كانت تلك عبارتي لفتاه دار بيني وبينها نقاش فخرجت جملتي هذه في وسط حديثي لها بغضب شديد …
نعم قلتها لها وأنا بكامل قواي العقلية المسلمة ..
ربما تتسألون أين إسلامك هذا وانتي تقولين جملتك هذه ..؟؟!!
لا تتعجبوا ..
ولا تأخذكم الظنون بي لترحلوا بعيدا عن شاطئي .. بل تريثوا .. وتمهلوا .. فوالله إني لأغار على سترتي وعفافي وكرامتي .. وما جملتي تلك الا صرخات كتمتها في السابق ..لكني وصلت إلى حد لا أستطيع أن اصمت به أو اكتم
فقط دعوني ألقط أنفاسي قليلا .. وأجمع حروفي التي تناثرت مني .. واتمالك قلمي .. كي أسطر لكم قصة جملتي تلك ..وانتظر حكمكم ..فيما قلته هل انا على صواب ام خطئ ….. فوالله إني اشعر إلى الآن بثورة غضبي لم تهدأ ..
نعم قلتها وساقولها … لا تلوثي عباءتي ونقابي وحجابي بتصرفاتك ..أيتها المسلمة المقنعة المزيفة ..
أه .. لكن الأمر أهون علي ..ولقلت إنها مؤامرة لسلب مني احترامي وحشمتي .. ولقلت إنها مؤامرة لتدنيس لباسي وسترتي ..
ولقلت إنها مؤامرة من الكفار واليهود لتشويه عفتي وحيائي ..
ولقلت وقلت الكثير الكثير ..
لكن.. وأااااااااه من كلمة لكن .. أتتني منكن أنتن يا أخواااااتي في الإسلام ..
بالأمس ذهبت لجارتي "ام محمد" لكي أتحمد لها بالسلامة بعد ولادتها .. وهناك وجدت إحدى صديقاتها تدعي " ألاء " ..لا اعرفها جيدا ..لكني كنت ألتقيها كثيرا هناك .. وكان حواري معها دائما لا يتعدى عن السلام ومعرفة الحال .. وقد عرفت من "ام محمد" أثناء جلوسنا بأنه صديقتها " ألاء " قد وصلت منذ يومين من السفر فقد كانت في زيارة لأهلها في بلدها .. وقد أحضرت شريطا مسجلا بالفيديو .. لأغلبية الأماكن التي زارتها هناك .. وكانوا على وشك ان يضعوه لولا قدومي ..فاستأذنوني وبعد موافقتي وضعت " ألاء " الشريط كان الشريط عاديا في بدايته .. من مناظر طبيعيه وجبال .. واسواق وبنايات ماشاء الله ..
وبعد ذلك كان هناك تصوير لاحدى الحفلات الغنائيه لإحدى الفنانين العرب على إحدى المسارح ..
فهالني ما رأيت .. بل صعقت .. بل تجمدت أوصالي .. وأنا أرى فتيات ونساء .. منهن من كانت محجبة ومنهن تلبس العباءه .. والأدهي تلك التي غطت وجهها بالنقاب .. وهن يتراقصن على أنغام الموسيقى .. وكأني احضر عرسا نسائيا ..وليس حفله مختلطا به شباب وشابات رجال ونساء ..
هذه تصفق بحرارة .. وهذه تصرخ … وهذه تتمايل .. وهذه قد سقطت عبائتها فظهر لبسها الضيق المخزي .. وهذه .. وهذه الخ ..
كل ذلك وها انا كنت على وشك ان أسألها عن تلك الفتيات وما يفعلونه من خزي وعار .. كي تقف حروفي وهي على وشك الخروج على طرف شفتي متجمده … وأنا أرى صاحبة الشريط .. وهي ترتدي الحجاب والعباءه .. أخذها الشيطان معهم لتنظم لقافلته فأخذت ترقص يمينا ويسارا … وكأنه سكرت هذه الأنغام قد أفقدتها صوابها …
على الرغم إنه الاخت ألاء من بلد عربي عرف عنه انه متحضر ومتحرر إلى ابعد الحدود .. لكني في كل مره كنت أراها في السابق ..وإلا واراها متحجبة وترتدي العباءة ..
لكن من رايتها على الشاشة تختلف بتاتا عمن تجلس بقربي … !!
