخب على حساب القيم الأساسية وحقوق الإنسان . وطمأن شعوب المنطقة بأن مصالح أمريكا ليست خطراً على الشعوب، وأن واشنطن ستفعل سياسات قائمة على أساس تعزيز الدمقرطة، وأن هذا الجهد سيبدأ بتونس طليعة التغيير التي كان نموذج الشاب محمد البوعزيزي فيها أقوى من الدكتاتورية، ومصر أكبر بلد في المنطقة، كي يقدما نموذجاً يحتذى لمجتمع حر وقيادة إقليمية مسؤولة . وأشار إلى أن رئيسين سقطا في ثورتين شعبيتين في تونس ومصر وهناك آخرون سيلحقون بهما . وشدد على أن أمريكا ستدعم البلاد التي يبلغ حراك التغيير فيها مراحله النهائية .
وانتقد أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي واليمني علي عبدالله صالح والرئيس السوري بشار الأسد وطالب الأول بالخروج، والثاني بالرحيل والثالث بقيادة الإصلاح أو الرحيل . كما ذكر الحكومة البحرينية بضرورة التفاوض مع المعارضة والإفراج عن معتقلي الرأي فيما أكد التزام أمريكا بأمن البحرين .
أوباما الذي أكد أن مستقبل أمريكا مرتبط بالعالم العربي سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو في التاريخ والمعتقد (!)، أعطى الدبلوماسية الأمريكية أمراً بانتهاج جديد للتعاطي مع الشعوب وليس مع النخب كما كان دوماً الحال .
وتعهد أوباما ببرامج مساعدة اقتصادية ونحو الدمقرطة التي نفذتها الولايات المتحدة من قبل مع دول الاتحاد السوفييتي السابق بعد انهيار سور برلين، وأكد أن إدارته خلال الأشهر المقبلة ستستخدم كل نفوذها لتعزيز الإصلاح في هذه المنطقة وستستخدم التكنولوجيا لدعم كل من يحاول أن يرفع صوته، في إشارة للثوار، وأشار أوباما إلى ضرورة أن يمارس كل فرد حقوقه في تلك المجتمعات وملمحاً إلى أقباط مصر والشيعة في البحرين والمرأة التي ينبغي تمكينها، على اعتبار أن الثروة الإنسانية هي أكبر مورد في العالم ولم يتم استخدامه بعد، وباعتبار أن نجاح الثورات يعتمد أيضاً على الرخاء وتحقيق التنمية، وخلق فرص عمل لاسيما للشباب .
وبالنسبة لمصر أشار أوباما إلى جانب دعم وتأمين قروض مصر إلى أن واشنطن ستساعد على استعادة الأصول التي سرقت، وهو الأمر الذي فهم منه أنها إشارة رسمية أمريكية إلى مساعدة المصريين لاستعادة الأموال المنهوبة في الخارج .
وكان أوباما قد تحدث عن حدود دائمة لفلسطين غير المسلحة مع الأردن ومصر و”إسرائيل”، وبحدود ،1967 في عملية تشمل تبادل أراض، ووجود ترتيبات أمنية لضمان أمن “إسرائيل” وتحدث أيضاً عن إمكانية ترحيل مناقشة ملفي القدس واللاجئين إلى المستقبل . وأطنب أوباما في الحديث عن حق “إسرائيل” في العيش بأمان، وجامل الكيان مطولاً حين تحدث عن “الإرهاب” الذي تتعرض له “إسرائيل” . وأكد الالتزام المطلق بأمن “إسرائيل”، وانتقد إنكار حق الكيان في الوجود، وشدد على أن أمريكا تقف إلى جانب “إسرائيل” ضد أي محاولة لانتقادها في المجتمع الدولي، وقلل من شأن المحاولات الفلسطينية للجوء إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على اعتراف بالدولة، وقال إن هذه الجهود لن تجدي نفعاً .