العربية :دبي – آمال الهلالي
تواصل ناشطات سعوديات المضي قدماً في حملتهن على "فيسبوك" والتي رفعن لها شعار "سأقود سيارتي يوم 17 يونيو" والذي يوافق غداً الجمعة، ووصل عدد المنضمين للصفحة حتى اليوم نحو 6900، أغلبهن نساء، فيما تقوم حملة مضادة تحت عنوان "أبشروا بالعقال يوم 17 يونيو".
وأثارت هذه الحملة منذ انطلاقها جدلاً واسعاً في الأوساط السعودية بين مؤيد ومعارض، وبدأت في الآونة الأخيرة ومع اقتراب موعدها تأخذ منحى جدياً، وأظهرت عزم منظميها على أن تتم في ظروف جيدة مع مراعاة بعض الأخلاقيات والضوابط، مثل الالتزام الكامل بالحجاب أثناء القيادة وأن تكون داخل المدن فقط.
وكتبت المشرفات على الصفحة بعض القوانين والشروط التي ستلتزم بها كل امرأة سعودية تعتزم قيادة سيارتها في الموعد المحدد، مقابل مناشدة الحكومة السعودية بوضع بعض القوانين التي سيتم على إثرها التعامل مع القيادة النسائية للسيارة.
ويقول البيان: نتمنى من حكومتنا الرشيدة وضع هذه القوانين لمن تريد القيادة:
* الحجاب الكامل أثناء القيادة ومعاقبة من لا ترتدي حجابها
* القيادة داخل المدن فقط
* وجود العنصر النسائي في الأمن العام والمرور لخدمة السائقات
* وجود خط مفتوح للطوارئ سواء من الأمن العام أو من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاستقبال شكاوى النساء في حال مضايقة الشباب لهن
* معاقبة كل من يحاول التحرش بالسائقات وتطبيق حد الجلد عليه ليكون عبرة لمن اعتبر
* السماح للقيادة لمن تجاوزت اختبارات محددة يضعها خبراء
* معاقبة وسحب رخصة من تحاول المساس بتعاليم ديننا الحنيف كتعمد مخالفة القوانين أو تعمد كتابة طريقة تواصل على سيارتها
* تكثيف وتعزيز تواجد قوات ودوريات الأمن العام، ودوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأماكن العامة (أسواق – شواطئ – مقاهي .. الخ)
وختمت المشرفات على الصفحة بقولهن: "نحن لا ننادي بالحرية ولا ننادي بالعلمانية ولا ننادي باسم التطور، إنما ننادي بإعطاء كل ذي حق حقه والتفكير بعقلانية فقط".
وأضفن "إذا بها خير فلتكن وإذا لم يكن بها خير فنحن ضد قيادة المرأة".
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر |
تهديد السائقات "بالعقال"
وعلى الجانب الآخر، تعالت أصوات منددة بقيادة المرأة السعودية للسيارة حيث أسس بعض الرافضين لهذه الحملة صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حملت اسم "كلنا ضد حملة سأقود سيارتي بنفسي بدءاً من ١٧ يونيو" وبلغ عدد المنضوين فيها نحو 300 مشارك.
واستنكر بعض المعلقين على الصفحة قرار الناشطات السعوديات سياقة سياراتهن وسط سيل من النكات والتعليقات الساخرة؛ حيث جاء في قول بعض المعلقين "بدل ما تقدن السيارات قدن بيوتكن.. وبدل ما تطالبن بالاستغناء عن السواق طالبن بالاستغناء عن الشغالة" وكوّن هذا الأخير صفحة على فيسبوك حملت عنوان "سأقود بيتي بنفسي لا للخادمات".
وكوّن آخرون أكثر من 10 صفحات حملت تعابير ساخرة من قبيل "سأقود مكنستي بنفسي" وسأقود مطبخي بنفسي" وسأقود "جنازني بنفسي".
ولم تخل بعض الصفحات المعارضة لقيادة المرأة للسيارة من طابع التهديد والوعد والوعيد، حيث أنشأ معارضون وبحسب ماجاء في صحيفة "الوطن" السعودية في عددها الصادر اليوم الخميس صفحة حملت شعار" تكسير زجاج من تقود السيارة يوم 17 يونيو" وأخرى تحت مسمى "أبشروا بالعقال يوم 17 يونيو".
وحذّرت الكاتبة الدكتورة ثريا الكردي في حديثها لصحيفة "الوطن" السعودية من الحملات المناهضة لقيادة المرأة للسيارة وما تحمله من معاني الكره والتمييز ضدها، مشيرة إلى أن إطلاق مثل تلك الدعوات سيولّد المزيد من العنف ضد المرأة، وهذا أمر خارج عن الدين الذي دعا إلى المعاملة الحسنة على حد قولها، موضحة أن هذا سيعكس صورة سلبية عن المجتمع السعودي أمام العالم، داعية إلى أن يتم الحوار بأسلوب حضاري من كلا الطرفين المؤيد والمعارض بعيداً عن كلمات العنف والتهديد والوعيد.