فأدرت وجهي إليها وأنا اشعر بضيق ما بعده ضيق … وأنا أخاطبها بغضب لم أستطيع أن ألجمه
" لما أنتي متحجبة وتلبسين العباءة ..؟؟
اخلعيهم ألان .. ان كنتي متحررة …ألا تعتقدين بأنه لباسك هذا يعيقك عن الرقص "
فنظرت لي باستغراب … فتجاهلت نظرتها لأكمل " من يرتدي ذلك الحجاب وهذه العباءه عليه أن يحترمهما .. لا أن يلوثهما بتلك الرقصات الشيطانية .. "
فوقفت وأنا أهم بالخروج .. وبعد خطوات .. وإذ بها تناديني بصوت عالي يغلب عليه الغضب قائله " قبل أن توجهي كلامك هذا لي وأنا فتاه عربيه .. عليكي أن توجهي حديثك لمن رايتيهن عبر الشريط وهن أغلبيتهن خليجيات ..منقبات .. ومحتشمات .. على ما اضن .. الأفضل إن يرمين هن أيضا عباءتهم وحجابهن وغطاء وجوههن ..ولست أنا فقط .. ألستن انتن أولى باحترام عبائتكم قبلي أنا .؟؟ !!
كنت على وشك أن امسك بمقبض الباب لأخرج لكن كلماتها استوقفتني .. فأنا لم اعتاد ترك من يحادثني .. وايضا لم اعتاد ان اترك غضبي يتحكم بي ..
نعم إلى الآن أنا غاضبه بل والله إني اشعر باختناق .. لكن علي أن اكمل حواري معها ..
عدت أدراجي .. وآخذت اجمع أفكاري .. ثم جلست بمكاني دون أن انطق بكلمه واحده .. دقائق قضيتها في صمت .. وهي تنظر لي بإستعجاب … ثم بعد ذلك رفعت عيني ونظرت إليها .. وقلت لها " هل نفسك تقبل مني الحديث الآن .. أم ارحل" فاجابتني " تفضلي" فقمت من مكاني وجلست على الأريكة التي بجانبها .. واسكنت عيني بمقلتها ..
وقلت لها "إن وجدتي فتاه تضع يدها بالنار هل ستفعلين مثلها .. " فأجابتني "بالتأكيد لااااا "
فأكملت " إن وجدتي فتاه تتبع الشيطان هل ستفعلين مثلها؟" .. فكررت نفس الاجابه
فاكلمت " وإن وجدتي فتاه تسلك طريق جهنم .. ليكون جسدها حطبا تلك النار هل تتبعين نفس الخطى .. " فصمتت وكأنها استوعبت المغزي من اسئلتي
فاكملت حديثي ….
غاليتي ..اللباس الإسلامي ليس حكرا على الفتيات الخليجيات .. بل هو لكل امراه نطقت شفتاها ب لا اله إلا الله ومحمد عليه الف الصلاة والسلام رسول الله .. فأصبحت مسلمة ..
فوجب عليها هذا اللباس .. سواء خليجيه .. عربيه أو أجنبية .. ..
انه عيني تدمع وانا أراكن في الحفلات الغنائية إن كنتي متحجبة أو منقبة ومحتشمة .. ترقصين وتهللين ..وتتمايلين أمام شاشات التلفاز .. وحولك الكثير الكثير من الرجال ..ينظرون لكي بعين مريضه تفترس كل ما يظهر منك ..
فأنت إن لم تحترمي حجابك .. وغيرك لم تحترم عباءتها او نقابها .. إذن من سيحترمه … ؟؟؟؟!!!!
قلبي يعتصر ألما وأنا أرى حجابي وعباءتي تتمايل مع أنغام الموسيقى .. بدلا من أن أراها تستقيم وتنحني من اثر القيام والسجود
هل شاهدتي راهبة متعبدة لدى الغرب تدخل المراقص وترقص بلباسها الديني هل رايتي …؟؟
لما تلك الراهبة حافظة على ديانتها وهي مسيحية وأنتي يا فرد من أمة محمد عليه الف الصلاة والسلام .. لم تفعلي مثل ما فعلت .. لما ؟؟
لما أنتي أصبحتي انزل منها وأنتي من رفعك الاسلام وقدرك .. أي صورة سيعرفها العالم عندما يراكي هكذا عبر شاشات التلفاز وقد أخذتك السكرة بهذه الألحان المحرمة ..
أهكذا يكون حفاظك لدينك بعد ان اكرمك وحافظ عليك .. وحررك من العبودية
فبالأمس كنت توأدين … وبالأمس كنتي جاريه .. وبالأمس كنت في انزل مكانه ينظر عليك باحتقار
والان بفضل دينك وإسلامك أصبحتي جوهر بل أغلى والله ..أصبحتي كنز لا يقدر بأي ثمن .. أصبحتي دره يسعى الجميع لاقتنائها .. أصبحتي أختا مسلمة تشار لها بالبنان لشرفها وعفتها .. وعندما تنجبين الأبناء فتصبحين أما تنزل الجنة تحت أقدامك ..
ابعد كل هذا وذلك تنصاعي وراء هوى الشيطان .. فأجدك في الأسواق متبرجة بتلك العباه الضيقة المشوهة ..أو ذلك الحجاب المصطنع
الا تعلمين بأنه عباءتي كالماء الصافي لا رائحة فيه .. وأنتي لوثتيها بعطورك الفرنسية والأمريكية
الا تعلمين بأنه نقابي كالحرير يتأثر بكل حبة غبار ..وأنتي لوثتيه بمكياجك وتبرج عينيك
الا تعلمين انه حجابي سد منيع لا يجتاحه أحد ..وأنتي قد تعبثتي بهذا السد وفتحتي نوافذ كي تطل من خلاله خصلات شعرك الملونة
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
فأصبحت يدا عونا للشيطان تشوه به منظره أخواتي المسلمات .. وأصبحت خنجرا يمزق هيبة عباءتي وحجابي وغطائي … فيمرغ به التراب بعد أن كان عاليا شامخا طاهرا نقيا
اهتدي يا أختي اهتدي …والله انه غيرتي على عباءتي قد أشعلت النار فيني ولم تجعلني اصمت .. وغيرتي عليك وآنا أرى تلك العيون المفترسة تأكلك ..لم تريحني وأرقتني
فلماذا أنتي غافلة لاهية مدبره …أفيقي أرجوكي أفيقي ..فأعداء الإسلام يتربصون بنا .. فلا تفتحي لهم المجال ليهزمونا
أرجوكي فلا تخيبي رجائي بكي .. فأنا اعلم بأنه هناك في داخلك مسلمة صغيره فأخرجيها واجعليها تتنفس الهواء النقي ..وسيري معها الي طريق الجنة ..
فأنا والله لا ارغب أن يكون جسدك وقود للنار .. أرجوكي قلتها مرارا وساقولها لكي مرارا ..عودي إلينا عودي كسابق عهدنا بك .. عودي وارفعي من شاننا
ارمي تلك العباءه المصنعة .. وقولي نحن لنا عباءه واحده وغيرها لاااااااا نريد
نحن لنا نقاب واحد وغيره لاااااااا نريد
ونحن لنا حجاب واحد وغيره لاااااااا نريد
وكل دخيل لنا من باب الموضى والتحضر سنحاربه ..سنمزقه .. سندوس عليه بأقدامنا ..فهو لا يستحق إلا أن يداس بالأقدام لا أن يلبس على أجسادنا الطاهرة
أختي إني أمد لكي يدي .. انتظر أن أرى يديكي ترافق يدي ..تشد من آزري .. لكي نصل معا إلى بر الأمان فتكوني رفيقتي في الدنيا وفي الآخر إن شاء الله .
انتهيت من حديثي .. وأنا أراها صامته .. لم تجيبني بأي كلمه .. فأحسست باني قد فعلت ما وجب علي أن افعله .. قد وجهت نصيحتي ..وعليها أن تقبلها أو أن تتركها فذلك شانها وحدها ..
فوقفت واعتذرت منها على غضبي في بداية حديثي واستودعتهم الله .. فأدرت بظهري لأهم بالخروج .. وبعد خطوات قليلة وإذ أجدها تعانقني بشده … ودموعها تتساقط كحبات المطر الطاهره .. أخذت تقبلني وهي تقول "والله انكي أخت لي في الله منذ الآن .. فاعذريني إن خاطبتك بقسوة في بداية حديثي معك ..لكن غفلتي وشيطاني أعماني عن الحق ..فسامحيني .. "
فابتسمت لها وأنا أقول "أما أنا فلا تشغلي بالك بي .. فأنا لا احمل في قلبي لكي سوى كل الحب والخوف ..لكن عليك أن تطلبي المغفرة من ربك فهو غفور رحيم" .
والحمد لله الذي ارجع لنا أختا مسلمة إلى طريقها .. لكن متى ستأتي البقية..
أختي في الله ..إ
اسلامك وجب عليكي ان تحاولي في إصلاح كل أخت لكي تسير في هذا الطريق ..لعل الله يكتب هدايتها بين يديك ..
أما أنتي أيتها الغافلة .. فقافلتنا تنتظر قدومك .. نعم كوني معنا وليس ضدنا ..دعيكي من زيف الدنيا ..فوالله لا يساوي شيئا .. تذكري قبرك .. لن تأخذي معك سوى عملك .. فاحرصي أن يكون عملا صالحا ينير لك وحشة الطريق .